الخميس 20 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

السيدة التى أخرت ظهور الشمس

ريشة الفنان الكبير: جمال كامل
ريشة الفنان الكبير: جمال كامل

ليلة الخميس.. تخلو الشوارع من البشر وتغلق المحلات وتجتمع الأسر بجوار أجهزة الراديو تنتظر. تقليد شهرى أصبح طقسًا عند المصريين والعرب من المحيط إلى الخليج، يجمع كل طبقات البشر فى عيد فنى استمر لخمسة عقود. 



 

تقف على المسرح تغنى أكثر من ساعتين للأغنية الواحدة، وقد تغنى ثلاث أغنيات فيصل مجموع الساعات خمس ساعات متواصلة، والمقطع الواحد قد تغنيه أكثر من سبع مرات.. لذا قال عنها الكاتب الكبير أنيس منصور: «أم كلثوم السيدة التى أخرت ظهور الشمس فى أول كل شهر». 

وحيث تأتى العاشرة مساءً يتحدث مذيع الإذاعة: سيداتى وسادتى.. مساء الخير على حضراتكم.. نحييكم من مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة ننقل لكم حفلة كوكب الشرق أم كلثوم.. اليوم لقاء القمة.. لقاء السحاب بين أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، اللقاء الذى تأخر 30 عاما.. ستغنى لكم الليلة «أنت عمرى» من كلمات الشاعر أحمد شفيق كامل. إنها الأغنية التى استغرق تحضيرها عامًا كاملًا تقول كلماتها: «رجعونى عينك لأيامى اللى راحوا / علمونى أندم على الماضى وجراحه / اللى شفته قبل ما تشوفك عينيا/ عمر ضاع يحسبوه ازاى عليا». 

 

 

 

وعند سماع دقات المسرح الثلاثة معلنًا- بداية الحفلة، يرتفع صوت المذيع بحالة من البهجة ويقول: «الآن انفرجت الستار سيداتى وآنساتى.. وها هى كوكب الشرق أم كلثوم تجلس على كرسيها، وخلفها فرقتها الموسيقية تحيى جمهورها ويستقبلها بالتصفيق الحار والفرحة..

 إن كنت أنساك وأنسى الأسيه

أم كلثوم «الست ثومة».. «قيثارة السماء» «شمس الأصيل» سيدة الغناء العربى كلها ألقاب استحقتها فلاحة من ريف الدقهلية بدأت رحلتها إلى قمة القمم، من القرية أخفى والدها الشيخ إبراهيم ملامح أنوثتها فكانت ترتدى زى الرجال «العقال والجلباب» حتى لا يعلم أحد فى القرية أن ابنته تغنى. تعلمت من والدها غناء التواشيح والإنشاد الدينى إلى أن أصبحت مشهورة فى قرى دلتا مصر ومحافظاتها بجمال صوتها.

وبالقاهرة غنت أغنيتين للشاعر الشباب أحمد رامى فى العشرينيات من القرن الماضى قبل أن تلتقى به وهى «الصب تفضحه عيونه» لحن الشيخ أبو العلا محمد أستاذها ومعلمها الأول، «إن كنت أسامح وأنسى الأسية» لحن محمد القصبجى.

عام 1926 سجلت أغنية «إن كنت أسامح «على أسطوانات شركة «جرامفون» وبيعت منها مليون ونصف المليون أسطوانة فى حدث تاريخى لم يحدث من قبل. وكتبت الشركة على الأسطوانه «الآنسة أم كلثوم فخر الموسيقى مطربة الشرق ومدهشة الغرب». 

وبعد نجاحها غيرت مظهرها من «الجلباب والعقال» إلى «الفستان الحشمة»، لا تشبه فتيات عشرينيات القاهرة، بل تشبه نفسها وشخصيتها التى كونتها من تعاليم وتقاليد القرية. ابتعدت تماما عن غناء الأغانى المبتذلة التى كانت سائدة فى مسارح وصالات شارع عماد الدين.

