Happy Valentine

يومان وتبدأ فعاليات عيد الحب 2025 الذى يحتفل الأحباء به فى 14 فبراير من كل عام ويعتبره البعض مناسبة للتعبير عن غرامهم والذى يُعرَف عالميًا باسم «الفالنتين» Valentines Day، ويعود الاحتفال بهذا اليوم إلى العصور الرومانية, حيث ارتبط اسم القديس فالنتين، الذى ضحى بحياته من أجل نشر الحب.

فى عالم الغناء تتصدر أغنيات الحب المشهد دائمًا، فهى المرجعية الأولى والأخيرة، وأغنيات أم كلثوم والعندليب عبدالحليم حافظ هى المتحدث الرسمى لمشاعر المحبين، أمّا فى السينما فقد أجرت الجمعية المصرية لكُتّاب ونقاد السينما فى دورة العام الماضى لمهرجان الإسكندرية السينمائى استفتاء ضخمًا لاختيار أفضل مائة فيلم رومانسى فى تاريخ السينما المصرية كشف عن أن تاريخ السينما حافلٌ بالأعمال الرومانسية التى قدمها كبار النجوم، وفى مقدمتهم فاتن حمامة وسعاد حسنى وشادية وهند رستم وبوسى ومديحة يسرى ونادية لطفى وعمر الشريف وشكرى سرحان ورشدى أباظة وعماد حمدى ونور الشريف، بينما احتفظ عز الدين ذو الفقار وهنرى بركات بلقب ملوك السينما الرومانسية والمخرجين الأكثر تقديمًا للأفلام الرومانسية فى تاريخ السينما المصرية.

الاستفتاء انحاز لنجوم الغناء وفى مقدمتهم «العندليب» عبدالحليم حافظ الذى برز كتالوجه السينمائى بالكامل فى الاستفتاء ومعه فريد الأطرش ومحمد فوزى مما يعكس دور أكابر الطرب فى إثراء السينما المصرية بأفلام رومانسية عابرة للأجيال، ورغم ذلك حملت المراكز العشرة الأولى مفاجآت لجيل الوسط؛ حيث حصل فيلم «حبيبى دائمًا» بطولة النجم الراحل نور الشريف وبوسى، على المركز الأول، وفى المركز الثانى جاء فيلم «الوسادة الخالية» والثالث فيلم «أغلى من حياتى» والرابع «نهر الحب»؛ أمّا المركز الخامس فاحتله فيلم «بين الأطلال» ثم السادس «أيامنا الحلوة» والسابع «رد قلبى» وفى المركز الثامن فيلم «معبودة الجماهير» والتاسع فيلم «دعاء الكروان»، وحصد فيلم «سهر الليالى» المركز العاشر فى الاستفتاء، وهو الفيلم الوحيد الذى أنصف الجيل الحالى، بينما انحازت نتائج الاستفتاء لعباقرة الموسيقى التصويرية على إسماعيل وفؤاد الظاهرى؛ أمّا موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «ألفة الغناء والتلحين» فقد جاء بعد الثنائى بخمسة أفلام، هى «حسن ونعيمة وغزل البنات ورصاصة فى القلب وأيام وليالى والوردة البيضاء»، بينما احتفظ عبدالحليم حافظ وسيدة الشاشة فاتن حمامة بلقب ملوك الرومانسية فى السينما قياسًا على عدد أفلامهما الخالدة.

ويأتى فيلم «حبيبى دائمًا» عام 1980، قصة يوسف السباعى، وسيناريو دكتور رفيق الصبان وحوار كوثر هيكل فى مقدمة أفلام الحب.

وقدم أدوار البطولة فيه بوسى ونور الشريف بكل خبرتهما الفنية استطاعا أن يقدما علاقة رومانسية تحطم الفوارق المادية، لكن الفيلم يقدم ما هو أبعد من ذلك وهو كشف مدى هشاشة الحب أمام الحياة مَهما تمسّك طرفا العلاقة بها. ولعل اللغة الشاعرية للحوار بين الشخصيات أضافت عليه سحرًا خاصًا؛ حيث ببساطة يستطيع ذهن المُشاهد تذكُّر بعض الجمل التى قيلت على لسان الأبطال. كما أن الأدوار الفرعية التى قدمتها بعض الشخصيات، مثل شخصية الطبيبة سلوى، صديقة إبراهيم وزميلة الدراسة التى تحبه فى صمت، وحاولت دعمه كثيرًا حتى يحقق أحلامه، وكأن الكاتب حاول إضافة لمحات من الحب الخالص والتضحية على الشخصيات المحيطة بإبراهيم، وهذا العالم الذى ينتمى له يظهر فى تفاصيل إبراهيم الشاب المضحى من أجل شقيقته، وصورة حبيبته أمام المجتمع، ثم كل شىء فى حياته من أجل علاج حبيبته، التضحية سمة رئيسية من سمات الشخصيات فى هذا العالم.

فى «حبيبى دائمًا» لعبت الموسيقى التصويرية التى أبدعها د.جمال سلامة دورًا حيويًا فى تثبيت هذه اللمحة الرومانسية الحزينة التى تتشابك فى أغلب مراحل العمل بين الحب ثم الرفض ثم الانفصال ثم العودة ثم الفراق، دمج فيها بشكل أساسى بين آلتَىّ البيانو والعود ثم الوتريات وكأنه فى جنازة يشيع الحب من خلالها، وهو ما يتناسب كليًا مع أجواء الفيلم.

أخرج الفيلم حسين كمال، الذى اهتم بدقة وحشد جميع العناصر البصرية للغة السينمائية للفيلم، وحاول التوضيح بين عالم شخصية فريدة أثناء وجود إبراهيم ومع زوجها فى باريس بأكثر من صورة، المكياج والملابس والديكورات والموسيقى، شخصية فريدة ذات مكياج ناعم وبسيط فى أغلب مشاهدها مع إبراهيم بينما المكياج الحاد.

وجاءت الأفلام التى تشارك بها فاتن حمامة أسطورة الرومانسية والحب فى الاستفتاء، فى المقدمة، وهى «نهر الحب»، وتلاه فيلما «بين الأطلال» و«أيامنا الحلوة»؛ أمّا «دعاء الكروان» و«الباب المفتوح» و«لحن الخلود» و«سيدة القصر» و«رصاصة فى القلب» و«الخيط الرفيع» و«موعد غرام» و«حكاية العمر كله» و«القلب له أحكام» و«ابن النيل» و«دايمًا معاك» ومعها أفلام «صراع فى الوادى» و«لا تطفئ الشمس»، و«الحب الكبير» و«حب ودموع» و«صراع فى الميناء».. هذه الباقة المنتقاة وماسبق أجمل هدية فى عيد العيد 2025.