خروج ماسك.. وتألق مليندا من جديد

ابتعد الملياردير الشهير  إيلون ماسك عن البيت الأبيض أو تم استبعاده. ما كان يتوقعه الجميع منذ بداية عهد ترامب حدث. وبالطبع تختلف التفسيرات والتحليلات والتبريرات التى تتناول أسباب ودوافع ما حدث.

وهل خروج ماسك الحالى لا عودة فيه؟ وبالتالى سوف يتوقف ما كان يقوم به من تقليص لمؤسسات الدولة ووزاراتها. أم أنه تم الاعتبار بأن المهمة اكتملت وتمت؟! ولا شك أن هناك تباينًا فى وصف وتقدير ما تم إنجازه وتحقيقه من قبل ماسك وفريقه داخل واشنطن وأيضا داخل ميزانيات فيدرالية تم تخصيصها للمعونات الدولية والأبحاث العلمية ولبرامج أكاديمية واجتماعية تم العمل بها على مدى عقود. وكانت تتميز بها الولايات المتحدة عن باقى دول العالم. 

ويبقى السؤال الذى يلح على الخاطر: هل هذه هى نهاية ماسك مع ترامب وإدارته؟ أم أنه قد تتم الاستعانة به فى مهام مشابهة فى المستقبل؟ وهل غضب ترامب عليه؟ وبالتالى لا هو ولا من عمل معه يمكن الوثوق بهم والاعتماد عليهم فى المرحلة المقبلة من ادارة ترامب!!

ترامب كما هو معروف يحب المفاجآت والصدمات. وبالتالى من الصعب التكهن بما قد يقرره أو يفعله فى اللحظة التالية لما يقوله أو ما يتحدث عنه أو ما يحذر منه. لقد أكد ترامب مرارا وتكرارا أنه يحب المواجهة ويفضل الإحراج ويرى أن وضع شريكه أو عدوه فى وضع مرتبك أو غير مريح فرصة له لكى يفرض عليه إرادته. ماذا سيفعل ترامب فى مواجهته مع جامعة هارفارد وباقى الجامعات الأمريكية؟ كيف سينفذ أو سيسرع من تنفيذ حملات القبض على المهاجرين غير الشرعيين وترحيلهم من البلاد؟

كيف سيخرج من مأزق وعوده المتكررة بسلام أو لا حرب فى أوكرانيا وروسيا وأيضا فى ملفات غزة وإسرائيل ـ لا أحد يستطيع أن يحسم الأمر أو أن يقدم الإجابة الشافية للسؤال المطروح.

 

 

وأمام حالة الارتباك والحيرة نجد الجامعات تنصح طلابها الأجانب بعدم القيام بالسفر خلال شهور الإجازة الصيفية حتى لا يواجهوا مشكلات وأزمات لدى رجوعهم الى أمريكا. ونقرأ السيناريوهات المحتملة للمواجهات التجارية ما بين أمريكا وأوروبا وكل دول العالم فيما يخص التعريفات الجمركية.شهور الصيف ستكون ساخنة بلا شك والسؤال المتكرر مرارا ماذا عن جبهات المواجهة المختلفة مع الصين؟ بدأت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن امتناع مواطنى دول أخرى من قدومهم لأمريكا كسياح. وحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال فى بداية شهر يونيو ونقلا عن أرقام رسمية فإن 109 ملايين سائح وصلوا إلى أهم المطارات الأمريكية خلال شهر مايو 2025. أى أقل بنسبة 6 فى المئة ممن زاروا أمريكا فى نفس الفترة الزمنية من العام الماضي.  وتقول الأرقام أيضا أن أرقام الحجز بالنسبة للرحلات الجوية من أوروبا الى أمريكا حتى آخر أغسطس قد انخفضت بنسبة 12 فى المئة. كما أن المجىء إلى واشنطن ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو قد تناقص بنسب أكبر. قطاعات كبيرة من بيزنس السياحة والرحلات والمطاعم والملاهى ووسائل النقل صارت تتابع بقلق تبعات هذا التخوف والتردد والنفور تجاه ما تم وما يتم بخصوص استقبال السياح فى أمريكا. أمريكا لم تعد كما كانت. هذه العبارة تكررت كثيرا أثناء الحديث عن إحجام الأجنبى عن زيارة أمريكا. وفى كل الأحوال أسمع وأقرأ أيضا العبارة إياها «لحين إشعار آخر» التى تظل التنبيه المتكرر على مسامع من يسأل أو يتساءل: إلى متى سيظل الحال على ما هو عليه؟

 مليندا جيتس .. واليوم التالي

كتاب جديد لمليندا طليقة الملياردير الشهير بيل جيتس.اسم الكتاب The Next Day اليوم التالي: التحولات والتغيير والتحرك الى الأمام. صدر الكتاب فى إبريل 2025 وعدد صفحاته 176 صفحة. 

مليندا كانت شريكة بيل أيضا فى تأسيس وإدارة المؤسسة العالمية الشهيرة باسمهما عام 2000 والتى يزيد حجم أرصدتها عن 77 مليار دولار. 

وهذه المرأة القوية (من مواليد 1964) كان لها نشاط إنسانى عالمى مكثف مع زوجها قبل طلاقها وقد استمر وتزايد هذا النشاط بعد الطلاق عام 2021. وقد أسهمت وتبرعت مليندا فرينتش جيتس بأكثر من مليار دولار لمجموعات ونشاطات تهتم بالمرأة وأمورها وصحتها وأيضا بطرق ووسائل تعزيز تمكينها من أجل تحسين أوضاع معيشتها ورعايتها لأطفالها. تقدر ثروتها الخاصة بنحو 30 مليار دولار.

وقد صدر لها من قبل ـ عام 2019 ـ كتاب أثار التساؤلات حول تجربتها وأيضا حكايتها مع تجارب المرأة وحكاياتهن فى كل بقاع العالم. الكتاب اسمه Moment of Lift  لحظة الصعود ـ كيف قام تمكين المرأة بتغيير العالم.

ولم يكن بالأمر الغريب أن تختارها مجلة تايم من ضمن قائمة الـ100 من القائمين بالأعمال أو المساهمات الخيرية من أجل المجموع. خاصة أن مليندا بجانب انخراطها فى المجتمع الأمريكى لها تجربتها المتميزة فى الذهاب إلى كل بقاع العالم والالتقاء بنساء العالم أينما كن.. من أجل الاستماع إلى حكاياتهن مع تحديات الحياة اليومية.

والأهم إصرار مليندا على تفسير وشرح ما تقوم به ولماذا؟ وأيضا كيف يمكن للمرأة أن تتحدى المستحيل وتواجه العقليات التى تحاول عرقلة انطلاقها ومساهمتها فى تحسين أوضاع المجتمع الذى تعيش فيه.