الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحب الحقيقى

الحب الحقيقى

كما قال مهاتما غاندى «الحب هو أعظم انتصار للحياة»



الحب الحقيقى ليس مجرد شرارة عابرة أو انجذاب مؤقت، بل هو حالة نضوج تصل إليها الروح بعد أن تخوض رحلتها فى الحياة، بكل ما فيها من تجارب، انتصارات وانكسارات. إنه ذلك اللقاء القدرى الذى يأتى بعد أن ظن القلب أنه لم يعد قادرًا على الحب، ليجد نفسه ينبض من جديد بحب أكثر وعيًا وعمقًا. وكأن الله، بحكمته ورحمته، يعوض الإنسان عن كل لحظة انتظار، عن كل ألمٍ مر به، وعن كل تجربة لم تكتمل.

قال شكسبير: «نحن نكبر عندما نعرف أن الحب لا يعنى امتلاك شخص، بل يعنى منحه الحرية ليكون كما يريد»، وهذا هو جوهر الحب الناضج. فى المراحل الأولى من الحياة، قد نبحث عن الحب بدافع العاطفة أو الاحتياج، لكن عندما ننضج، نبحث عن حب يمنحنا السكينة، حب لا يُرغمنا على التنازل عن ذواتنا، بل يحتوينا كما نحن، بعيوبنا قبل مميزاتنا.

 

 

 

الله لا ينسى القلوب الصادقة، وإن تأخر الحب، فهو لم يضِع، بل كان فى طريقه إليك فى الوقت المناسب. وكما قال جبران خليل جبران: «إذا أحببت شخصًا، فدعه يذهب، فإن عاد إليك فهو لك، وإن لم يعد، فهو لم يكن لك من البداية»، الحب الحقيقى لا يحتاج إلى ملاحقة أو قلق، بل يأتى بسلاسة، كهدية إلهية تعوض كل حرمان، وتداوى كل جرح.

فى الحب الناضج، لا يكون الهدف إثبات الذات أو الانتصار فى معارك العاطفة، بل يكون الحب مبنيًا على الاحترام المتبادل، والتفاهم العميق، والتكامل الذى يجعل الطرفين أفضل مما كانا عليه. وكما قال أنطوان دو سانت-إيكسوبيرى: «الحب لا يعنى أن تنظرا إلى بعضكما البعض، بل أن تنظرا معًا فى نفس الاتجاه».

إن الحب الحقيقى حين يأتى فى مرحلة النضوج، يكون أكثر صدقًا وأعمق تأثيرًا، لأنه يأتى بعد أن تعلمنا كيف نحب، وكيف نعطى دون انتظار مقابل، وكيف نرى فى الآخر امتدادًا لنا، لا عبئًا علينا. هو الحب الذى نشكر الله عليه، لأنه يأتى كتعويض عن كل ما فقدناه، وكأن الكون كله يقول لنا: «هذا هو نصيبك العادل، هذا هو الحب الذى تستحقه».

دعوا الحب يكون شفاءً، لا قيدًا

الحب ليس مجرد شعور جميل، بل هو طاقة تملأ الحياة بالمعنى والدفء. الحب الحقيقى لا يستهلكك، بل يرفعك، لا يقيّدك، بل يمنحك الحرية، ومن فوائد الحب الحقيقى:

الطمأنينة النفسية: الحب الصادق يجلب السلام الداخلى ويجعلك تشعر بأنك لست وحدك فى هذا العالم.

الإلهام والإبداع: عندما نحب، نرى الحياة بألوان أجمل، وتزداد قدرتنا على الإبداع والتفكير الإيجابى.

الصحة الجسدية والنفسية: أظهرت الدراسات أن الحب يقلل التوتر، ويحسن صحة القلب، ويزيد المناعة.

النمو والتطور: الحب الحقيقى يدفعك لتكون أفضل، لتتعلم من أخطائك، ولتساند من تحب فى رحلته.

النصيحة الأهم:

لا تبحثوا عن الحب، بل اجعلوا قلوبكم مستعدة له. لا تفرطوا فى مشاعركم لمن لا يقدرها، ولا تخافوا من الانتظار، لأن الله يرسل الحب فى الوقت المناسب، تمامًا كما تستحقونه.