الاعتزاز بالروابط التاريخية وعلاقة الشراكة الاستراتيجية التى تجمع مصر وجيبوتى
مصر فى قلب القرن الإفريقى

ياسمين خلف
بالعاصمة الجيبوتية «جيبوتى»، عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مباحثات مع شقيقه الرئيس الجيبوتى «إسماعيل عمر جيله» تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المشترك بشأن الأوضاع الإقليمية فى البحر الأحمر والقرن الإفريقى.
والتقى الرئيس السيسى، بقصر الرئاسة الجيبوتى، بالرئيس «إسماعيل عمر جيله»، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس.
وعقب جلسة مباحثات ثنائية، عقِدت جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، ثم المشاركة فى مأدبة غداء أقامها الرئيس الجيبوتى على شرف الرئيس السيسى.
وشهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ثم عقدا مؤتمرًا صحفيًا استعرضا خلاله أهم ما تناولته المباحثات؛ حيث أعرب الرئيس فى بداية كلمته عن سعادته بلقاء شقيقه فخامة الرئيس «جيله»، فى زيارته الثانية إلى جيبوتى ..هذا البلد العزيز، الذى يحتل مكانة خاصة كبيرة فى وجدان كل مصرى، مؤكدًا امتنانه وتقديره لدولة جيبوتى الشقيقة، وما لمسه من مظاهر الود والترحاب الصادق خلال هذه الزيارة، مما جعله يشعر بأنه فى وطنه وسط أهله وأشقائه.
وقال الرئيس: لقد أتيت محملًا من الشعب المصرى، برسالة اعتزاز بالروابط التاريخية، وعلاقة الشراكة الاستراتيجية، التى تجمع بين مصر وجيبوتى، وتابع: الرئيس قائلا: لا يفوتنى أن أهنئ جيبوتى، قيادة وشعبًا، على النجاح الدبلوماسى المستحق، بفوز السيد «محمود على يوسف»، بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، متمنيًا له كل التوفيق فى مهمته الجليلة.

وأضاف: لقد عقدت مباحثات مكثفة، مع أخى فخامة الرئيس «جيله»، تناولنا خلالها مجالات التعاون الثنائى، فى مختلف القطاعات ذات الأولوية لبلدينا الشقيقين.. وفى هذا الإطار، اتفقنا على إطلاق برنامج طموح ومشترك، لتحقيق أمن الطاقة فى جيبوتى، يتضمن عددًا من المشروعات، تتعلـق بتأهيل شـبكة الكهربـاء الوطنيـة، ومشروع محطة الطاقة الشمسية فى قرية «عمر جكع»، المقرر تدشينه رسميًا فى غضون أيام، وإنشاء وتوسعة محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، فى مناطق مختلفة بجيبوتى.
وأوضح الرئيس: أكدت فى هذا الصدد، لأخى فخامة الرئيس «جيله»، التزام مصر، بنقل خبراتها المتميزة لأشقائنا فى جيبوتى، من أجل تحقيق أمن الطاقة لهذا البلد الشقيق.
وواصل: اتفقنا أيضًا، على أهمية تشجيع الاستثمارات بين البلدين، لا سيما فى مجال الموانئ والمناطق الحرة، وقد تباحثت مع أخى فخامة الرئيس بشأن تنفيذ مشروعات بالشراكة بين القطاعين العام والخاص المصرى والجيبوتى، مثل إقامة مركز لوجيستى للشركات المصرية فى المنطقة الحرة فى جيبوتى .. بالإضافة إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات فى «دوراله»، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتى بشبكة الطرق فى جيبوتى وفى المنطقة، بما يعزز من حركة التجارة البرية.
وأكمل: كما اتفقت مع أخى فخامة الرئيس، على ضرورة تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال الفترة المقبلة من خلال خطوات جادة وعملية, وفى هذا السياق، يسعدنى الإعلان عن تأسيس «مجلس الأعمال المصرى الجيبوتى المشترك».. كما اتفقنا على تدشين مقر بنك «مصر - جيبوتى» فى غضون الأيام المقبلة.. ووجهنا بمراجعة الأطر التعاهدية السابقة، ذات الصلة بتنمية وحماية الاستثمارات بين البلدين.
وأردف الرئيس: اتفقنا كذلك، على البناء على التعاون القائم، فى مجال بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية .. كما تناقشنا بشأن فرص التعاون القائم بقطاع الصحة والدواء وشهدنا اليوم، توقيع عدد من مذكرات التفاهم، لتعزيز التعاون المشترك فى مجالات التعليم العالى، والشباب والرياضة، والإعلام .. ونؤمن بأنه لا تزال هناك آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.

وقال الرئيس السيسى: لقد تباحثت كذلك بشكل مكثف، مع أخى فخامة الرئيس «جيله»، حول الأوضاع الحالية التى تشهدها منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر.. وفى هذا الصدد، أكدنا ضرورة دعم كافة الجهود المبذولة، لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار فى الصومال الشقيق، وصيانة وحدته، وتكامل وسلامة أراضيه.
وأضاف: أكدنا على رفض أية محاولات، تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه .. بما فى ذلك رفض أى مساعٍ لتشكيل حكومة موازية، وضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وتعزيز نفاذية المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق.
وتابع: بحثنا أيضًا التحديات المشتركة التى تواجه بلدينا فى البحر الأحمر، حيث أكدنا على رفض تهديد أمن وحرية الملاحة، فى هذا الشريان التجارى الدولى الحيوى، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمى. واتفقنا على المسئولية الحصرية للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حوكمة هذا الممر الملاحى الدولى المهم وتأمينه.
وأشار الرئيس إلى أن المباحثات تناولت القضية الفلسطينية، حيث أكد الرئيسان على الموقف العربى الثابت، بحتمية التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية، استنادا إلى حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية» .. والرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أى مسمى مع استعدادنا للتعاون مع كافة الشركاء الدوليين، لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة.
واختتم الرئيس كلمته قائلًا: أجدد الإعراب لفخامتكم، وللشعب الجيبوتى العزيز، عن جزيل الشكر والتقدير، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال .. مؤكدًا اعتزاز مصر العميق، بالعلاقات الأخوية والاستراتيجية مع بلدكم الشقيق.. وأتطلع لمواصلة لقاءاتنا ومشاوراتنا الأخوية، بما يحقق تطلعات شعبينا الشقيقين.