السبت 19 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تطوير شامل للتعليم والتدريب المهنى تماشًيا مع «تنوع مصادر السلاح»

منذ أن قررت الدولة المصرية والقيادة السياسية اتباع سياسة تنويع مصادر التسليح بجميع أفرع القوات المسلحة، كان لا بد من إحداث استراتيجية تطوير شاملة لكل أفرع وإدارات الجيش المصرى تماشيا مع هذه السياسة، ومنها إدارة التعليم والتدريب المهنى بالقوات المسلحة المكلفة بتأهيل الأفراد المنوطين بصيانة وإصلاح جميع الأسلحة والمعدات فى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، ومن هنا كانت الأهمية الاستراتيجية لهذه الإدارة التى تمثل العنصر التعليمى والفنى للأسلحة والمركبات فى القوات المسلحة.



التقينا اللواء أ.ح محمد حسن العزبي- مدير إدارة التعليم والتدريب المهنى بالقوات المسلحة، واصطحبنا فى جولة داخل إحدى قلاع الإدارة، وألقى الضوء على مهام التعليم والتدريب المهنى، وكيف يتم تدريب الأفراد والمجندين بها لتحقيق أقصى استفادة لهم وللجيش المصري؟، ودار الحوار كالتالى:

■ ما هى المهام الرئيسية التى تقوم بها إدارة التعليم والتدريب المهنى بالقوات المسلحة؟

- تمتلك القوات المسلحة أحدث الأسلحة والمعدات المتطورة تكنولوجياً والتى تمثل لنا ثروة قومية يجب الحفاظ عليها وتطويرها وتأمينها فنياً، فكان لا بد من توافر الكوادر المهنية القادرة على تحقيق هذا الهدف. ومن هنا جاءت مهمة إدارة التعليم والتدريب المهنى والتى تُعتبر الجهة المنوطة بتأهيل الكوادر المهنية الماهرة القادرة على صيانة وإصلاح جميع الأسلحة والمعدات فى قواتنا المسلحة وأفرعها الرئيسية، فضلا عن تأهيل أعضاء هيئة التدريس والإشراف من القادة والضباط وضباط الصف بجميع المنشآت التعليمية بالقوات المسلحة بالفرق والدورات التربوية والفنية.

 وبالإضافة إلى ذلك المساهمة فى تنفيذ الخطة القومية للمساهمة فى الحد من مشكلة البطالة والنقص فى العمالة الماهرة بالدولة بتدريب الحرفيين لصالح القطاع المدنى لتدبير عمالة مدنية ماهرة لسد العجز بسوق العمل بمتوسط (9000) متدرب سنوياً اعتباراً من بداية الخطة عام 1982 بإجمالى(355000) متدرب حتى الآن.

 

 

 

■ كيف يتم تدريب وتأهيل الأفراد فى إدارة التعليم والتدريب المهنى؟

- يتم التأهيل من خلال المنشآت التعليمية التابعة للإدارة سواء كانت من خلال مراكز تدريب مهنى،  أو مدارس فنية أو أجنحة تعليمية تغطى جميع التخصصات بالأفرع الرئيسية والقيادات والهيئات والإدارات بالقوات المسلحة، وخطة التدريب، تتم بنسبة 20% نظرى والتدريب العملى بنسبة 80% من إجمالى ساعات التدريب، وذلك طبقاً للمعايير الدولية للتعليم الفنى لإكساب الطالب المعارف النظرية والمهارات العملية والجانب السلوكى والوجدانى لكل مهنة، حيث يتم تدريب الطلبة على عدد (277) مهنة وتخصص تشغيل بإجمالى (8200) متدرب سنوياً لتلبية متطلبات وحدات وتشكيلات القوات المسلحة.

كما تمتلك الإدارة مجموعة من الورش والمعامل والفصول المتطورة والمزودة بأحدث الأجهزة والمعدات ومساعدات التدريب اللازمة للعملية التعليمية والتدريبية للوصول بالمتدرب لدرجة الاحتراف.

