الأربعاء 2 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زواج بأمر النبى

فيه قصص حب من جمالها تحتار كيف تبدؤها.. وبأى مشهد فى القصة.. فكل مشاهدها تصلح بداية.. وكل مشاهدها تصلح خير ختام..... كل حرف فيها ينفع بداية.. وكل حرف فى القصة حكاية ممكن تتقال وتتحكى. وناخد منها دروس.. من هذه القصص قصة حب السيدة نفيسة.



بالتأكيد كلنا نعرف السيدة نفيسة العلوم.. ومقامها الشهير بالقاهرة له مريدون بالملايين..

السيدة نفيسة لها فى قلوب المصريين والعرب كلهم مكانة خاصة.. ولها كرامات يتحدث عنها الجميع.

السيدة نفيسة بنت سيدنا الحسن، من نسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتولدت فى مكة..

واتنقلت بعدها للمدينة المنورة ومن صغرها تذهب إلى المسجد النبوى.. تسمع دروس العلم وتحفظ القرآن الكريم.. وتصلى بجوار قبر جدها النبى الكريم.

السيدة نفيسة من قبل أن تصل لسن الزواج.. كل شباب المدينة ومكة وأشراف القبائل بيتقدموا لخطبتها وسيدنا الحسن يرفض.. ويقول لهم أريد أن أؤدى الأمانة إلى أهلها.. والزهرة إلى بستانها.. فعرفوا أن زواج السيدة نفيسة سيكون من شخص محدد لم يعرفه حتى سيدنا الحسن نفسه حتى الآن.

شباب آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم أيضا تقدموا لخطبة السيدة نفيسة.. وكان منهم إسحق بن جعفر الصادق.. من نسل سيدنا الحسين..

وكان شابا تقيا ورعا يحب السيدة نفيسة فى صمت وكان يُلقّب بين أقرانه، ويُعرف بين الناس بإسحق «المؤتمن» لكثرة أمانته وقوة إيمانه ودينه... لكن المفاجأة أن سيدنا الحسن رفض أيضا كل شباب آل البيت.. ومنهم إسحق. 

إسحق المؤتمن خرج حزينا من عند سيدنا الحسن وراح صلى ركعتين فى الحجرة النبوية.. ووقف يشكو للرسول -صلى الله عليه وسلم- حبه.. ورفض سيدنا الحسن له.

 

 

 

وقف أمام قبر جده النبى وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين.. إنى أبثك لوعتى، وأنزل بك حاجتى، وأعرض عليك حاجتى.. ولطالما استغاث بك الملهوفون، واستنجد بعونك المكروبون، فقد خطبت «نفيسة» من عمى «الحسن» فأباها علىّ...» ثم سلّم وانصرف.

إسحق المؤتمن لم يستسلم للرفض.. ذهب لجده النبى يشكو له.. ويطلب شفاعته.. إصرار على الحب وتمسك غير عادى بالحبيب.. 

راح للى بيشفع للمسلمين كلهم يوم القيامة.. فالمولى عز وجل يقبل شفاعته ذهب إليه ليتشفع له ويحنن قلب سيدنا الحسن عليه فيوافق على زواجه من حبيبة القلب السيدة نفيسة.

شوف بقا شفاعة النبى عملت إيه..

تانى يوم الصبح بعت له سيدنا الحسن وبدون مقدمات ولا دخول فى تفاصيل قال له.. تعالى اتجوز نفيسة العلوم..

إيه اللى حصل؟..

قال له سيدنا الحسن جدى النبى صلى الله عليه وسلم جاءنى فى المنام وقال لى زوج نفيسة لإسحق المؤتمن.. يا بركة رسول الله.. الله على الحب الصادق.

تزوج إسحق المؤتمن بالعروس التى رفض والدها كل شباب آل البيت وكبار العائلات..

وفرحت به السيدة نفيسة وأحبته حبا عظيما فهو اختيار جدها النبى لها.. وعاشا فترة فى المدينة وبعد ذلك قررت تسافر إلى مصر..

فجاء معها سيدنا إسحق المؤتمن ليفاجأ بالمصريين بيستقبلوها من العريش.. ويقيموا الأفراح والزينات على طول الطريق الذى تسير فيه حتى وصلت إلى القاهرة ووهبها الوالى بيتا كبيرا عاشت فيه مع المصريين.. يحبونها ويزورونها ويتبركون بها.. هذا البيت هو نفسه مسجدها حتى اليوم فى القاهرة.

ومن الكرامات المنسوبة للسيدة نفيسة، أنه فى يوم من الأيام، شح النيل وجف منسوبه فذهب أهل مصر إلى السيدة نفيسة وقالوا لها إن منسوب النيل قد انخفض.

فخلعت نفيسة العلم ما تلبسه على رأسها وطلبت من أهل مصر أن يلقوا به فى مياه النيل ففاض النيل، ومن هنا زاد تعلق المصريين تعلقا شديدا بالسيدة نفيسة حتى أصبحت «حبيبة المصريين».

وعندما توفيت نفيسة، رضى الله عنها، بالقاهرة فى رمضان عام 208 هـ، جاء فى كتب التراث الإسلامى أن زوجها إسحاق بن الإمام جعفر الصادق أراد أن ينقل جثمانها إلى المدينة المنورة، فسأله أهل مصر أن يدفنها عندهم، خاصة أنها من اختارت مكان دفنها بحفرها قبرها بيديها، حيث كانت تنزل فيه لتصلى.

 

 

 

ويقال إنها ختمت فيه القرآن 6 آلاف مرة.

توسل أهل مصر للوالى، كى يتوسط لهم عند زوجها، بتركها عندهم للتبرك، رفض إسحاق فى البداية، إلا أنه عاد إلى الوالى قائلا إنه رأى النبى فى المنام مطالبا إياه بألا يعارض أهل مصر، لأن إسحاق رأى فى منامه، وفقا للرواية، النبى -صلى الله عليه وسلم- يقول له: «يا إسحاق،لا تعارضْ أهلَ مصرَ فى نفيسة، فإن الرحمةَ تنزلُ عليهم ببركتِها».