الخميس 13 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أوسكار من جديد ولسه الأفلام ممكنة

الليلة الكبيرة للسينما وعشاقها فى هوليوود جذبت اهتمام مئات الملايين من كل بقاع الأرض.حفل أوسكار هذا العام حدث يوم الأحد 2 مارس 2025.



الحدث كان مبهرا كعادته.وقبله ومعه   لم  يتوقف الحديث عن وجوه جديدة وأسماء موهوبة خطفت أنظار عشاق الأفلام  وأيضا عن حالة صناعة السينما وتحديات فرجة الأفلام وبالطبع ما زال فى البال الحرائق التى شهدتها ولاية كاليفورنيا خلال الماضى القريب.

 

فى هذه الليلة كان لفيلم «أنورا» نصيب الأسد من الجوائز (5 أوسكار). كما حصل فيلم من لاتفيا وفيلم آخر من البرازيل على أول أوسكار لهذين البلدين. وكان لافتا للأنظار حصول فيلم «لا أرض أخرى» على جائزة أفضل فيلم وثائقى. والفيلم يتناول جرائم الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة الشعب الفلسطينى.ولم يتردد مخرجا الفيلم الفلسطينى باسل عدرا والإسرائيلى يوفال ابراهام فى الحديث عما حدث ويحدث وحق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم. 

 

 

 

ما شاهدناه من مشاهد فى الحفل وما سمعناه من كلمات عبر بها المبدعون عما يشعرون به وما عشناه من لحظات بهجة وخيال تؤكد أن الأفلام لسه ممكنة. وأن السينما لها إبهارها وسحرها أينما كان المشاهد لأفلامها. ولا شك أن الأفلام شكلت أحلامنا وذكرياتنا. ومعها رأى المشاهد والعاشق لها عالما جديدا مختلفا عما يعيشه وأحيانا حلق فى أجواء عالم آخر يريد أن يعيشه بعد أن يخرج من دار السينما.

«أنورا» الذى حصل على أوسكار أحسن فيلم. فيلم مستقل لم تنتجه شركة كبرى لديها أموال ضخمة. ميزانية إنتاجه ستة ملايين دولار فقط. وإيراداته حتى الآن تقدر بـ 40 مليون دولار. الفيلم يتناول حياة بائعة هوى من نيويورك تتزوج ابن ثرى روسى. مخرجه شان بيكر وقد حصل على أوسكار أحسن مخرج شدد على أهمية عودة عشاق السينما إلى صالات السينما. لأنها حسب تعبيره المكان الذى جمع بيننا وخلق بيننا صداقات ونقاشات حول السينما وحب الأفلام.

بطلة الفيلم مايكى ماديسون حصلت على جائزة أحسن ممثلة وسوف تحتفل بعيد ميلادها الـ26 يوم 25 مارس الجارى. وهى وجه جديد وموهبة متألقة خطفت الأنظار والأضواء.

أما الممثلة زوى سالدانا (46 سنة) فقد حازت على أوسكار أحسن ممثلة مساعدة عن دورها المتميز فى فيلم إميليا بيريز. وجاءت كلماتها المؤثرة بعد تسلمها الجائزة لتشد انتباه الحضور وهى تتكلم عن أسرتها المهاجرة وطموحها الفنى.

وأنا أتابع مشاهد أوسكار 2025 المبهرة تأتى فى بالى سطور كتبها الناقد السينمائى الكبير رءوف توفيق.. فى كتابه «سينما المشاعر الجميلة».. وهو من هؤلاء الذين علمونى عشق السينما.. 

نشتاق كثيرا لأن يفهمنا أحد

نشتاق للحنان والحب

نشتاق لمن يخفف عنا حدة الأيام وطول المسافات

وكأننا قطارات تسير على قضبان..نلهث ونتصارع ونتوجع.. دون أن تتوقف القطارات على محطات للراحة والتقاط الأنفاس.. ودون أن تلتقى الخطوط!

حالة اشتياق.. نمر بها جميعا.. وننتظر ما قد تلقى به الأقدار فى طريقنا وتجعل الخطوط تتلاقى... مع هذه الكلمات للأستاذ رءوف أشاهد الحفل ويتأكد لى سحر الأفلام وسرها فى أن نسرح بها .. ومعها.

وكان لا بد فى الليلة الكبيرة الاحتفاء بالممثل القدير جين هاكمان الذى غادر حياتنا مؤخرا وكان فى الـ95 من عمره. النهاية الدرامية لحياته والعثور على جثته وجثة زوجته فى بيتهما بسانتا فيه بولاية نيو مكسيكو.

هاكمان ترك بصماته التمثيلية المميزة فى ذاكرة مشاهدى أفلامه. مقالات عديدة كتبت عن حضوره التمثيلى وعن أدائه الخاص. ستة عقود من التمثيل و72 فيلما وقد حصل على جائزتي أوسكار. وجاء مورجان فريمان الممثل القدير ليقول فى حفل أوسكار هذا الأسبوع أهل السينما فقدوا عملاقا.. وأنا فقدت صديقا عزيزا.

 

 

 

من يتابع باهتمام أحوال السينما يعرف أن مع مرور السنين لم تعد الأفلام تصنع كما كانت تصنع أو تنتج من قبل. كما أننا نحن كمشاهدين لم نعد نشاهد الأفلام كما كنا نشاهدها من قبل. والبعض يتساءل هل هوليوود التى كانت فى وقت ما توصف بأنها مصنع الأحلام قادرة على صنع أحلام جديدة؟ وإذا كانت هوليوود تنتج سنويا ما بين 600 و800 فيلم فإن بوليوود سينما الهند فى المقابل تنتج سنويا ما بين 1500 و2000 فيلم.

وجدير بالذكر أنه فى نفس يوم حفل أوسكار هذا العام (2025) 2 مارس من 60 سنة فى عام 1965 عرض لأول مرة الفيلم العظيم والشهير Sound of Music (صوت الموسيقى) فى الولايات المتحدة. وكان من بطولة جولى أندروز وكريستوفر بلامر ومن إخراج روبرت وايز. ومن منا يمكن أن ينسى عظمة وإبهار هذا الفيلم العابر للأجيال. الفيلم حصل على خمس جوائز أوسكار من عشر جوائز كان صوت الموسيقى مرشحا لها. ومعروف أن الفيلم مدته 174 دقيقة (تقريبا ثلاث ساعات). وقد تكلف إنتاجه 802 مليون دولار. وإيراداته زادت على 285 مليون دولار. 

مشهد أخير

عفوا.. نحن كبشر فى حالة اشتياق للذهاب إلى مكان أجمل وزمان أحلى. وهذا بلا شك من حقنا طالما أحياء. أسمع هذه العبارة تتكرر حولى خاصة لدى عشاق السينما والأفلام بما فيها من جمال وخيال وسرحة وفسحة وراحة ورحرحة وانطلاق وتحليق فى آفاق لم نعرفها من قبل. 

علاقاتنا الحميمة مع الأفلام وممثليها ومشاهدها وموسيقاها تحتاج الى دراسات ونقاشات تبحث عن السر فى لهفة المشاهدة وعن الكيمياء فى التفاعل الوجدانى مع الفيلم وعالمه المبهر. وأكيد لسه الأفلام ممكنة.