الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

المرأة التى شغلت ابن الخليفة عن الصلاة

ريشة: خضر حسن
ريشة: خضر حسن

رضا الأب والأم.. أهم من رضا الوالدين..



الجملة الغريبة دى قريتها على توكتوك وأنا ماشى فى منطقة شعبية.. الحقيقة على خفة دمها وضحكى عليها إلا أنها بتلخص مفهومنا لفكرة طاعة الوالدين.

 

طاعة الوالدين لا تأتى إلا بالخير.. ومن أوجب الواجبات التى أمر بها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وحق الوالدين عظيم.

ولهذا جاء حقهما فى الترتيب بعد حق الله تعالى مباشرة. 

قال تعالى:(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا).

طاعة الوالدين فى كل حاجة حتى لو هتبعدك عن حبيبك واجبة ولازم تتنفذ..

حكايتنا عن الحب النهاردة درس كامل فى الطاعة والأخلاق..

عبدالله بن الصديق أبى بكر كان شابًا ثريًا وله تجارة وبيشارك فى الغزوات.. فى يوم رأى عاتكة بنت زيد مع أخوها سعيد بن زيد.

عاتكة كانت جميلة بشكل ملفت، شاعرة، ولسانها حلو.. كلامها معسول يسحر.. كل شباب قريش اتقدموا لها علشان يتجوزوها.

عبدالله بن أبى بكر وقع فى غرامها من أول نظرة.. وهى كمان أحبته.. ووافقت على الجواز منه.

وبعد الجواز عاش عبدالله وعاتكة حياة فى منتهى السعادة.. ولدرجة أنها شغلته عن التجارة والخروج للغزوات.. وحتى الخروج من البيت للصلاة.. ليل ونهار فى البيت إلى جوار زوجته الجميلة.

 

 

 

وفى يوم جمعة سيدنا أبوبكر الصديق مر من أمام بيت ابنه عبدالله فسمعه يتكلم مع زوجته كلام معسول.. أدب سيدنا أبوبكر منعه ينادى عليه.. وتركه وذهب للصلاة.

بعد الصلاة رجع على بيت ابنه وجده لا يزال على نفس الحال ولم يخرج للصلاة فنادى عليه: يا عبدالله أصليت جماعة؟ لحقت الصلاة يا عبدالله؟

فقال عبدالله: أو صلى الناس؟

يعنى هى الصلاة خلصت والناس خرجت من الجامع؟

إجابة تؤكد أنه حتى مش حاسس بالوقت ولا عارف الأيام من بعضها.. لا عارف إذا كان النهاردة جمعة ولاّ سبت.

رد عليه سيدنا أبو بكر: نعم؟ لقد شغلتك عاتكة عن الصلاة والتجارة والمعاش يا عبدالله.. فطلِّقها.

سيدنا أبوبكر قال كلمته وانصرف..

تخيل أنت بقا بتحب مراتك ومراتك بتحبك وعايشين فى سعادة وهنا.. وأبوك جاى يقول لك طلِّقها.. حط نفسك مكانه كده وتخيّل ممكن تعمل إيه.

موقف صعب.. اختبار حقيقى أظن دلوقتى معظمنا إن ماكانش كلنا هنسقط فيه بامتياز..

أقل حاجة هتقول له ياعم اللى بتدفعه لى كل شهر مش عايزة.. أنا بشتغل وبكسب ومش عايز من حد حاجة.. ده على الأقل.. فيه حد تانى هيقاطع أهله كلهم مش أبوه بس.

لكن تعالوا شوفوا عبدالله وعاتكة عملوا إيه..

طلقها فعلاً علشان يرضى أبوه.. وهى صبرت ونفذت.. لا قالت له أنت مش راجل ولا انت ابن أمك.. ولا ابن أبوك.. 

رضيت بالطلاق ورجعت على بيت أهلها.

 

 

 

 بعد الطلاق بفترة سمع سيدنا أبوبكر ابنه يبكى وبيقول شِعر فى زوجته.. وبيعلن ندمه إنه قصَّر فى طاعة الله وفى شغله وتجارته وإنه تعلّم الدرس.

سيدنا أبوبكر رق لحال ابنه خاصة وعاتكة هى أيضًا كانت تقول شعر فى زوجها ابن أبى بكر... والناس تردده فى الأسواق.. 

سيدنا أبو بكر أمره أن يردها لعصمته، فطار عبدالله فرحًا وعاد إليها.. رجعت الحياة بينهم وفضلت معه فى سعادة حتى استشهد فى إحدى الغزوات فبكته وكتبت شعرًا ترثيه..

ألم أقل لكم إن طاعة الوالدين من طاعة الرب ولا تأتى إلا بخير.