الإثنين 7 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
من يغلب الطبع أم التطبع؟!

من يغلب الطبع أم التطبع؟!

هناك مثل شعبى يتردد فيما بيننا ومنذ قديم الأزل وحتى الآن وهو «من شب على شىء شاب عليه» أو بمعنى آخر الطبع يغلب التطبع ويقهره كالعادة.



فالبداية حتمًا ولابد أن تكون بشكل صحيح سواء من حيث النشأة أو التربية، فالإنسان بطبيعته إذا تعود أو اعتاد على شىء قد يصعب التخلى عنه بيسر أو سهولة والعكس يكون صحيحًا.

فالعنف فى التعامل أو حالة اللامبالاة التى يعيشها أى إنسان أو عدم احترامه للقيم والمبادئ أو حتى النظام أو كذلك الآخرين قد يصعب التخلى  أو التخلص منه بسهولة ولأنه ليس هناك شىء مطلق إلى الأبد ورغم ذلك نحن مع فكرة التغيير إلى الأحسن، فمن الممكن أن يتغير الإنسان فى أى وقت سواء نحو الأفضل أو نقيضه، كما أن دهاليز الحياة نتعلم منها الكثير ولكن علينا أن نأخذ منها الأفضل أو الأحسن الذى يثرى حياتنا فيما هو أنفع.

■ ومن الطبيعى أن يشبوا أو يكبروا حسب ترتيبنا لهم داخل الأسرة أو بين الوالدين والأخوة أو حتى الأقارب أو كذلك العائلة الأكبر، أى باختصار البيئة التى تحتضنهم حتى يصيروا نسخة بالكربون مثلما نحن نحيا أو نعيش حتى يكونوا امتدادًا لنا ويتأثرون بنا ويكتسبون منا العادات والتقاليد الراسخة فينا وتربوا عليها فى الإطار العائلى.

- طبقًا لذلك تكون النشأة أو التربية من البداية داخل المنزل أو البيت ولابد أن نعمل على تربية أبنائنا على الإيجابيات ونغرس فى نفوسهم الشىء الجميل والأخلاق الحميدة والتزام الأدب فى التحدث مع الآخرين واحترام الكبير قبل الصغير ونقدم لهم القيم الطيبة والمبادئ النبيلة والنهج الصحيح والتوجه بالصلاة نحو الله والتقرب منه وتعليمهم الأمانة فى كل شىء على أن تتسم سلوكياتهم أو تصرفاتهم بالصدق والضمير اليقظ الذى يقف ضد السلبيات بأشكالها.

وعلى النقيض من هذا قد ترى آخرين فيما تعودوا عليه أو شابوا على الكذب والتضليل أو الشتائم وعدم الأمانة فى التعامل مع الناس وهنا يجب أن نعى جيدًا ذلك القول الشائع.. من يزرع يحصد إياه، فإذا كنت من أهل الخير تجنى ثماره والعكس صحيح، أو كما هو من خلال الآية الكريمة «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» صدق الله العظيم.

ومن الطبيعى إذا كانت هناك شجرة قد نمت وترعرت فى وضع مائل قد يصعب تقويمها أو تعديلا فمن شب على شىء شاب عليه، فالذى يتربى على شىء يفعله، فالطبع دائمًا يغلب التطبع أو ينتصر عليه وفى الكثير من الأحيان وإن كان ذلك لايمنع أو يحول من التغيير حتى لو كان ذلك صعبًا ولكنه ليس بالمستحيل.

فمن الممكن أن يغير من طباعنا السلبية أو الخاطئة أو بشكل متدرج نحو الأفضل أو الأحسن، ولأنه لكل قاعدة شواذ فمن شب على شىء شاب عليه لكن دائمًا ما يكون هناك أمل أو رجاء فى التغيير رغم كونه ليس بالأمر السهل أو الهين لكن المشكلة تكمن فى التعود الخاطئ لشىء ولوقت طويل.

وبناء عليه يتحتم علينا أن نغرس الزرع الجيد ونربى أبناءنا ونرعاهم جيدًا وبعناية فائقة تهدف إلى الأحسن دائمًا ونحو الانتماء للوطنى وحبهم له والتمسك بكل مقدراته والحفاظ على مؤسساته القومية والأمانة فى عملك وكل شىء وأن نقهر الطبع السيئ ونسعى نحو التطبع المفيد فى كل أمور حياتنا والله المستعان.