الجمعة 6 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
جولة ترامب.. وبابا الفاتيكان أمريكى!

جولة ترامب.. وبابا الفاتيكان أمريكى!

ماذا بعد زيارة ترامب (الرئيس الأمريكى الـ47) لكل من السعودية وقطر والإمارات؟ السؤال مطروح. وبالطبع الأسئلة التالية تحاول أن تعرف أو أن تتفهم نتائج هذه الجولة. وما قيل فيها وما تم ذكره من أرقام أو أموال ضخمة ستكون المكونات الأساسية والمحركة للعلاقة الاستراتيجية التى تربط واشنطن بدول الخليج والمنطقة بشكل عام.



كيف سيتشكل حاضر سوريا ومستقبلها؟ أين وكيف سيكون دور ونفوذ إسرائيل وإيران وتركيا فى السيناريوهات المرتقبة لإعادة تشكيل خريطة المنطقة؟ ليس فقط خريطة المساحات الجغرافية بل خريطة مناطق النفوذ فى تقسيم المصالح واحتواء المواجهات فى الشرق الأوسط. وذلك فى إطار مشروعات اقتصادية وسياسية يتم السعى من أجل تحقيقها على أرض الواقع.

كل توصيف أو مفهوم أمنى أو سياسى أو اقتصادى تم ذكره فى السطور السابقة أو تم ترديده أو الإعلان عنه خلال جولة ترامب الأخيرة له تبعاته على النقاش القائم فى المنطقة خاصة بعد ما حدث فيها خلال العامين السابقين.. بدءًا من 7 أكتوبر 2023 وغزة. ولم يعد الحديث المتكرر عن التفاؤل أو التشاؤم حديثًا ذا معنى فى وقتنا الراهن ونحن وسط عالم مضطرب وحائر ومحير نتابع ونعانى من أزماته ومآسيه كل يوم.

وبالتأكيد الحديث أو الجدل عما تحقق وعما لم يتحقق مع جولة ترامب سوف يستمر ولن يتوقف. والكل يطرح تساؤلاته وانتقاداته وتطلعاته وإحباطاته وتمنياته عما قاله وذكره ترامب. عما وعد به وتوعد به ترامب. ولا أدرى إن كان الغد فى وقتنا الحالى لناظره قريب أم بعيد.. وربما بعيد جدًا!!

أمريكى.. بابا روما

اختيار أمريكى كبابا لروما ولأول مرة بالتأكيد كان حدثًا تاريخيًا أثار اهتمام الرأى العام الأمريكى ووسائل الإعلام. حسب تقديرات أمريكية أجريت فى السنوات الأخيرة فإن عدد الكاثوليك فى أمريكا يصل إلى 60 مليون شخص أى نحو عشرين فى المائة من مجموع سكان الولايات المتحدة. كما يقدر عدد الكاثوليك فى العالم بـ1.4 مليار شخص. ومنذ أن تم اختيار البابا الجديد فإن الكل يتابع ويراقب كيف سيكون تعامل البابا ليو الرابع عشر (ابن شيكاجو) مع هموم ومشاكل العالم.وخاصة شئون أبناء وبنات الكنيسة الكاثوليكية مع تحديات زماننا الحالى. 

 

 

 

وكان من الطبيعى أن نشهد طرح أسئلة عديدة حول شخصية البابا الجديد (69 عامًا) ومدى تشابهه أو اختلافه عن سلفه البابا فرنسيس الذى رحل عن عالمنا منذ أسابيع وكان فى الـ88 من عمره. 

