قوافل الأمل
![](/UserFiles/News/2025/02/05/61546.jpg?250205101823)
تابعت الجهود: بسمة مصطفى عمر
تتواصل جهود مصر لدعم الشعب الفلسطينى الشقيق وبعد نجاحها مع الوسطاء، فى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بعد 15 شهرا من العدوان والمعاناة الإنسانية غير المسبوقة، نظمت مصر وأرسلت الكثير من قوافل المساعدات مازالت مستمرة لدعم الأشقاء، الذين يعانون من أزمات إنسانية بالغة.
وفى استجابة سريعة للأوضاع فى قطاع غزة، أطلق «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى»، العديد من قوافل الإغاثة الإنسانية، المحملة بآلاف الأطنان من المساعدات الأساسية العاجلة، وجهز التحالف قافلة جديدة من المساعدات، ضمت 200 شاحنة، قدمتها 36 مؤسسة أهلية مصرية، يتم التنسيق بينها لتجميع الإمدادات، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وأشارت السفيرة نبيلة مكرم المدير التنفيذى ورئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بالجهود الكبيرة التى تبذلها مؤسسات المجتمع المدني، لدعم ونصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أهمية هذا التحرك فى ظل الظروف العصيبة التى يواجهها الفلسطينيون فى قطاع غزة، ومشيرة إلى استعداد التحالف لإطلاق قوافل الإغاثة.
وتنسق الجهات المعنية المصرية، مع الهيئات الدولية، لتسهيل كافة الإجراءات، وضمان تدفق الإمدادات بشكل آمن ومستدام، حيث تطلق القوافل بناء على الاحتياجات المحدثة لقطاع غزة، بدءا من تقديم المساعدات الطبية العاجلة، وصولا إلى الإمدادات الغذائية ومستلزمات الإقامة، لتخفيف وطأة المعاناة الناتجة عن الظروف التى يعانيها سكان القطاع.
![](https://sabah.rosaelyoussef.com/UserFiles/NewsInnerImages/2025/02/05/61546/2_20250205101610.jpg)
وتحدث أحمد العربي، المنسق الإعلامى للتحالف الوطني، عن انطلاق القوافل الإغاثية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن انطلاق أول قافلة كان فى أقل من أسبوع منذ اندلاع الحرب على القطاع فى 7 أكتوبر 2023، واستمرت جهود الإغاثة حتى بلغت 9 قوافل متتالية.
ولفت إلى ما تقدمه القافلة التاسعة من مساعدات متنوعة، حيث تشتمل على مواد غذائية أساسية، تكفى لإطعام آلاف الأسر المتضررة فى القطاع، ومستلزمات طبية، لدعم المستشفيات ومراكز الطوارئ فى التعامل مع الأوضاع الصحية الحرجة، وملابس وأغطية لمواجهة برد الشتاء، وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر.
وقال العربي، تدخل قوافل التحالف الوطنى عبر معبر رفح البري، ولكن نظرا لأن هذه العملية معقدة وحساسة، وضمان وصول المساعدات بسرعة وأمان، يتطلب الأمر تنسيقا دقيقا بين العديد من الجهات، ومنهم الهلال الأحمر المصري، الذى يتولى التنسيق اللوجيستى لنقل المساعدات وتجهيزها فى معبر رفح، وكذلك السلطات المصرية التى تعمل على تأمين خطوط الإمداد، وضمان سلامة القوافل حتى وصولها إلى المعبر، إضافة إلى السلطات الفلسطينية، التى تستقبل المساعدات داخل غزة، وتوزعها على المستفيدين بالتعاون مع الشركاء المحليين، وغيرهم.
وأضاف منسق التحالف، تتضمن الترتيبات، لتجهيز المساعدات فى مستودعات خاصة بالقاهرة، تشمل مواد غذائية، وأدوية، ومستلزمات طبية، وملابس، ثم نقل أسطول الشاحنات من القاهرة إلى معبر رفح البري، وتجهز المساعدات بالتعاون بين أعضاء التحالف، مع الحرص على مطابقة المعايير الدولية وتحديد الأولويات، بناء على احتياجات الفلسطينيين.
![](https://sabah.rosaelyoussef.com/UserFiles/NewsInnerImages/2025/02/05/61546/3_20250205101704.jpg)
وصول آمن
من جانبه صرح هانى عبدالفتاح، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، والرئيس التنفيذى لصناع الخير بأن القوافل امتداد للجهود المصرية لدعم الشعب الفلسطينى فى القطاع وتجسيد التزام مصر بدورها الإنسانى والإقليمي، واستجابة لقرار وقف إطلاق النار فى القطاع، وهو ما ساهم فى تدفق وتسهيل إدخال المساعدات.
