الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
عودة ماسبيرو..  كيف تكون؟

عودة ماسبيرو.. كيف تكون؟

سعدت جدًا بما سمعته من رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلمانى، عندما قال إن مهمته الشاقة والشيقة هى عودة ماسبيرو.



ولأننى أحد أبناء ماسبيرو الذين شهدوا وشاركوا فى العصر الذهبى لماسبيرو، وتفانوا فى تقديم رسالة إعلامية هادفة، مظلتها تقدم هذه الأمة وأمنها القومى، ومضمونها كل ما يخدم المشاهد والدولة بشكل عام.

ولا يزال مبنى ماسبيرو يحمل فى ذاكرة المصريين والمشاهدين العرب هيبة الإعلام الرسمى ودوره الريادى فى تشكيل الوعى والثقافة. ومع التطورات السريعة فى المشهد الإعلامى، يطرح السؤال نفسه: كيف يمكن لماسبيرو أن يعود بقوة ليواكب العصر ويستعيد مكانته؟ 

وهنا يجب علينا أن نشارك جميعًا بآرائنا وخبراتنا مع رئيس الهيئة الوطنية، لعلنا نساهم بشكل أو آخر فى عودة ماسبيرو.  تطوير المحتوى والمهنية الإعلامية

الخطوة الأولى نحو عودة ماسبيرو بقوة، تكمن فى تطوير المحتوى الإعلامى ليكون أكثر جاذبية واحترافية. لا بد من التركيز على المصداقية، التنوع، ومواكبة القضايا الراهنة بأسلوب حديث يعكس اهتمامات الجمهور. البرامج الحوارية، الوثائقيات، والتغطيات الخاصة يجب أن تكون عميقة وتحليلية، بعيدًا عن النمط التقليدى.

 الاستثمار فى التكنولوجيا والبث الرقمى

لم يعد التليفزيون الأرضى أو حتى الفضائى الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الجمهور، بل أصبحت المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعى هى المفتاح. لذلك، يحتاج ماسبيرو إلى تطوير بنية تحتية رقمية قوية تتيح البث المباشر، إنتاج محتوى مخصص للمنصات الحديثة، والتفاعل المستمر مع الجمهور عبر وسائل التواصل.

 استقطاب الكفاءات الإعلامية الشابة بجوار الخبرات

الإعلام بحاجة دائمة إلى وجوه جديدة تمتلك لغة العصر وتستطيع التواصل مع الجمهور بأسلوب عصرى. من الضرورى فتح المجال أمام المواهب الشابة فى الإعداد والتقديم والإخراج، مع تقديم تدريبات متخصصة تضمن مستوى احترافيًا يليق بماسبيرو.هذا بجانب الخبرات التى كونت مع المشاهد جسورًا من الثقة والمصداقية ولديهم حس وطنى حقيقى بلا مزايدات أو تلون، وقد آن الأوان أن تتصدر الوجوه الوطنية المشهد وينهل منها الجيل الجديد.

 إعادة هيكلة الإدارة وتحديث آليات العمل

إصلاح ماسبيرو لا يقتصر على المحتوى فحسب، بل يحتاج أيضًا إلى إعادة هيكلة إدارية تعتمد على آليات حديثة فى الإدارة والتخطيط المالى والإنتاج الإعلامى. يجب أن تكون هناك إدارة مرنة قادرة على اتخاذ قرارات سريعة تتماشى مع تطورات السوق الإعلامية.

  الشراكة مع القطاع الخاص والإنتاج المشترك

لمواكبة المنافسة، يمكن لماسبيرو أن يدخل فى شراكات إنتاجية مع شركات إعلامية خاصة، مما يتيح توفير ميزانيات إنتاجية قوية وإثراء المحتوى بجودة عالية. يمكن أيضًا تقديم برامج وثائقية ومسلسلات نوعية بالشراكة مع منصات عرض إلكترونية.   استعادة دور ماسبيرو فى القوة الناعمة للدولة

كان ماسبيرو فى الماضى أحد أهم أدوات القوة الناعمة لمصر، حيث قدّم للعالم صورة مصر الثقافية والفنية والإعلامية. يجب استثمار هذا التاريخ العريق فى تقديم محتوى يليق بمكانة مصر، سواء عبر البرامج الثقافية أو الدراما أو التغطيات الخاصة بالفعاليات الكبرى.

عودة ماسبيرو ليست مستحيلة، لكنها تحتاج إلى رؤية واضحة وإرادة قوية لتحقيق التطوير المطلوب. بتحديث المحتوى، الاستثمار فى التكنولوجيا، استقطاب الكفاءات، وتبنى استراتيجيات إعلامية حديثة، يمكن لماسبيرو أن يستعيد بريقه ويعود ليكون صوت مصر الأول فى الإعلام.

فهل نشهد قريبًا ماسبيرو جديدًا ينافس بقوة فى المشهد الإعلامى؟