
د. رانيا يحيي
نبض الزيارة من قلب روما
فى الواقع ما عهدناه من السيد الرئيس السيسى لم يخطر على بال، فهو رجل مخابراتى من طراز فريد، والمخابرات المصرية مدرسة رصينة فى الدهاء والتخطيط والتنفيذ، تتمتع بحكمة وهدوء للوصول إلى الهدف، ولن أتحدث عن تقديرنا كمصريين لمخابراتنا المصرية، ولا تقدير العالم لها، لكن سأتحدث عن هذا الرجل الذى أنهى الظلامية والرجعية والتخلف الذى عشنا فيه إبان حكم جماعة سياسية تأخذ الدين ستارًا لأهدافها وتحركاتها اللاوطنية، لتنفيذ أجندات أجنبية، وجاء المخلص بحنكته ليحمى مصر والمصريين من هذا الحكم الإرهابى، كما خلصنا من إرهابهم الممتد لسنوات بعدما أشار لمحاربته للإرهاب نيابة عن العالم، وقد كان.. وكما فاجأنا فى السابق فإن تحركاته الحثيثة الدولية والداخلية جميعها لها كل احترام، وثقة برؤيته الثاقبة.
وجاءت زيارة الرئيس ماكرون لمصر فى هذا التوقيت الذى يعلمه القاصى والدانى ويدرك حساسيته، ليرسل سيادة الرئيس رسالة للعالم أجمع، بالسلام والأمان فى بلدنا الحبيبة، من وسط أزحم المناطق بمصر حى الحسين والجمالية بمنطقة الأزهر ليجوب الشوارع وسط المواطنين بصحبة رئيس دولة كبرى، فى أزقة مصرية لكنها تحمل جمالًا وطيبة وكرمًا يتمتع به أبناء بلدى بتلقائيتهم وعفويتهم وولائهم لرئيسهم الذى رأوه أمام أعينهم، ينادونه بمحبة وتقدير. وبين الأطعمة والعادات المصرية فى تلك المنطقة العريقة بتاريخها وموروثها الثقافى الشعبى، ترويج سياحي ليس له مثيل، ومع ابتسامات سيادة الرئيس وثقته بخطواته المدروسة خير تعبير وتوكيد على أهمية مصر أرض الحضارة والتاريخ.
واصطحاب الرئيس له داخل محطات المترو متجولاً بشوارعها ومتابعته ما يتم من إنجازات يومًًا بعد يوم لتصدير صورة مصر الحقيقية، ولن أخوض فى تفصيلات محطات الزيارة واحدة تلو الأخرى، وإنما زيارة مستشفى العريش جعلتنى كمصرية خارج أرض وطنى، استشعرت ما يستهدفه الرئيس، وأعتقد بلغت الرسالة منتهاها، قضيتنا واحدة، وإنسانية الرئيس نراهن عليها دوماً، وحبه لمصر وإيمانه بقضيته يناصرها فى كل لحظة، مصر فى أيد أمينة والمصريون خلف رئيسهم ودولتهم بقناعة ومحبة وإيمان.
ومن قلب روما وأنا أتابع تفاصيل الزيارة يزيد إحساسى بالفخر بوطنى، بتلك التحركات المدروسة، بالعلاقة التى يملؤها الود المتبادل بين الرئيسين. أستمع لتعليقات الإيطاليين عن احترامهم وتقديرهم لرئيس بلدى، وأؤكد أن الرسالة وصلت، مصر كبيرة وعظيمة، ورئيس مصر لن يتهاون، الجميع يتحدث عن السيسى رمز البطولة والدفاع عن بلده مهما كلفه، الأحاديث تتناول الرجل المخابراتى شديد الذكاء، وكيف يتحرك بفطنة. يحادثنى بعض الأصدقاء الإيطاليين ومن بعض الجنسيات الأوروبية عن عبقرية الرئيس فى تنفيذ أهدافه، وكيف تجاوزت هذه الزيارة حدودها ليتعاطف الجميع مع قضيتنا، ويدركوا قيمة دورنا الإقليمى، بجانب ما حققته من رواج سياحى كبير فى دعاية عالمية مدهشة. شكرًا سيادة الرئيس لأنك دوماً فخر لاعتزازنا بمصريتنا المتأصلة، وشكراً للرئيس الفرنسى بكلماته ومحبته التى تجلت فى نظراته، فأفاضت علينا باكتمال المقصد، ولرجال الأمن والمخابرات المصريين أنتم أشداء أقوياء دوركم الوطنى مقدر وبكم يتحقق الأمن والأمان، أما عن المهام الدبلوماسية التى قام بها سيادة السفير المصرى بفرنسا علاء يوسف ورجاله أعتقد أنه فخر للدبلوماسية المصرية، وامتدادها للدبلوماسية الثقافية.نتمنى توصيل أهدافنا عبر أفكار خارج الصندوق، تقدير مصر واقع أصيل نعيشه، وأتمنى الانطلاقة القادمة من إيطاليا بعلاقاتنا الممتدة عبر التاريخ. سيادة الرئيس إنها حقًا «ضربة معلم».