الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لَحْظَةُ صَفْوً

وَضَعَ المَاءَ بِجَانِبِهِ



واسْتَبْشَرَ خَيرًا

مِنْ دَفَقَاتٍ

كانَتْ تنقُرُ عَتَبَاتِ القَلبِ

فَأَغْلَقَ عَيْنَيهِ وَرَاحَ يُحَمْلِقُ

فِى سَقْفِ الغُرْفَةِ

شَعَرَ بِأنَّ أنَامِلَهُ لنْ تُسْعِفَهُ

كَيْ يَنْقُشَ فَوْقَ جِدَارِ الوَرَقِ

بِيُوتًا وَقَصِيدةَ عِشْقٍ

غَابَ بِدَاخِلِهِ الشَّوقُ

ورَفَضَ بِأنْ يُفْصِحَ

عَنْ مَكنُونِ مَشَاعِرِهِ

كانَ يَحُسُّ بِأنَّ المَاءَ السَّاكِنَ

بَدَأ يُغَادِرُ مَكمَنَهُ ويَفُوُرُ

فَخَافَ بِأنْ يُغْرِقَهُ

فَأمْسَكَ فَيْضَ مَشَاعِرِهِ

 كيْمَا تَهْدَأَ

وَأحَسَّ بِشَيءٍ يَتَخَلّلهُ

ويَمُرُّ بَطيِئًا دُوُنَ عَنَاءٍ

دَاخِلَ أرْوِقَةِ القَلبِ

وَلمْ يَهْدَأْ

إلاَّ حِينَ اسْتَرْجَعَ جُزءًا

مِنْ رِحْلتِهِ

شَعَرَ بِأنَّ قَليِلًا مِمَّا سَكَنَ بِدَاخِلِهِ

غَابَ عَنْ الوَعْيِ

فَلمْ يَعرِفْ كيْفَ يُوَاصِلُ

خَافَ بأنْ يُسْقِطَه الحُزْنُ

فأفْرَغَ دِفءَ مَشَاعِرِهِ

وتَمَرَّغَ فِيِهَا

فَأحَسَّ بِطَيْفٍ يَعْبُرُهُ

ويَمُرّ إلىَ عَيْنَيهِ كَقَافِيَةٍ سَاكِنَةٍ

مِنْ زَمَنِ قَوَافِى العِشْقِ

فأسْكَرَهُ حتَّىَ مَالَ

فَخَافَ بِأنْ يَسْقُطَ

فتَحَسّسَ مَا بَقِيَ مِنَ المَاءِ

لِكَى يَتَوَضَّأَ

مَا إِنْ رَفَعَ يَدَيْهِ وَكبَّرَ

حَتَّىَ اسْتَشْعَرَ دِفْئًا يَعبُرُهُ

وسَاحَ كَطيرٍ فَرّ مِنَ الصَّيْدِ

وَأثْلَجَهُ رِيِحُ هَوَاءٍ

لمْ يَدْخُلْ غُرْفتَهُ

إلاَّ فِى لحَظَاتِ الصَّفْوِ العَابِرِ

فَأطَالَ مُعَانَقَةَ حُرُوُفِ كِتَابِ اللهِ

وتَمَنَّىَ لوْ طَالَ سُجُودُ جَوَارِحِهِ

فَذَابَ وشَعُرَ بِمَنْ يَحْمِلُهُ

ويَحُطُّ بهِ دَاخِلِ دَائِرَةٍ

حَتَّىَ شَعَرَ بِشَيءٍ يَتَخَطَّفُهُ

فاسْتَيْقَظَ مَا كانَ يَنَامُ بِدَاخِلِهِ

فَأيْقَنَ أنَّ الوَقْتَ قَدِ اقْتَرَبَ

لكيْمَا يُخْرِجَ

مَا قَدْ سَكَنَ بِدَاخِلِهِ مِنْ نُوُرٍ

واشْتَمَّ رَوَائِحَ عبَقٍ

تَخْرُجُ مِنْ مَلبَسِهِ

فتَيَقَّنَ أنَّ مَوَاجِعَه قَدِ انْفَرَطَتْ

ولديْهِ القُدْرَةُ أنْ يَسْمُوَ.. ؛ فَسَمَا

دُوُنَ عَنَاءٍ

وَأحَسَّ بِأنَّ القَلْبَ قَدِ انْفَتَحَ

فلمْ يَتَقَهْقَرَ

حِينَ تَنَفَّسَ مِنْ دَاخِلِهِ

وأغْلَقَ عيْنَيْهِ

كيْمَا يُكمِلَ رحْلتِهِ.