 

 

 

بين الثقافة والغناء 

وبالقاهرة أدركت فتاة الريف أنه يجب أن يكون للحياة التى سوف تعيشها معنى وهدف وقيمة، لم يكن طريقها مفروشًا بالورود بل عانت صراعات المتنافسين من مطربات العشرينيات والثلاثينيات وهجوم من الصحف التابعة لمطربات ذلك الزمن أمثال منيرة المهدية وفتحية أحمد، مرت بالعديد من التجارب الحياتية بين الإخفاق والفشل، وبفطرتها وذكائها استفادت من دروس الحياة، بالعزيمة والإرادة استمرت على القمة حتى بعد رحليها لتكون أم كلثوم قمة الطرب المصرى والعربى الأصيل.

اهتمت أم كلثوم بأن تستكمل ثقافتها، سخرت لها الأيام رفقاء مخلصين مؤمنين بموهبتها من الشعراء والملحنين والعازفين والأدباء والمثقفين منهم: عباس العقاد، طه حسين، محمد حسنين هيكل، أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم وآخرون. قال أديب نوبل نجيب محفوظ عنها:«أم كلثوم دى نعمة الدنيا»، أما الشاعر صالح جودت فقال: «أنا مريض بأم كلثوم لا يبهرنى إلا صوتها». الكاتب على أمين قال: إن الملايين تحب صوت أم كلثوم ولكنى أحب شخصيتها أكثر من صوتها.

هؤلاء من رواد الفكر ظلوا بجانبها فى رحلة صعودها الطربية الغنائية والسينمائية ومسيرتها من العشرينيات إلى السبعينيات. علمها الشيخ أبوالعلا محمد النغم وأصوله، وأحمد رامى الأدب والشعر وفنونه والدكتور صبرى النجريدى يدرب صوتها غنائيا. 

ورغم أنها غنت للعديد من الشعراء منهم (محمد يونس القاضى - أحمد شوقى - بيرم التونسى - حافظ إبراهيم صلاح جاهين - إبراهيم ناجى صالح جودت - مرسى جميل عزيز إبراهيم ناجى نزار قبانى - عبد الفتاح مصطفى - عبد الوهاب محمد أحمد شفيق كامل كامل الشناوى - مأمون الشناوى وغيرهم» إلا أن الشاعر أحمد رامى كان له النصيب الأكبر فى مسيرتها الغنائية مقدم أكثر من ثلث أغنياتها واستطاعت أن تقنعه أن ينتقل من كتابة الزجل إلى القصائد. 

وقال عنها رامى بحديث: طلبت منى أن أكتب القصائد وقد نفذت واقتنعت، لا أعرف من أين لها هذه القدرة على الإقناع فى أن أغير نوعية شعرى. واستفدت كثيرًا جدا من تعديلاتها على بعض كلماتى. كانت لها تطلعات بالتجديد بالغناء وأيضا بالتطوير بالألحان».

وهذا ما أكده المؤرخ والناقد الموسيقى كمال النجمى: «بدون أم كلثوم وصوتها كانت حركة التجديد والتطوير بالغناء والموسيقى العربية ستبقى حلما يلوح للنائمين ولا سبيل إلى تحقيقه فى اليقظة».

 

 

 

 يوم «رامى»!

عن تلك العلاقة المحيرة بين أم كلثوم وأحمد رامى التى مهما حاول البعض تصنيفها وتحديد هويتها وحسمها لصالح أحد الأطراف أو حتى لهما معا، نتوقف لنجد أن جمال تلك العلاقة يكمن فى غموضها وعظمتها أن تظل لغزًا. إلا أن كل الشواهد تؤكد أن أحمد رامى هو من صنع نجوميتها الغنائية من العشرينيات إلى الستينيات.

بحسب ما سردته إحدى رفيقات مسيرة أم كلثوم الكاتبة الكبيرة «نعمات أحمد فؤاد» بكتابها الفريد «أم كلثوم عصر من الفن»، فإن أحمد رامى كان شاعرًا مرهفًا الحس يحبها «أم كلثوم» بشاعريته حبًا عذريًا متساميًا عاش محافظًا عليها كملهمة لأشعاره، بل اتخذها عروس أشعاره. وربما هى أيضا حرصت أن يظل رامى فى حياتها شاعرًا عاشقًا. 

