الأحد 3 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أطفالنا بين «العيدية» و «الأضحية»!

  يهل علينا عيد الأضحى المبارك  ليزيد أيامنا بالفرحة والبهجة والحب، وتمتلئ قلوب الأطفال بالسعادة بارتداء الملابس الجديدة والجميلة وأخذ النقود الجديدة «العيدية» ورؤية الأقارب والجيران واللعب مع الأصدقاء.



إن عالم الأطفال ملىء بالحياة والعفوية والطاقة، والأطفال الصغار بمختلف أعمارهم ومستوياتهم يفرحون بالعيد حيث يجدون فيه البهجة والسرور والأجواء الجميلة والرحلات الممتعة.

 

 وتعتبر التربية من أهم العوامل التى تسهم فى بناء شخصية الطفل وبناء مستقبله، ومن الجميل أن يتلقى الطفل تربية تحث على التعاون والتآزر والتكافل والتسامح بينهم حتى يحظى بنفسية هادئة متزنة مستقرة، وفى العيد يحرص الآباء على تطييب الأطفال وتعطير ملابسهم، وفى صباح العيد يعطى الآباء أطفالهم «العيدية» ليزداد فرحهم بالعيد خاصة عند وضع النقود بالمحفظة، كما يجب أن يتحاور الآباء مع الأطفال مقترحًا عليهم تقسيم هذه النقود إلى عدة أجزاء: الجزء الأول منها يصرف منه الطفل فى أيام العيد، والثانى للادخار، والثالث يتصدق ببعض ماله للفقراء والمحتاجين، والرابع لشراء بعض الهدايا وتقديمها للأطفال اليتامى، وبذلك نستفيد من العيد فى غرس القيم الأخلاقية كالتعاون والمشاركة ومساعدة المحتاجين والمساكين فى نفوس أطفالنا منذ الصغر. 

 

 

 

حضور طقس «الأضحية»

هناك طقوس وعادات ترتبط بالأضحية حيث نجد بعض الآباء يجبرون أطفالهم الصغار لحضور ومشاهدة ذبح الأضحية، مما قد يترك أثرًا نفسيًا سلبيًا على الأطفال يلازمهم طيلة حياتهم، وما يشاهده الطفل فى الصغر قد لا ينساه فى الكبر، ورغم أن العيد فرحة لكن ممارسات البعض لسلوكيات خاطئة أثناء عملية ذبح الأضحية قد تعود بحزن يصحبها حالة نفسية سيئة ومشكلات واضطرابات نفسية، خاصة عندما يرى الطفل الدماء وهى تتدفق من عنق الذبيحة. 

كما أن مشاهدة ذبح الأضحية قد يخزن فى ذاكرة الطفل على أنه نوع من أنواع العنف، والسن المناسب لمشاهدة الأضحية يعتمد على نضج ووعى الطفل، ومدى قدرته على فهم المعانى الدينية والتربوية المرتبطة بالأضحية، وهنا يجب تهيئة أطفالنا تهيئة نفسية لاستقبال ذلك المشهد، ويكون ذلك من خلال مجموعة من الخطوات أهمها:

- يجب على الآباء تعريف أطفالهم لماذا نذبح الأضحية؟ وتكون الإجابة على هذا التساؤل من خلال سرد قصة سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل عليهما السلام، حيث أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم بذبح ولده إسماعيل كاختبار لإيمانه، ولقد استجاب سيدنا إبراهيم للأمر الإلهى وأخذ سيدنا إسماعيل لتنفيذ هذا الأمر، وعندما هم سيدنا إبراهيم بذبح سيدنا إسماعيل، أنزل الله سبحانه وتعالى كبشًا فداءً لسيدنا إسماعيل عليه السلام، لذلك نضحى كل عيد.

- التوضيح للطفل بطريقة سهلة وبسيطة أن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الحيوان لذلك، مع شرح الهدف من الأضحية وكيف يتقبل الطفل فكرة ذبحها بدون خوف، وبعد ذبح الأضحية نقوم بتوزيعها فهى طعام ومساعدة للفقراء ليفرحوا ويشعروا ببهجة العيد، وهى مودة وصلة للرحم عند التهادى بلحومها بين الأقارب والأصدقاء.

- إحضار الأضحية إلى البيت قبل يوم العيد بأيام قليلة حتى لا يرتبط بها الطفل عاطفيًا، حيث إن إحضار الأضحية قبل العيد بوقت طويل يجعل الطفل يلعب ويمرح معها وتصبح له مصدر سعادة وفرح، ثم يأتى يوم العيد يوم ذبح الأضحية لينهى هذه السعادة من وجهة نظر الطفل، فيشعر بالحزن وقد يصل التأثير النفسى على الطفل رفضه تناول اللحوم. 

- التدرج مع الطفل فى مشاهدة ذبح الأضحية، من سن (5-7سنوات) نجعله يشارك فى توزيع الأضحية دون مشاهدة الذبح، ومن سن (8-10سنوات) نجعله يشارك فى تقطيعها وتوزيعها أيضًا، ثم من سن (12سنة) نجعله يشارك فى مشاهدة الذبح.

- تعليم أطفالنا أهمية الامتنان والشكر لله تعالى على النعم، والتصدق ومساعدة المحتاجين وهذا يساعد على تنمية المشاعر الإيجابية فى نفوسهم. 

العيد للجميع، للكبير وللصغير.. للغنى والفقير.. ففى العيد نجد فرصة ذهبية لتجديد الفرح وفرصة رائعة حتى يستعيد الإنسان حيويته ونشاطه وطاقته ليبدأ من جديد، وكله أمل وثقة بأن القادم أفضل بإذن الله تعالى، وقد تبدلت الظروف والأحوال إلى الأفضل سواء على المستوى الشخصى أو العام بالحب والتسامح والمودة.