الخميس 20 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فانتازيا «القرد والحمار» فى لوحات صلاح المر

يقول بيكاسو: استغرقت عشر سنوات لأرسم كالكبار وعشت ثلاثين عاما لكى أستطيع أن أرسم كالأطفال.. هى الرؤية الحالمة للأشياء وليس التصوير المباشر للواقع التى تطلق الخيال لبناء الأشكال والعناصر بخطوط واضحة وتركيبات متجددة لعاطفة ممتدة فى عمق إنسانية الفنان. وهو ما يقودنا لقراءة أعمال -صلاح المر- الذى استطاع ببراعة شديدة أن يعيدنا إلى طفولة الأشياء من حولنا ليحول أجواء استديوهات التصوير القديمة -وأكثرها بالأبيض والأسود- إلى مشاهد زاهية ثرية بالألوان الصريحة والخلفيات المتباينة التى تحيى شخوصها وتحيلها إلى أزمنة متجددة.



 

 

 

إنها الحنين إلى الماضى مشوب بانفعالات ومشاعر ولّت فى محاولة شجية للعودة للماضى.. فى رحلة استغرقت أعواماً بين ذكريات العاصمة الأم -الخرطوم- ومدن مصر.

الشوارع - المقاهى - الحقول - رحلات النيل والموالد وما تحمله من طقوس - قرد وحمار - وهو ما اختاره الفنان عنوانا لمعرضه.

 

 

 

صلاح المر فنان سودانى له مشروعه الفنى الخاص الذى استمده من ذكرياته البعيدة، حيث الاستوديو الخاص بوالده والذى أقامه فى الستينيات من القرن الماضى والذى أصبح ابنه -والد الفنان- من هواة ومحبى جمع «النيجاتيف» بعد اكتشافه لكنز من تلك «العفاريت» التى يبدو أنها فتحت له مغارة من الصور القديمة ولتتشكل من وقتها عاطفة ومخزونا بصريا لا يعوض.

 

 

 

لوحات المر تأخذ منحى طفوليا يملؤه الشجن فالخطوط الحادة ومساحات اللون الصريحة وبساطة التجريد للأشكال المستحدثة عن تلك الفوتوغرافيا وراءها أحلام طفولية لاتخلو من الخيال. الأرض تصبح بلاطًا ملونًا والورود أقمارًا وأشجاراً تنمو على يد السيدة العجوز. لنرى صوراً سريالية بخطوط تجريدية تملؤها الحداثة مع ازدواجية الأشخاص وإضافة الوجوه نفسها أو حذف بعض التفاصيل أو تحويلها لعناصر أخرى.

 

 

 

عن المعرض يقول الفنان: فى رحلة جمعى إلى الصور الفوتوغرافية القديمة من داخل الاستوديو جمعت عددًا لا يستهان به فى مصر -استديوهات مصر- ورغبت فى امتداد مشروعى القديم المستمر وأن أرسم أثرها فىّ. إن المعرض به القليل من لوحات مستوحاة من صور فوتوغرافية مصرية لعلها تصب فى معنى تلك الكلمة التى عنيتها فى كلى وبعضى.. شكرًا.

 

 

 

 استوديو كمال

يتضمن المعرض الذى أقيم بقاعة بيكاسو - عملاً افتراضياً لمجسم يحمل سمات استوديو كمال - والد الفنان - والذى أنشئ بالخرطوم، يقول الفنان عنه أنه يحمل قليلاً من فانتازيا وكثيرًا من حنين وحالة من التجسيد لشىء حقيقى فى الخيال.