خصص لها أحمد رامى يوم الاثنين من كل أسبوع لصقلها ثقافيا. وأسماه (يوم أم كلثوم) بينما أسمته هى (يوم رامى). لأن يوم الاثنين كان إجازة أحمد رامى من عمله كموطف فى دار الكتبخانة (دار الكتب المصرية). وكان ينتقى من دواوين الشعر أعذبها يحملها معه ويقرؤها لها، وبيصبرها بمواطن الجمال الفنى، ثم يرد الكتاب إلى مكانه ويستعير غيره، وهذا اليوم أضاف الكثير إلى شخصية أم كلثوم وثقافتها. وظل رامى محافظًا طوال السنوات على لقاء يوم الاثنين حتى بعد زواجه، فلم تستطع زوجته إلغاءه! 

أثناء سفر أم كلثوم زار أحمد رامى إحدى قريباته واستطاعت شقيقته أن توفق بينه وبين قربيته فتزوجها، لأنه كان متشوقًا للأبوة. ولم يلبس أحمد رامى إلا خاتما واحد فقط، ظل فى يده أربعين عامًا مكتوبًا بداخله (O.K) أم كلثوم. ظل يحبها كشاعر فقط. فهو يؤمن أنها حين تغنى فإنها تغنى له قبل كل الناس. وعند عودة أم كلثوم من رحلتها كتب لها قصيدة «أنت الحب» ليؤكد لها أن الزواج شىء والحب شىء آخر!.

 ولكل أغنية كتبها رامى حكاية منها مثلا: حينما كانت حالة صفا كتب لها «رق الحبيب»  لحنها محمد القصبجى. وحين كانا على خلاف كتب لها: «غلبت أصالح فى روحى عشان ما ترضى عليك»، وتصالحا فكتب لها:«جددت حبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح». وهذا ما ذكرته صديقتها المقربة د. نعمات أحمد فؤاد.

ويبدو أن العلاقة المتشابكة بين الشاعر أحمد رامى وأم كلثوم كانت مادة ثرية للتأمل والتحليل من قبل العديد من الكتاب والمثقفين، فكتب الناقد الكبير «رجاء النقاش» بكتابة «لغز أم كلثوم»: أن أم كلثوم نغمة صافية للحب والسعادة بالنسبة للشعب العربى كله. مطربة عاشت عصراً بكامله.أحمد رامى أحبها حبا حقيقيا نبيلًا ونادرا، وهذا الحب هو مصدر أغنياته. وليس أمامنا سوى أن نقرأ ما كتبه رامى من وحيها، كتب لها: رق الحبيب، يا ظالمنى، دليلى احتار، هجرتك يمكن أنسى هواك، أنت الحب، جددت حبك ليه، حيرت قلبى معاك، عودت عيني،غلبت أصالح فى روحى، وآخر أغنية كتب لها فى السبعينيات كانت «يامسهرنى».

 

 

 

وتسأل «النقاش»: «هل يمكن أن تخرج هذه الأغانى من قلب لا يحب، وهل يمكن أن تغنيها أم كلثوم بكل هذا الذوبان الروحى وهى أيضا لا تعرف الحب؟.. الإجابة ببساطة أنه كان يحبها من كل قلبه، و هى كانت تعرف وتبادله نوعًا خاصًا من الحب، ليس الحب التقليدى، ولو كان أحبها الحب العادى أو تزوجها لما كتب رامى كلمة واحدة».

كما ذكر «النقاش» إحدى تضحيات أحمد رامى كشاعر حيث إنه لم يتقاض من أم كلثوم أى مقابل مادى رغم أنه كتب لها 173 أغنية من إجمالى 383 رصيد أغنياتها بحسب أغلب الإحصائيات، حتى أن النقاد أطلقوا على تلك الفترة من التعاون بينهما «الفترة الرامية». فى حين رامى كان يطلب حقوق إذاعة الأغانى من الإذاعة المصرية ومن شركات الاسطوانات.