بعد أن كان البابا لـ 12 عامًا. وهل البابا الجديد جاء ليكمل ما بدأه سلفه من تحديث وتوسيع وتعميق للدور الإنسانى والعالمى الذى تلعبه الكنيسة الكاثوليكية. تحديدًا دورها فى قضايا الفقر والجوع وقبول الآخر؟ أم أنه سوف يأخذ مسارًا مختلفًا؟ ابن شيكاجو خدم من قبل فى بيرو لمدة 20 سنة. والحديث عن المدينة الأمريكية شيكاجو يقوم بتذكيرنا أنها هى التى قدمت للعالم من قبل الرئيس باراك أوباما مثلما قدمت البيتزا طبقة سميكة ومجلة بلاى بوى. وقد تساءل البعض: ماذا يمكن أن يقوم بابا أمريكى بتعليمه أو تنبيهه أو تذكيره لأمريكا؟ إلا أن يبقى السؤال الأهم: هل لدى الأمريكان استعداد للاستماع للصوت الآتى من الفاتيكان؟

ولم يكن بالأمر الغريب أن يقوم المتشددون من أنصار ترامب أو أفراد حركة MAGA J (جعل أمريكا عظيمة من جديد) بطرح تساؤلاتهم حول مواقف البابا العديدة عبر السنوات وأن يقولوا هل سيحدث صدام بينه وبين الرئيس ترامب خاصة أن البابا فرنسيس الراحل انتقد أكثر من مرة السياسات التى تبنتها الإدارة الحالية فى التعامل مع المهاجرين أو الآتين من دول أخرى. وبالطبع أنصار التشدد الدينى يريدون اختيار البابا الجديد.. ومعرفة موقفه من الطلاق والإجهاض والمثلية وملفات مماثلة يتم ابتزازها سياسيًا مع كل انتخابات تجرى فى الولايات المتحدة.

أهلًا بهن فى الفضاء

ما حدث يوم 14 أبريل 2025 هلل له البعض باعتباره حدثًا تاريخيًا. وفى الوقت نفسه اتفقت أطراف كثيرة على أن هذا الحدث ذهاب فريق من النساء (عددهن ستة) إلى الفضاء لمدة 11 دقيقة فقط وبدون مهمة علمية بعينها كان شو إعلاميًا فقط لا غير. وبالتالى لا يجب التهويل مما حدث وما تحقق!. مشاركة الفنانة النجمة كيتى بيرى فى هذه الرحلة القصيرة أحدثت ضجة إعلامية ضخمة.. كما شاركت فى المغامرة لورين سانتشيز خطيبة الملياردير جيف بيزوس صاحب مشروع بلو أوريجن. الجهة المنظمة للرحلة الفضائية. ولا شك أن هذا الحدث كبيرًا اعتبرناه أم صغيرًا أثار الحديث حول ذهاب المرأة إلى الفضاء والقضايا المتعلقة بها وبرحلاتها الفضائية؟

وتقول الأرقام إن 104 من النساء ذهبن إلى الفضاء حتى أبريل 2025، وهل من ذهبت فى هذه الرحلة الفضائية الأخيرة تعتبر رائدة فضاء أم سائحة فضاء فقط لا غير؟ وهل هذه النوعية من الرحلات السياحية سوف تتزايد فى المرحلة المقبلة؟ خاصة أن لها بريقًا خاصًا يستغلها مليارديرات تكنولوجيا المعلومات (مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس) فى ترويج وتسويق هذه الرحلات.. وتبنى بيزنس يجلب الملايين فى إطار ما يوصف باقتصاد خوض المغامرات وتقديم الخدمات؟

والأمر الأهم الذى يطرح بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة هل تم خصخصة برنامج أمريكا الفضائي؟ وماذا سيكون مصير ودور ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) فى المرحلة المقبلة؟

وجدير بالذكر هنا أن فالينتينا تريشكوفا تعد أول امرأة ورائدة فضاء روسية ذهبت إلى الفضاء عام 1963، تحديدًا يوم 16 يونيو 1963، وكانت فى الـ26 من عمرها. وقد دارت حول الأرض 48 مرة، والرحلة استمرت ثلاثة أيام. ما زال الفضاء الخارجى والابتعاد عن جاذبية الأرض يثير اهتمام وفضول الرجال.. والنساء أيضًا!!