السبت 8 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
بداية عهد ترامب.. وحرائق لوس أنجلوس

بداية عهد ترامب.. وحرائق لوس أنجلوس

بدأ منذ أسبوع العهد الثانى للرئيس ترامب. والكل أمريكيًا وعالميًا يترقب ويتابع ويأمل ويتخوف ويتكهن بما سيأتى به ترامب من مفاجآت وصدمات خلال السنوات الأربع المقبلة، خصوصًا فى الـ100 اليوم الأولى من ولايته الثانية كرئيس رقم 47 للولايات المتحدة.



ولا شك أن ما حدث من تراجعات ومراجعات فى مواقف عمالقة البيزنس (أغنى أغنياء العالم)، وبخاصة من هم فى مجال تكنولوجيا المعلومات تجاه عودة ترامب وما بدا من ملامح تغيير  فى مواقف الساسة ووسائل الإعلام تجاه هذه العودة أكد أن مجىء ترامب إلى واشنطن هذه المرة (2025) مختلف عن المرة السابقة (2017). وأن هناك قبولاً للأمر القادم فى صناعة القرار الأمريكى.

كما أن الجبابرة فى مجال المال والأعمال من خلال تواصلهم مع فريق ترامب وتبرعاتهم حسموا أمرهم ومن ثم حددوا حساباتهم ومصالحهم خلال السنوات الأربعة المقبلة. وبالطبع غنائم أو تبعات هذه الشراكة المنفعية ستظهر قريبًا وبالتأكيد سيتم متابعتها من خلال منظمات وأيضًا صحف جادة اعتادت أن تحقق وتتأكد من العلاقات والمصالح بين السلطة والمال.

وفى أجواء عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. واستمرار تألق إيلون ماسك الملياردير الأمريكى المقرب جدًا حاليًا من الرئيس الجديد، تطرح تساؤلات عديدة حول الغد المنتظر. ومنها: إلى متى يمكن أن يستمر هذا التحالف القائم ما بين جبابرة التكنولوجيا والمؤمنين بـ MAGA (جعل أمريكا عظيمة من جديد) هل التفافهم حول ترامب وابتزازهم لتواجده فى البيت الأبيض يكفى لعدم النظر فى الاختلافات والخلافات والاكتفاء فقط بمنطق الكسب مَهما كانت الطريقة؟ وقد يتساءل البعض لماذا؟ والأهم كيف؟ حدث هذا التحول الجوهرى من جانب عمالقة تكنولوجيا المعلومات والسوشيال ميديا للابتعاد عن الليبراليين والديمقراطيين للارتماء فى أحضان ترامب ومن معه من أنصاره المتشددين من غلاة اليمين المتطرف!!.

 

 

 

 

والسؤال الذى سوف يطاردنا مع بداية ولاية ترامب الثانية؛ هل سيتغير ترامب هو نفسه أمْ سيظل كما كان حتى فى حملته الانتخابية الأخيرة يستعمل أساليبه الملتوية المعروفة فى بث الرعب لدى الأمريكيين وترهيبهم بمخاطر المهاجرين والثقافة الليبرالية الناكرة للتقاليد الأمريكية!! (حسب تعبيره)، وهل هذا التوجه الشعبوى سيكون مؤثرًا كما كان من قبل؟..إن الترهيب والترغيب قد لوح بهما ترامب كثيرًا وهو أسلوبه فى اللعب بمشاعر الشعب وابتزاز الآخرين وتحقيق المكاسب المادية.

ترامب بطبيعته المزاجية وتقلباته المتهورة غالبًا لن يتغير؛ خصوصًا أنها كانت وراء عودته من جديد إلى البيت الأبيض. ومن هنا يأتى السؤال:

هل سيتوقف عن خوض معاركه القديمة من جديد؟ وعن الحديث الدائم عن المؤامرات التى تحاك ضده؟ كيف سوف يواجه التحديات والقرارات الصعبة الجديدة التى ستتوالى خلال الأيام المقبلة؟ ومن سيكون معه فى التصدى لملفات الداخل والخارج؟. 

حرائق لوس أنجلوس   كارثة كبرى

حرائق لوس أنجلوس هى حديث أمريكا والعالم فى الأيام الأخيرة. حديث لم يتوقف ولن يتوقف طالما لم تخمد الحرائق وتتوالى التقديرات لما لحق من دمار بالمناطق المنكوبة وما تم حسابه من أرقام أولية لقيمة الخسائر وأيضًا فاتورة إعادة ما دمرته الحرائق وأعاصيرها النارية. كارثة أمريكية إنسانية بكل معنى الكلمة. وأرقام الخسائر وقت كتابة هذا المقال تجاوزت الـ250 مليار دولار. 

وبالطبع تباينت المواقف والآراء حول ما حدث فى كاليفورنيا. ومثلما هو الأمر فى السنوات الأخيرة طوفان من التفسيرات والتعليقات والفتاوى ونظريات المؤامرة والأخبار المفبركة والشتائم واللعنات المتبادلة عبر السوشيال ميديا. المصدر الرئيسى وغالبًا الوحيد فى تحديد أو تضليل توجهات الرأى العام فى زماننا هذا. حدث هذا أمريكيًا وعالميًا. إنها بصراحة لعنة العصر لا تحتاج إلى دليل لتأكيد أو بيان خطورتها فى الوقت الحالى. وفى المستقبل القريب.. والبعيد!.. مع متابعة أخبار الكارثة لم يكن بالأمر الغريب أن يتم طرح قضية التغيير المناخى الذى لحق بكرتنا الأرضية. بالمناسبة؛ إن هذا التغيير ليس أزمة مناخية بل كارثة مناخية. الكوارث المناخية التى شاهدناها وعشناها على امتداد العالم خلال السنوات الأخيرة تؤكد أن الحالة                                                              المناخية كارثية بالنسبة للبشرية. وهذا أمر لا شك فيه وإن كان التطرف اليمينى المتشدّد (العنصرى والدينى على السواء) حرص على مدى سنوات طويلة تشكك فى أمر تلوث البيئة وكارثة المناخ وترى فى أى حديث حول هذا الأمر أكذوبة أو وهمًا أو ابتزازًا ليبراليًا تقدميًا لقضية لا أساس لها من الصحة من وجهة نظر اليمين المتشدّد.

كما تم طرح قضية مدى استعداد كاليفورنيا (وهى الخامس فى الاقتصاد العالمى بعد أمريكا والصين وألمانيا واليابان) للتصدى لمثل هذه الكوارث الطبيعية.