ليس فقط المثقفين الذين جذبتهم فك شفرة العلاقة بين أم كلثوم وأحمد رامى بل مؤلفى الروايات وجدوا فى تلك العلاقة إلهاما كبيرًا، ففى عام 1994 صدرت رواية تحت عنوان «أم» وهى الاسم المتعارف عليه لأم كلثوم بفرنسا مثل «ثومة» بالعالم العربى. وترجمت الرواية للغة الإنجليزية تحت عنوان «أحببتك لأجل صوتك»، ثم ترجمها للغة العربية الشاعر اللبنانى «بسام حجار» تحت عنوان «كان صرحًا من خيال» عن دار مسار اللبنانية 1999. وهذا العنوان مأخوذ من قصيدة «الأطلال» للشاعر إبراهيم ناجى ومطلعها: «يا فؤادى لاتسل أين الهوى / كان صرحا من خيال فهوى».

الكاتب «رجاء النقاش» خصص لتلك الرواية فصلًا كاملًا بكتابه «لغز أم كلثوم» وصفها بأنها رواية نادرة الجمال عاطفية ورومانسية أبطالها رامى وأم كلثوم، ويمكن أن تندرج تحت «الرواية التسجيلية» التى تعتمد على أحداث حقيقية وشخصيات عاشت فى الواقع مع مسحة من الخيال أكثر صدقا وجاذبية وتأثيرا من أى واقع. البطل الرئيسى فى الرواية هو «الحب» والرواية تتحدث بلسان رامى يحكى عن عشقه لسيدة القصيدة. وضع المؤلف علاقة أحمد رامى وأم كلثوم أنها نموذج للحب الأفلاطونى الذى كان سائدًا فى فترة العشرينيات والقادم للقاهرة من الثقافة الغربية. وصف رامى بالرواية أنه شاعر عاشق صوفى النزعة لا يقبل مقابل عشقه، وحاول المؤلف إقناع القارئ أن الزواج بينهما كان أمرا مستحيلا، فقد خلقه الله ليحبها، وخلقها لتكون محبوبته ولكن تغنى لكل المحبيين فى الأرض.

 

 

 

المجهود الحربى 

ولكن كيف غنت أم كلثوم للحب ونحن فى نكسة بعد عام 1967، هذه هى المعادلة الصعبة التى حققتها بنجاح أم كلثوم فى مبادرتها للمجهود الحربى من أجل أن تجفف دموع مصر. وتتوافق هذه المبادرة مع مقولة أفلاطون:«أعطنى جيشا من العشاق أغزو لك العالم وانتصر». نعم.. انتصرت أم كلثوم وهى تغنى أغنياتها العاطفية خلال السيتنيات وأوائل السبعينيات منها: أنت عمرى، أمل حياتى، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة، هذه ليلتى. أسالك روحك، ودرات الأيام، الحب كله وغيرها».

الكاتب والباحث الموسيقى الشاب «كريم جمال» بكتابة أم كلثوم وسنوات المجهود الحربى» الحائز على جائزة الدولة التشجيعية 2023. قدم جهدًا توثيقيًا أرشيفيًا غير مسبوق مغايرًا ومتفردًا فى كل تفصيلة عن سنوات المجهود الحربى من 1967 حتى 1974، تلك السنوات الجوهرية والمفصلية فى التاريخ التى لم نعرف منها أو عنها سوى قشور، وكشف حجم وقدر وقيمة ما قدمته أم كلثوم لمصر فى أصعب فتراتها.

 قام بتوثيق دور أم كلثوم السياسى والاجتماعى والوطنى بعد هزيمة يونيو 1967. كما سرد مسيرتها من الناحية الفنية الغنائية. حيث إنها كانت سنوات قلقة من عمر كوكب الشرق كامراة وقفت على المسرح تغنى بالساعات وهى بعمر الـ 70 عامًا.

