«الهاند ميد» يغيِّر حياة محمود وسمر

على الرغم من التطور التكنولوجى الملموس بشكل كبير وواضح فى حياتنا اليومية، لكن العمل اليدوى «الهاند ميد» والقطع المصممة خصيصًا لكل شخص بذاته ما زال لها طابع خاص، بداية من الشخص القائم على تنفيذ القطعة وحتى صاحبها الذى سيقوم باستخدامها.

ويعتبر الزوجان سمر مزيد ومحمود علوى  صاحبى مشروع swan sewing، من محبى فن التطريز.

 

وبدأت سمر فى تنفيذ هوايتها التى تحبها منذ سنوات بشكل أساسى منذ عام 2018، فاستعادت ما تعلمته خلال سنوات دراستها فى كلية الفنون الجميلة، وتذكرت ما علمته لها حماتها من أشكال للغرز وطرق مختلفة للتطريز وبدأت فى تصنيع شنط لأطفالها.

هنا نحكى قصة مشروع ريادة أعمال.. بدأ من الصفر واستمر لينجح.

استخدمت سمر فى صناعة هذه الشنط بواقى البنطلونات الجينز القديمة، وكانت تقوم بتقليد باترون شنط المدارس الجاهزة التى تقوم بشرائها من المحلات، وذلك لأنها لا تمتلك خبرة قص الباترون.

وفى هذه الفترة لم يكن متداولاً فيديوهات تعليم القص والتطريز عبر يوتيوب والسوشيال ميديا مثل الوقت الحالى.

الشنط التى كانت تقوم بتصنيعها كانت ذات جودة أفضل من التى تقوم بشرائها من المحلات، وكان أولادها يشعرون بتميز عن زملائهم لأنهم يحملون «شنط» مختلفة صنعت بحب الأم ورؤية خاصة للأب الذى كان يتحمس فى كل مرة لاختيار رسومات بألوان مختلفة ومبهجة. 

منذ عام تقريبًا قررت سمر وزوجها أن تتحول هواية التطريز لمشروع هدفه الربح.

ووقتها أخذ الزوج الموضوع على محمل الجد ودرس كورسات متخصصة فى التطريز، وكذلك الجلود الطبيعية التى أصبحت جزءًا أساسيًا من مشروعهما.

ومن القرارات المهمة التى اتخذها أيضًا كانت تخليه عن وظيفته التى عمل بها لسنوات ودراسة التسويق الإلكترونى ليتمكن من إدارة حسابات المشروع على السوشيال ميديا.

بدأت سمر الترويج للمشروع من خلال مواقع التواصل، وقامت بنشر صور للشنط التى قامت بصناعتها لأولادها، وبدأت تستقبل أوردرات من العملاء، ولزيادة عنصر الخصوصية أضافت إمكانية تحويل رسومات الأولاد لرسومات مطرزة على حقائب ومقالم مدرسية خاصة بهم.

أكدت سمر أن واحدة من الصعوبات التى واجهتهم كانت توفير الجينز القديم لإعادة تدويره.

ولحل هذه المشكلة أصبحت تستقبل من العملاء البنطلونات الجينز القديمة عن طريق الشحن، وفى حالة عدم توافر ملابس قديمة عند العميل تستطيع أن توفر «جينز» مستعملاً لتقوم بتنفيذ الفكرة عليه، وهو ما ينال إعجاب أغلب عملائها خاصة أن التكلفة تكون أقل بكثير من شراء قماش جديد. 

على مدار العام تستقبل سمر أوردرات مختلفة، من بينها حقائب للكتب والمصاحف، كفر لحفظ جهاز السكر، وأشكال مختلفة من الحقائب سواء كروس أو باك وغيرهما، لكن مع اقتراب موسم المدارس تزداد الأوردرات، ويبدأ العملاء فى طلب أوردرات مختلفة تناسب احتياجات الأبناء خلال فترة الدراسة.

أحد أحلام سمر وزوجها أن يحقق مشروعهما نجاحًا كبيرًا، ويتمكنا من فتح متجر خاص بهما، وزيادة فريق العمل حتى يكونا سبب رزق للآخرين.

لكن طبيعة المشروع تجعلها مترددة فى هذا الأمر، خاصة أن أغلب المنتجات التى تقوم بصناعتها يتم تنفيذها بناء على أوردر مخصوص، وسيكون من الصعب تنفيذ عدة منتجات وعرضها فى المتجر، وذلك لأن عملاء مثل هذه المشروعات يفضلون تنفيذ أفكار خاصة بهم وسيكون من الصعب أن يتم فرض أى منتجات عليهم. 

الباتشوورك والتطريز يحتاج للعديد من الخيوط والماتريال ليخرج بشكل أنيق ومختلف، وتوفير هذه الخامات من أبرز الصعوبات التى يواجهها أصحاب المشاريع، خاصة أن الأسعار ترتفع بشكل كبير وعلى فترات متقاربة، فيكون من الصعب إعلان زيادة الأسعار بشكل متكرر لأن ذلك سيخلق حالة من فقدان الثقة بين العميل وأصحاب المشروع، وأكدت سمر أنه بسبب هذا الأمر فى كثير من الأحيان تتحمل خسائر مادية بسبب فرق السعر.