الخميس 20 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيف نحمى أبناءنا من العنف فى المدارس

ليست ظاهرة ولكن!

تلعب المدرسة دورًا مهمًا فى تربية أولادنا، فهى ليست مكانًا لإكساب التلاميذ المعرفة والمعلومات فقط، بل هى مكان لصقل شخصية التلميذ وتزويده بالخبرات الحياتية المختلفة والقدرات الخاصة لمواجهة الحياة، والعنف المدرسى مشكلة خطيرة تؤثر على الطلاب والمعلمين والإدارة المدرسية.. لكن لماذا يظهر العنف فى المدارس أحيانا؟!  



 

 

 

يعرف العنف بأنه كل فعل ظاهر أو مستتر، مباشر أو غير مباشر، مادى أو معنوى، موجه لإلحاق الأذى بالذات أو بآخر أو جماعة أو ملكية أى واحد منهم، وهذا الفعل مخالف للقانون، ويعرض مرتكبه للوقوع تحت طائلة العقوبة.

والعنف المدرسى شكل من أشكال العنف أو التحرش الذى يحدث فى المدارس أو فى البيئة التعليمية أو فى محيطها المباشر، وذلك بين أطراف العملية التعليمية مثل الطلاب والمعلمين والعاملين فى المدرسة وأسر الطلاب.

 

 

 

وتتعدد أشكال العنف المدرسى ما بين العنف البدنى مثل: التشابك بالأيدى والضرب والخدش، والعنف اللفظى مثل الشتائم والتهديدات والسخرية والاستهزاء والإساءة، والعنف النفسى مثل: التقليل من القيمة، التحرش، العزلة، العنف الإلكترونى: مثل التحرش عبر الإنترنت والمضايقات من خلال الهاتف المحمول، بالإضافة إلى إتلاف الأثاث المدرسى وسرقة محتويات المدرسة.

وترجع أسباب العنف المدرسى لأسباب متنوعة، منها ضعف مفهوم القيم والمبادئ، وضعف الشخصية، وحب تقليد الآخرين، ونقص المهارات الاجتماعية لدى الطلاب، إضافة إلى وجود بيئة مدرسية غير آمنة، مع ضعف الإشراف الإدارى والاجتماعى بالمدرسة، وغياب الأنشطة الطلابية، مع عدم وجود لائحة عقوبات محددة لسلوكيات الطلاب المخالفة لنظام المدرسة، ناهيك عن تأثير وسائل الإعلام من خلال التأثر بمشاهد العنف.

ويؤدى العنف المدرسى إلى آثار سلبية على الطلاب تتمثل فى انخفاض المستوى التعليمى والأداء التحصيلى للطالب، كما يزيد من معدل الخوف لدى الطالب وفقدانه الثقة بنفسه، وبمن حوله، مع تلاشى الإحساس بالأمان، وهناك أنواع من العنف تخلق ردود أفعال عنيفة هى الأخرى لدى الطلاب لحماية نفسه، كما يقدم للطفل نموذجا لقدوات سيئة، وبالتالى يكون ثقافة يكوّن فيها انطباعا عن السلوك غير السوى هو فى الأساس من تعامل البشر، كما يكوّن أيضًا لدى الطالب حالة من تبلد المشاعر واللا مبالاة.

 

 

 

ما تبثه مواقع التواصل من مشاهدات وصور متكررة عن العنف لعبت دورًا كبيرًا فى تأسيس ثقافة العنف فى المجتمعات، والتليفزيون من أهم وأخطر وسائل الاتصال الجماهيرى، وهو سلاح ذو حدين، فرغم الإيجابيات الكثيرة له كوسيلة إعلامية فهو وسيلة للترفيه وللتثقيف وتقنية تربوية تعليمية مهمة تهدف لزيادة المعرفة وكسب العادات الحسنة والفضائل الحميدة، إلا أنه له سلبياته، أحيانا حيث يساعد على انتشار العنف ويعمل على نشر الجريمة فى كثير من الأوقات.