 

 

 

يحكى الكاتب «كريم» أن أم كلثوم بعدما خطاب التنحى الذى ألقاه الرئيس جمال عبد الناصر بسبب نكسة 5 يوينو 1967 اتصدمت واتعكفت ببدروم فيلتها بالزمالك (البدروم المخصص للبروفات) جلست وحدها حزينة إلى أن انطلقت فكرتها كمواطنة مصرية أنها تخدم المعركة عن طريق فنها.

لم تبدأ وطنية أم كلثوم بعد النكسة 1967 بل هناك مبادرات سابقة فى مسيرتها تشير إلى أنها قبل أن تكون فنانة هى مواطنة مصرية تلقائية فى التعامل مع قضايا الوطن. 

مثلا بعث الضباط المحاصرون بالفالوجا الفلسطينية 1949 برسالة إلى وزير الحربية يطلبون أن تغنى لهم أم كلثوم بحفلة الإذاعة «غلبت أصالح فى روحى» فغنت لهم، وعند عودتهم احتفلت بهم بفيلتها بالزمالك وكان من بين الحضور الزعيم جمال عبد الناصر وكان هذا اللقاء الأول بينها وبين عبد الناصر. وأيضا أثناء العدوان الثلاثى 1956وجهت 7 نداءات حماسية للجنود على الجبهة عن طريق الإذاعة المصرية.

 

 

 

وفى يوم 20 يونيو 1967 قدمت أم كلثوم أول تبرعاتها، فحولت شيكاً بمبلغ 20 ألف جنيه استرلينى إلى خزانة الدولة المصرية، والشيك كان من دولة الكويت مقابل إذاعة أغنياتها، ولم تعلن عن هذا التبرع إلا أنه الخبر تسرب للصحافة من موطف بالمالية. بحسب ما ذكره الكاتب موسى صبرى بصحيفة «الأخبار» فى 27 يونيو 1967 تحت عنوان: «خذوا القدوة من أم كلثوم». 

بدأت بنفسها وتبرعت أم كلثوم بمصوغاتها ومجوهراتها.. ونجحت حفلاتها فى توحيد الأمة العربية فى أمرين أولا: حول القضية المصرية، وثانيا: أنهت أم كلثوم الخلافات التى كانت قائمة خلال الستينيات بين عبدالناصر وبين المغرب وتونس. فما أفسدته السياسية أصلحه غناء أم كلثوم.

ولأن أم كلثوم فلاحة مصرية ريفية وكما نقول بالعامية «الست الجدعة» قامت بتوحيد جهود المرأة المصرية من خلال عدة جمعيات أهلية تحت عنوان «التجمع الوطنى للمرأة المصرية» برئاستها، وقمن بحملة شعبية وطنية لجمع التبرعات بالذهب من أجل تعويض خزانه الدولة عما فقدته من العملات الأجنية.

وجمعت أم كلثوم من أواخر يونيو 1967 إلى أول اكتوبر 1967 وهى أول 3 أشهر بعد النكسة نحو 100 كيلو ذهب من مختلف المحافظات.

وبدأت حفلاتها لجمع التبرعات من يونيو 1967 كانت أول حفلة فى دمنهور وتلتها إسكندرية، طنطا، المنصورة، ثم حفلاتها الخارجية التى بدأت بحفلة باريس وكانت أول مطربة عربية تغنى على مسرح «الأولمبيا»، فقدمت حفلتين غنت: فيها أنت عمرى فيها الأطلال، بعيد عنك. حفلة باريس وكشف الكاتب «كريم جمال» تم الاتفاق عليها قبل عام كامل من النكسة مع متعهد حفلات فرنسى لكن الحفلة تمت بعد 5 أشهر من النكسة.

 

 

 

ثم أكلمت حفلاتها بالدول العربية: تونس، ليبيا، المغرب، لبنان، السودان، الكويت، أبو ظبى الإمارات. أما حفلة موسكو فتم الغاؤها بسبب رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، أقامت أم كلثوم للمجهود الحربى 24 حفلة أطلقت عليها «رحلة المليون»، فحصيلة الحفلات وصلت 3 ملايين جنيه مصرى، ونصف المليون جنيه بالعملة الصعبة.