وأوضح عضو التحالف الوطني، أن القوافل يتم تجهيزها بمشاركة 36 كيانا، من الجمعيات والمؤسسات الأهلية تحت مظلة التحالف، وتشتمل المساعدات على مواد غذائية، وأدوية، ومستلزمات طبية، وبطاطين، وملابس، وأحذية، وسيارات إسعاف مجهزة، ومياه، وغيرها من الموارد الأساسية والاستراتيجية.
وأشار إلى أن مؤسسة «صناع الخير»، جهزت 30 شاحنة كجزء من أسطول القافلة الأخيرة، وجميع الشحنات تجهّز وفقا لمعايير الجودة، لضمان سلامتها خلال النقل وحتى تسليمها للمستحقين.
واستعرض هانى عبدالفتاح، نجاح القوافل السابقة، التى شملت نحو 3000 شاحنة محملة بأطنان من المساعدات، متوقعا أن القوافل الحالية والمستقبلية سوف تتفوق من حيث الحجم فى المساعدات، بفضل الدعم الكبير من كافة المؤسسات، والتبرعات المتزايدة التى تدفقت منذ تكليف القيادة السياسية بالبدء فى التجهيز.
وأوضح هانى عبدالفتاح، أن التحالف يعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية الفلسطينية والمصرية، لضمان تحديد الاحتياجات العاجلة وإدراجها فى القافلة وتوفيرها بسرعة، كما يتعاون الهلال الأحمر المصرى والفلسطيني، مع شركاء دوليين مثل الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الأونروا، لضمان سلاسة وصول المساعدات وتوزيعها، ويتم التوزيع بالتعاون مع جمعيات أهلية أخرى داخل قطاع غزة، مع توثيق كامل لضمان الشفافية، ووصول وتوزيع المساعدات على مستحقيها.
وأكد هانى عبدالفتاح، أن قوافل الإغاثة، تمثل رسالة تضامن قوية من الشعب المصرى تجاه أشقائه فى غزة، وتعكس هذه الجهود التزام مصر بدورها.
غرفة عمليات مركزية
وأوضح المهندس أحمد يوسف، مدير إدارة المساعدات الإنسانية بمؤسسة مصر الخير، أن مؤسسته جهزت 50 شاحنة لأهالى غزة، محملة بأكثر من ألف طن من الاحتياجات الأساسية، وتضم مواد غذائية، وعبوات مياه، وأدوية، ومستلزمات طبية، والملابس، والأحذية، وحفاضات الأطفال، والألبان.
وأشار إلى أن تشكيل غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة، لمتابعة عمليات تجهيز وإدخال المساعدات الإنسانية لدعم الأشقاء، وتأمين المتطلبات الأساسية للأهالي، بما يشمل الغذاء، والعلاج، والكساء، بالإضافة إلى التركيز على المستلزمات العاجلة، وفقا لاحتياجات الهلال الأحمر الفلسطيني، كما شملت المساعدات مواد غذائية جاهزة للطهي، ووسائل تدفئة لمواجهة الأجواء اليومية الصعبة.
من جهته أطلق صندوق «تحيا مصر»، قافلة سابقة، ضمت 190 شاحنة محملة بـ 2510 أطنان من المساعدات، تنوعت بين معدات طبية مثل أجهزة التخدير، والتنفس الصناعي، والغسيل الكلوي، وحضانات للأطفال المبتسرين، وأدوية الأمراض المزمنة، والأورام، والحروق، بالإضافة إلى مستلزمات الإيواء كالملابس والأغطية والمولدات الكهربائية، ومواد غذائية جاهزة، فضلا عن سيارتي إسعاف مجهزتين بالكامل.
وشارك التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموي، فى إرسال 3200 شاحنة مساعدات منذ بدء الهجوم الغاشم، ضمت إحدى هذه القوافل 106 شاحنات محملة بـ1000 طن من المواد الغذائية، و40 ألف بطانية، و80 خيمة، و290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية، كما نظم التحالف حملة للتبرع بالدم تحت شعار «قطرة دم تساوى حياة»، استهدفت الجامعات ومختلف المحافظات.
وفى المرحلة الثانية، أرسل التحالف شحنة إضافية شملت 500 طن من المواد الغذائية، و175 طنا من المياه، و14 طنا من الملابس والأغطية، و130 طنا من الأدوية، كما ضمت القوافل فريقا طبيا متخصصا لتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
كما ساهمت وزارة التموين بإرسال 6 قوافل، تضمنت 305 أطنان من المساعدات، اشتملت على 23 ألف بطانية، و16 ألف مرتبة، و8 آلاف خيمة، بالإضافة إلى أدوات النظافة العامة والشخصية لتغطية احتياجات 30 ألف أسرة.