وتؤكد الدراسات أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا فى مشاهدة برامج العنف أو أحداثه أو يسمعون عنه فى وسائل التواصل الاجتماعى تتكون لديهم ميول عدوانية بنسبة أكبر من الأطفال الآخرين، إذ تؤثر مشاهد العنف التى يراها الطفل تأثيرًا عميقًا ممتدًا فى نفسه، ذلك لأن الطفل شغف بأن يقلد غيره. فهناك الكثير من برامج التليفزيون تعرض مشاهد العنف والقسوة والسلوك المنحرف بدرجة خطيرة تؤكد ما يقال بأن المواجهة الأولى للطفل مع العنف تحدث على شاشة التليفزيون. 

 

 دور الإعلام

 

 مناقشة ظاهرة العنف المدرسى بشكل منتظم ومستمر، من حيث معرفة الأسباب ومدى تأثيرها على الطلاب والمعلمين.

 العمل على نشر ثقافة الحوار وشجب العنف المدرسى من خلال النقاشات الحوارية فى مختلف وسائل الإعلام المرئية.

 إسهام القنوات الإعلامية فى تعزيز الوعى حول ظاهرة العنف المدرسى وكيفية الوقاية منه، والاستفادة من الفواصل الإعلانية لبث رسائل توعويّة عن الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسى.

 

 

 

 

خطوات الحل

 

يحتاج الأمر إلى توعية المعلمين للكشف عن أى حالات عنف مدرسى، مع ضرورة العمل على توعية الطلاب أنفسهم ليرفضوا أى عنف أو تحرش يتعرضون له وأن يبلغوا عن مرتكبيه، وعلى المجتمعات أن ترفض كل أشكال العنف الموجه ضد الطلاب من خلال صياغة قوانين رادعة تعاقب من يرتكبه وهذا يتطلب الاهتمام بتوعية المدرسة والمجتمع بأخطار وعواقب العنف المدرسى، وعليه يجب:

- رصد أى تغير فى سلوك الطالب، واتخاذ الإجراءات التربوية اللازمة لتعديل هذا السلوك فى بدايته قبل أن تتفاقم المشكلة.

- مساعدة الطالب وتشجيعه على التحدث عن العنف الذى تعرض له دون حرج أو ارتباك أو قلق.

- توفير الدعم النفسى للطلاب الذين تعرضوا للعنف، مع ضرورة دعم القيم الدينية والاجتماعية لدى الطلاب.

- سن القوانين والتشريعات التى تنظم التعامل مع الطلاب داخل المؤسسات التعليمية.

- توفير مناخ اجتماعى بين جميع الأطراف فى المدرسة، مع ضرورة تعزيز التعاون بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.

 

 

 

 

اقتراحات أخرى

 

- توفير فرص للطلاب للمشاركة فى الأنشطة الرياضية، الأنشطة الثقافية، والأنشطة الترفيهية، الأنشطة الفنية، والأنشطة الاجتماعية.

- تنظيم البرامج الاجتماعية لتنمية العلاقات الاجتماعية بين الطلاب فيما بينهم، ومع المدرسة والبيئة المحيطة والمجتمع.

- تعزيز التعاون بين المدرسة والأسرة من خلال عقد اجتماعات دورية مع أولياء أمور الطلاب، وكذلك تعزيز التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلى من خلال عقد الندوات والمؤتمرات.

- وجود لجنة داخل المدرسة للتعامل مع حالات العنف المدرسى تتكون من الإخصائى الاجتماعى والإخصائى النفسى وعدد من المعلمين وأولياء الأمور وكذلك من الطلاب تحت إشراف مدير المدرسة.

وختاما، فإن الطالب الذى ينشأ فى بيئة تعليمية آمنة يتوافر فيها التسامح والحب والاحترام والتقدير المتبادل يكون قادرًا على التغلب على الصراعات والاحباطات التى يمكن أن يواجهها فى حياته، فالتربية تكون بالحب والحنان وليس بالعنف والعدوان.