الجمعة 18 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ميراث «مو صلاح»

ميراث «مو صلاح»

حكاية «مو صلاح» ليست مجرد قصة إنجاز شخصى؛ بل تطبيق عملى لرد الجميل أيضًا. فرغم شهرته العالمية، ظل مرتبطًا بشدة بجذوره فى نجريج. فقام بتمويل بناء المدارس والمستشفيات ومشاريع المياه النظيفة فى قريته. 



فى حديثه مع مجلة «جى كيو» قال الملك المصرى - كان هذا اللقب بدأ فى الظهور من قبل جمهور ليفربول الذى افتُتِن به: «أنا فخور بما أستطيع فعله لقريتى. النجاح لا يعنى شيئًا إذا لم تشارك الآخرين به»، وذلك عام 2019. 

وكما قال ستيف هارفى: «العطاء هو الطريق الحقيقى نحو تحقيق الغاية»، وكان هذا العطاء جزءًا لا يتجزأ من قصة صلاح. 

حكاية محمد صلاح هى درس فى الشغف، المثابرة، والانسجام مع الذات. كما أكد جون ماكسويل: «النجاح الحقيقى هو معرفة الغاية من حياتك والسعى لتحقيقها». 

من شوارع نجريج إلى ملاعب أوروبا، أثبت صلاح أن الأهداف العظيمة تبدأ بحلم صغير. . وتدعونا رحلته للتساؤل: ما هى غايتنا؟ وكيف يمكننا تحقيقها بينما نظل مخلصين لقيمنا؟ ربما، كما أظهر صلاح، يكمن الجواب فى الإيمان بأنفسنا والعمل لتحقيق ما نؤمن به. 

حياة صلاح داخل أروقة النادى الإنجليزى، وتحت قيادة المدرب الألمانى يورجن كلوب استمرت 7 مواسم متتالية، فأصبح جزءًا لا يتجزأ من أحد أعظم فرق كرة القدم على مر التاريخ، حيث ساعد ليفربول على الفوز بدورى أبطال أوروبا عام 2019 وبلقب الدورى الإنجليزى الممتاز عام 2020 بعد غياب دام 30 عامًا. 

تمر السنوات سريعًا لتتغير قيادة الفريق إلى المدرب الهولندى أرنى سلوت مع بداية موسم 2024-2025، ليزدهر صلاح مرة أخرى فى جميع المسابقات التى يخوضها نادى ليفربول ويصبح جزءًا أصيلًا فى نسيج الفريق. ثم يتسع دوره ليس فقط داخل الملعب؛ بل داخل غرف الملابس حيث يمثل الطاقة الإيجابية والمشعة لرفقائه والمثل الأعلى لشباب النادى داخل وخارج الملعب، امتدادًا إلى المجتمع الإنجليزى ككل والمجتمعات الأوروبية والعالمية على حد سواء.

بعد فوز ليفربول فى آخر مباريات الدور الأول بنتيجة 5-0 على نادى وست هام يونايتد فى 29 ديسمبر 2024. وكالعادة فى مقابلات ما بعد المباراة نقل موقع الدورى الإنجليزى الممتاز جزءًا من حديث صلاح، مشيرًا إلى أن تركيزه الحالى ينصب على أداء الفريق وطموحاته للفوز ببطولة الدورى هذا الموسم. 

وكنتيجة منطقية لكل ما سبق، تساءلت وسائل الإعلام والصحف ووسائل التواصل الاجتماعى ومشاهير اللعبة محاولين التكهن بمستقبله فى النادى. 

موقع ليفربول إيكو  أشار إلى أن صلاح يسعى لتمديد عقده لمدة ثلاث سنوات، ما يعكس رغبته فى الالتزام لفترة أطول مع النادى الذى يحبه والجمهور الذى يتغنى باسمه كل مباراة. ومع ذلك، لم يتم التوصل إلى أى اتفاق معلن حتى الساعات الأخيرة لعام 2024، لكن ما نعرفه هو أن المفاوضات ما زالت مستمرة. 

أما بالنسبة لدوره المستقبلى فى ليفربول، فلا توجد معلومات رسمية، لكن يبقى السؤال: هل سيكون للملك المصرى دور مستقبلى فى إدارة أو داخل النادى بعد اعتزاله؟  

قصة محمد صلاح تقدم لنا دروسًا عميقة لأى شخص يبحث عن حياة مليئة بالهدف والإشباع. . أولها هو البحث عن الهدف، فبدأت قصة صلاح بحلم بسيط، ولكنه قوى وكبير. . كما تعلمنا من مسيرته، أن احتضان الوعى الذاتى والقدرة على التفكير فى نقاط قوتنا وضعفنا سوف تسمح لنا بالنمو المستمر. الوعى الذاتى لا يتعلق بالكمال، بل بفهم من نحن وأين يمكننا أن نتحسن. 

دع الشغف يوجهك. فالشغف هو الوقود الذى يبقينا مستمرين، حتى عندما يكون الطريق صعبًا. . 

فلا نستطيع أن نتجاهل أن نشارك فرحتنا بنجاح صلاح الذى لا يقتصر على إنجازاته فى الملعب، بل من خلال رد الجميل لمجتمعه والبقاء مخلصًا لقيمه وهويته، فأنشأ إرثًا يمتد إلى ما هو أبعد من كرة القدم. 

بالنسبة لنا نسأل أنفسنا: ما الذى يجلب لنا السعادة؟ ما القيم التى توجه قراراتنا؟ وكيف يمكننا استخدام نجاحنا لإحداث فرق فى مجتمعنا وفى العالم؟ عند الإجابة على هذه الأسئلة، قد نكتشف أعظم انتصاراتنا.