
توماس جورجسيان
فى انتظار ما قد يأتى به البيت الأبيض
حديث واشنطن هذه الأيام لا يختلف كثيرًا عن حديثها الحاد والصاخب والمتواصل خلال الأسابيع الماضية، بدءًا من 20 يناير 2025. إنه عهد ترامب المتقلب والمحير وأيضًا الباطش بما له وما عليه. وعلى حكام دول العالم (كما يقال هنا) أن يجدوا أسلوبًا ما أو طريقة ما للتعامل مع تصريحات وقرارات ترامب الطائشة. وبلا شك فإن ترامب بقراراته التنفيذية المستمرة يزيد من قلق وغضب وحيرة الأمريكى وغير الأمريكى أينما كان.
«أمريكا - ترامب» تسعى وتتصادم وتريد وتأخذ خطوات سريعة من أجل نظام عالمى جديد وسياسة خارجية جديدة للتعامل مع العالم تهدف إلى «أمريكا أولا». كما أن «أمريكا - ترامب» تريد أن تشكل أمريكا جديدة وهى تخلصت من كل ما تم تحقيقه وإنجازه داخليًا فى العقود التالية لنهاية الحرب العالمية الثانية. وقد ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير لها عما يحدث فى الخارجية الأمريكية بأن نحو 700 من موظفيها 450 منهم من الدبلوماسيين قدموا استقالاتهم فى أول شهرين من هذا العام. ومن المتوقع تقليل حجم تواجد ونشاط السفارات والقنصليات الأمريكية فى كافة بقاع العالم.

وكما يبدو فإن قرارات ترامب الصاعقة والصادمة لم ولا تتوقف ولن تتوقف طالما المبرر المطروح هو أن الإنفاق الحكومى فى حاجة إلى ترشيد والى تقليل الأموال المخصصة له وأيضًا إلى القضاء على الفساد واستبعاد من كانوا وراءه بهذا الإهدار المالى والفساد الإدارى المتفشى فى الجهاز الحكومى. كما يصفه ويهول من أمره ترامب وإيلون ماسك وكل مؤيدى ترامب وأنصاره.
ولم يحدث حتى الآن أى تغيير فى الدور الرئيسى الذى يلعبه الملياردير إيلون ماسك فى تفكيك آليات الجهاز الحكومى. وبالمثل لا تغيير أيضا فى المتابعة الإعلامية والصحفية لشطحات ماسك وتهوراته وجبروته فى تسريح موظفى الوزارات الأمريكية. ماسك حاضر بقوة فى المشهد الأمريكى. والبعض يهلل له أو البعض يلعنه. وبالطبع الكل يتساءل إلى متى سنعيش فى عصر ماسك؟ ومتى وكيف سوف يحدث الصدام المنتظر بينه والرئيس ترامب؟ ويبقى السؤال الأكبر: كيف ومتى سوف تستعيد واشنطن ثقة العالم فيها؟
■ مع مرور خمس سنوات على بدء انتشار وباء الكوفيد لا يزال الحديث عنه أو الإشارة إليه تبعث لدى الكثير من الناس مشاعر القلق والغضب. البعض يفضل أن ينظر إلى ما حدث بأنه صار ماضيًا ولا داعى لاستحضاره من جديد ولو بالكلام! والبعض الآخر بالطبع يطارده الخوف من تكرار حدوثه خاصة أن التهوين بشكل عام من احتمال تكراره أصبح فى الغالب هو الشعور السائد لدى الكثيرين.
وفى محاولة لفهم ما حدث بسبب الوباء قام معهد جالوب الأمريكى للأبحاث واستطلاعات الرأى بإصدار تقرير ذكر فيه التالى:
أكثر من سبعة من كل عشرة أفراد من الأمريكيين (72 فى المئة) أصابهم الوباء فى وقت ما منذ عام 2020. فى حين ذكر 28 فى المئة منهم أن فيروس الوباء لم يصبهم. وأظهر التقرير أن 11 فى المئة عانوا من أعراض كوفيد الممتدة لفترات طويلة.
وأشار التقرير نفسه إلى أن 47 فى المئة من الأمريكيين يرون أن الأمور عادت إلى طبيعتها. و13 فى المئة يعتقدون بأن التعافى التام من الوباء وأعراضه قد يتحقق فى نهاية المطاف إلا أن 40 فى المئة منهم لا يظنون ذلك.
ورغم التشكيك المتواصل فى جدوى التطعيم وتوابعه فإن 46 فى المئة من الأمريكيين تلقوا جرعة التطعيم الأخيرة الإضافية خلال الأشهر الستة الماضية. الكوفيد بتبعاته ومخاوفه ما زال يطاردنا.
■ وصل سعر الرطل من البن مؤخرًا فى الأسواق الأمريكية إلى 7 دولارات وكان سعره عام 2020 لا يتجاوز الـ 4 دولارات. صحيفة «واشنطن بوست» لم تتردد فى أن تسلط الأضواء عن البن على صفحتها الأولى وأن تنشر تقريرًا لها من البرازيل يتناول ما حدث من اضطراب وارتباك فى مزارع البن هناك بسبب التغيُّرات المناخية التى أصابت البلاد فى السنوات الأخيرة.
وجدير بالذكر أن حجم بيزنس حبات البن يصل إلى 43 مليار دولار وأن البرازيل هى أكثر الدول تصديرًا للبن بـ39 فى المئة من حجم الإنتاج العالمى. ثم تأتى فيتنام (16 فى المئة) ثم كولومبيا (8 فى المئة) ثم إثيوبيا وإندونيسيا وأوغندا ثم الهند.
وفى المقابل اهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» بالأفوكادو وما قد تتأثر به بسبب تكرار التلويح بفرض رسومات جمركية عالية على كل من المكسيك وكندا ودول أخرى.ثمرة الأفوكادو تأتى وبكثرة من المكسيك إلى الولايات المتحدة. وتقول الأرقام أن أمريكا تستورد سنويًا نحو 3 مليارات رطل من الأفوكادو وأن 90 فى المئة مما يأكله الأمريكى من الأفوكادو مستورد. وأن نحو 80 فى المئة من المستهلك يأتى من المكسيك. ويجب أن أذكر هنا أن 11٫8 من المئة فقط من استهلاك الأفوكادو فى أمريكا تأتى من كاليفورنيا. أما بيرو فنسبتها من الاستيراد الأمريكى 5 فى المئة فقط وكولومبيا 2٫6 فى المئة.
وفى هذا الأمر أيضا الناس فى أمريكا وفى المكسيك ينتظرون ما قد يأتى به البيت الأبيض.