■ ما هى فئات المتدربين داخل مراكز التدريب المهنى؟

- أولا، الطلبة المتطوعون: ويتم تأهيلهم لمدة ثلاث سنوات دراسية منها سنة ونصف إلى سنتين تدريب فنى تخصصى بمراكز ومدارس وأجنحة إدارة التعليم والتدريب المهنى مع متابعة الخريجين طوال فترة خدمتهم بالقوات المسلحة من خلال فرق ودورات واختبارات فنية دورية.

ثانيا، الطلبة المجندون ويتم تأهيل الجنود المهنيين الحاصلين على المؤهلات المتوسطة بتدريبهم على المهن والتخصصات التى تناسب مؤهلاتهم قبل التحاقهم بوحدات القوات المسلحة.

كما يتم تدريب الجنود أيضاً على (55) مهنة وحرفة فى بداية الخدمة العسكرية لتنفيذ الخطة القومية للمساهمة فى القضاء على البطالة، وسد النقص فى العمالة الماهرة بالدولة لتحقيق أقصى استفادة لوحدات القوات المسلحة خلال فترة التجنيد، وإمداد سوق العمل بالقطاع المدنى للدولة بالعمالة المهنية الماهرة بعد انتهاء فترة التجنيد، ولتعظيم الاستفادة من خامات ومعدات التدريب وعدم إهدارها تم تطوير أسلوب تدريب الجنود الحرفيين وذلك بالتحول إلى التدريب الإنتاجى لتحقيق الاستغلال الأمثل للخامات وتحويلها إلى منتجات تخدم العملية التعليمية.

■ ما هى الرؤية المستقبلية للتطوير بشكل عام داخل إدارة التعليم والتدريب المهنى؟

- بناءً على توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة وتماشياً مع سياسة تطويرًا وتنويع مصادر التسليح بجميع أفرع القوات المسلحة، فقد تطلب ذلك تطويرًا شاملًا لمنظومة التعليم والتدريب المهنى وتطبيق المعايير الدولية طبقاً لرؤية مصر 2030 بالتوسع فى تأهيل كوادر مهنية طبقاً لاحتياجات سوق العمل على المستوى المحلى والدولى.

قمنا بذلك من خلال تطوير محاور العملية التعليمية الخمسة، بداية من الطالب، عن طريق اختيار أفضل العناصر المتقدمة من خلال عقد اختبارات فنية ومهارية بالتعاون والتنسيق مع الجهات التخصصية بالقوات المسلحة مع تنفيذ مجموعة اختبارات (ذهنية - بدنية - نفسية) للطلبة المتقدمين للتأكد من مدى استعدادهم للالتحاق بالتدريب المهنى وتوجيههم إلى مهن وتخصصات ملائمة لقدراتهم كون الطالب هو المحور الرئيسى فى العملية التعليمية.

ثم ثانيا المعلم أو المدرب: عن طريق إنشاء مركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس المزود بأحدث أجهزة العرض ومساعدات التدريب للتأهيل التربوى والفنى لجميع قادة المنشآت التعليمية وأعضاء هيئة الإشراف والتدريس المنضمين حديثاً على المنشآت التعليمية للقوات المسلحة، وتم افتتاحه باحتفالات أكتوبر 2024.

وثالثا المناهج، حيث تم تطوير المناهج التعليمية لجميع التخصصات نظريًا وعمليًا فى اتجاهين، الأول: يتم فيه تطوير محتوى المناهج الدراسية بالتنسيق مع الإدارات التخصصية للقوات المسلحة لمواكبة التطوير الجارى للأسلحة والمعدات الحديثة التى دخلت الخدمة حديثاً.

أما الاتجاه الثانى فيتم فيه تطوير المناهج الدراسية لتكون مبنية على الجدارات المكتسبة (معارف نظرية –مهارات عملية –جانب وجدانى وسلوكي)، من خلال بروتوكولات تعاون مع الجهات المدنية المتخصصة فى مجالات تطوير العملية التعليمية (كلية التربية/ جامعة عين شمس - صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء– أكاديمية السويدى إليكتريك).

