الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تجديد الخطاب لا يكون إلا على يد دعاة مستنيرين أغنياء بالعلم واسعى الأفق

أمناء على الدين والوطن

الدولة تمضى بثبات وعزم فى مشروعها الوطنى لبناء الإنسان
الدولة تمضى بثبات وعزم فى مشروعها الوطنى لبناء الإنسان

تنفيذًا لتوجيهات  الرئيس عبدالفتاح السيسى  لوزارة الأوقاف، بتخريج وتأهيل دفعة جديدة من الأئمة، التى ضمت 550 إمامًا واستمرت لمدة 24 أسبوعاً، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية، بما فيها الأكاديمية العسكرية المصرية، لوضع برنامج تدريبى متكامل يهدف إلى تعزيز قدرات الأئمة على مختلف المستويات، بما يسهم فى الارتقاء بالخطاب الدينى وتطوير آليات التواصل، خاصة لمكافحة ودحض الفكر المتطرف، فضلاً عن ترسيخ الوعى والمعرفة والإدراك لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة،  شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.



وشملت فعاليات الحفل عرضًا لفيلم وثائقى بعنوان «تقرير نجاح الدورة»، تلاه عرض للبحث الجماعى لدارسى دورة الأئمة حول موسوعية العالم والداعية وأثر ذلك على أداء مهامه (الإمام جلال الدين السيوطى نموذجا)، وإعلان نتيجة تخرج الدورة، كما أدى الخريجون قسم الولاء، وهو قسم مستحدث للخريجين من الأئمة والدعاة، لقنه للخريجين الدكتور أحمد نبوى عضو المكتب الفنى لوزير الأوقاف. 

 

حلول عملية تداوى مشكلات الناس
حلول عملية تداوى مشكلات الناس

 

وشهدت الفعاليات فقرة شعرية ألقاها أحد الدارسين، أعقبها إنشاد ديني. وألقى كلٌ من الفريق أشرف زاهر، مدير الأكاديمية العسكرية المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمات سلطت الضوء على أهمية التكامل والتعاون بين جهات الدولة المعنية لتنفيذ رؤية القيادة السياسية فى إعداد جيل جديد من الأئمة، يجمع بين التعمق فى علوم الدين وإتقان أدوات التواصل الحديثة، بما يعزز دورهم فى نشر الفكر الوسطى وترسيخ القيم الوطنية. 

 وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، قال فيها:

نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعى.

وتابع: كنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبى متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعى، متمكناً من البيان، بارعاً فى الإقناع، أمينًا فى النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة. 

وأضاف: ها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت. 

وأكد الرئيس السيسى أنه فى زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب دينى مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم، موضحًا:  أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الدينى لا يكون إلا على أيدى دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعى الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوى مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.

 

الخطاب الدينى المستنير تقديم صحيح لمقاصد الدين الحنيف
الخطاب الدينى المستنير تقديم صحيح لمقاصد الدين الحنيف

 

وأكمل: لا  تنحصر مهمة تجديد الخطاب الدينى فى تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب، بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.

وواصل: اليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم فى هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة ، وسفراء سلام للعالم بأسره. 

وأشار الرئيس السيسى إلى أن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطى المستنير، الذى يُعلى قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسى معانى العدل والرحمة. 

أردف: ما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ فى مشروعها الوطنى لبناء الإنسان المصرى بناءً متكاملًا، يُراعى العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، فى ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد. 

واختتم الرئيس كلمته، قائلا: أُحيى كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت فى إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.. وفقكم الله جميعًا، وبارك فى جهودكم، وجعلنا دائمًا فى خدمة الحق والخير والإنسانية. 

وبعد انتهاء الرئيس من كلمته، وجه سيادته عدة رسائل تحمل رؤية الدولة فى إعداد إنسان متوازن ومسؤول، قادر على الإسهام الإيجابى فى المجتمع، مشيراً إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطى كنموذج يحتذى به، حيث قدم مساهمة استثنائية من خلال تأليف 1164 كتابًا خلال حياته.

وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفى لإحداث تأثير فى المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ. وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب، كما شدد على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.

واختتم الرئيس السيسى حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة فى أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكداً سيادته على أن الدورة التى حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون فى علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة. وفى النهاية، ذكر الرئيس أنه يود الإعراب مجدداً عن التعازى لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مؤكداً أن الإنسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.