وقد تم تطبيق منظومة إدارة العملية التعليمية (Learning Management System) مزودة بالمناهج والمحاضرات والأفلام التعليمية المصورة، ما يتيح للطالب البحث والاسترجاع للمواد العلمية، كما أنها مزودة بمنظومة اختبارات آلية معدة طبقاً لأحدث أنظمة التقييم والاختبار لتقييم وتقويم أداء الطلبة منذ التحاقهم بالقوات المسلحة وتطور مستواهم الفنى والمهنى.

 

 

 

أما عن مساعدات التدريب فيتم إنتاج بعض مساعدات التدريب بالإمكانيات الذاتية للإدارة داخل مراكز التدريب المهنى، أما بخصوص بيئة التعليم فيتم رفع كفاءة البنية التحتية للورش وتزويدها بالمعدات والأدوات الحديثة، وأيضا رفع كفاءة البنية التحتية للمعامل والفصول التعليمية وتجهيزها بأحدث وسائل ومساعدات التدريب طبقاً للمعايير الدولية.

■ هل توجد مجالات تعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى مجال التدريب المهنى؟

 بالفعل يوجد بروتوكولات تعاون، وتم تنفيذ زيارات للضباط لمعاهد ومراكز التدريب المهنى والمعارض بالدول المتقدمة فى مجال التدريب المهنى مثل المجر -إيطاليا- الإمارات للتعرف على أحدث التكنولوجيات المستخدمة وأساليب إدارة العملية التعليمية والتدريبية وأسلوب تصميم وبناء المناهج التعليمية.

كما تم استقبال زيارات وفود من دول أفريقيا الصديقة مثل أفريقيا الوسطى – الكونغو الديموقراطية) لإدارة التعليم والتدريب المهنى خلال عام 2024 ما جعل الدول الأفريقية الصديقة تحرص على التعاون معنا فى مجال التدريب المهنى من خلال عقد دورات مهنية خلال عام 2025 فى التخصصات المختلفة وطبقاً لاحتياجات كل دولة لتدريب الكوادر المهنية بها .

■ ما هو دور الإدارة فى دفع عجلة التنمية للدولة والمساهمة فى الحد من مشكلة البطالة؟

فى إطار توجيهات القيادة السياسية بدعم القطاع المدنى والمساهمة فى الحد من مشكلة البطالة لتنفيذ الرؤية المستقبلية (مصر 2030) يتم تأهيل وتدريب الطلبة المجندين على (41) مهنة مثل (براد عدة – لحام معادن – كهربائى سيارات – ميكانيكى سيارات – خراط معادن - ..........)، بالإضافة إلى (14) حرفة مثل (سباك صحى –كهربائى توصيلات – عامل سيراميك – عامل دهانات - .......) لدعم الخطة القومية للمساهمة فى القضاء على البطالة وسد النقص فى العمالة الماهرة بالدولة. 

ويتم تأهيل المتدربين بمراكز التدريب المهنى التابعة للإدارة على المهن والحرف المطلوبة للقطاع المدنى بالدولة بالتنسيق مع وزارة العمل من خلال هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة.

وبنهاية فترة التدريب يتم منح المتدرب شهادة معتمدة من إدارة التعليم والتدريب المهنى بدرجة مهارته فى المهنة أو الحرفة التى تم تدريبه عليها بالإضافة إلى منح المتدرب شنطة عدة كاملة ومكافأة مالية.

 

ومن خلال بروتوكولات التعاون مع المؤسسات المدنية المرخصة من وزارة العمل والمنوطة بتدريب الشباب الباحثين عن فرص العمل بالسوق المحلية والإقليمية تقوم إدارة التعليم والتدريب المهنى بتنفيذ التدريب العملى للمهن والحرف المطلوبة طبقا لاحتياجات سوق العمل. 

ويتم تنفيذ التدريب الصيفى لطلبة الكليات والمعاهد الهندسية والتكنولوجية المدنية فى مجالات الميكاترونكس والاوتوترونكس والسيارات باستغلال إمكانيات الإدارة من ورش ومعامل مجهزة بأحدث المعدات، فضلا عن الاشتراك فى تدريب كوادر الوزارات المدنية على برنامج السلامة والصحة المهنية طبقاً لاحتياجاتهم.