الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سياسة صحية فى قلب العالم

تواصل مصر تعزيز علاقاتها الصحية مع الدول والمنظمات الدولية؛ من أجل ضمان تقديم أفضل رعاية للمواطنين، وتطوير الخدمات بما يتماشى مع المعايير العالمية.



وتبلور ذلك مؤخرًا فى إجراءات تقوم بها منظومة التأمين الصحى الشامل، مع بدء العام السادس لانطلاقها. حيث وقّعت الهيئة المعنية بتقديم الخدمات الصحية، 12 اتفاقية تعاون دولية فى هذا المجال؛ للارتقاء بمستوى الخدمات والكوادر البشرية، والتقنيات العالمية الحديثة التى ترتكز عليها فى توفير الخدمة للمصريين والأجانب، بشكل يؤكد اندماجها فى العالم، ومواكبة التطور الذى يحدث به فى المنظومة الصحية والمجالات المرتبطة بها.

 

 

 

وتأتى أهمية هذه الاتفاقيات؛ لدعم الثقة العالمية فى الخدمة الطبية المصرية، وتعزيز الجودة والابتكار، والاستفادة من التقنيات الحديثة والتجارب المبتكرة فى علاج الأمراض المزمنة، وتبادل الخبرات فى مجال الرعاية الأولية، والسياسات الغذائية من خلال برامج الوقاية من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، إضافة إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات المعنية؛ من أجل تحقيق التميز والاستدامة، والريادة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

إضافة للتعاون مع القطاع الخاص، وتشجيعه على الاستثمار فى المجال الطبى، مما يعزز القدرة على بناء مستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات الطبية، وتوفير تدريب مستمر للكوادر الطبية والتمريض، إضافة إلى توسيع التعاون مع الدول التى تتمتع بأنظمة صحية متقدمة، بحيث تساهم بشكل رئيسى فى دقة التشخيص والعلاج. 

 

 

 

 رؤية مستقبلية

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، أهمية التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية؛ باعتبارها خطوة أساسية لتحقيق التطور الشامل فى القطاع الصحى المصرى، من خلال رفع الوعى بمنظومة التأمين الصحى الشامل، وتبادل الخبرات التدريبية فى أحدث التقنيات الطبية.

وقال الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية: إن الشراكات الاستراتيجية تمثل حجر الزاوية فى تعزيز الابتكار، وتفتح آفاقًا جديدة لتقديم خدمات صحية عالية الجودة، وتحقيق التحول النوعى للمنظومة الصحية فى مصر، كما تعزز من مكانة مصر، كرائدة فى مجال الرعاية الصحية، على الصعيدين الإقليمى والدولى، من خلال تعزيز التكنولوجيا الرقمية، التى توفر رعاية صحية مستدامة، وبجودة عالمية.

وتضمنت سلسلة من الشراكات الاستراتيجية العالمية والمحلية، التى تسعى إليها هيئة التأمين الصحى، 3 مَحاور رئيسية؛ أولها تطوير أساليب التشخيص والعلاج المبكر، وثانيها رفع كفاءة الكوادر الطبية، وثالثها تدشين حملات توعية، مما يساهم فى تحسين نتائج المرضى.

وحضرت «صباح الخير» توقيع عدد من البروتوكولات مؤخرًا، شملت مجال الابتكار الطبى، وبخاصة فى علاج أمراض القلب والجهاز الهضمى، ومذكرات تفاهم لاستخدام الروبوتات الجراحية، وكذلك توطين الحلول الصحية لتحسين التشخيص والعلاج، وتدريب الكوادر الطبية وتبادل الخبرات فى مجال التقنيات الحديثة، وتعزيز السياسات الغذائية.

 حوكمة البيانات

هدفت إحدى الشراكات الموقّعة بين هيئة الرعاية الصحية، وشركة قطاع خاص،  إلى تطبيق تكنولوجيا الباثولوجيا الرقمية، وتعزيز حوكمة البيانات، مما يساعد فى ضمان اتخاذ قرارات طبية دقيقة، كما يتم تعزيز التعاون لرفع كفاءة التشخيص والعلاج، وبخاصة فى مجالات العدوَى البكتيرية والمكروبيولوجية، والتقليل من مخاطر مقاومة المضادات الحيوية، مما يسهم فى تقليل التكلفة والعلاج طويل الأمد.

 

 

 

واستهدفت أخرى رفع الوعى بأهمية العلاج المبكر لأمراض الاعتلالات العصبية، مثل السكتات الدماغية ومرض الزهايمر، وتحسين نتائج العلاج للأمراض العصبية الحادة والمزمنة، وتقليل مستويات الإعاقة، وتقليص العبء المادى على المستشفيات، إلى جانب توفير حلول تغذوية مبتكرة، وتعزيز مستويات الرعاية الصحية، من خلال تجهيز مراكز تميز فى التغذية العلاجية، وتوفير برامج تدريبية متخصّصة لمقدمى الرعاية، وبالتالى تحسين جودة الحياة للمرضى الذين يحتاجون إلى تغذية علاجية

وركزت البروتوكولات العلاجية الموحدة والشاملة، على استخدام الذكاء الاصطناعى؛ لتحليل البيانات الطبية بشكل دقيق، وتطوير لوحات معلوماتية لدعم اتخاذ قرارات طبية دقيقة، بخصوص أمراض مثل قصور الغدة الدرقية، والتصلب المتعدد، والأورام، وتستمر على مدار 3 سنوات، كما تطور من وضع خطط علاجية على أسُس علمية، وتعزز من البحث العلمى وتبادل الخبرات؛ لبناء الثقة العالمية فى الرعاية الصحية المصرية، وتحقيق الاستدامة، مع التركيز على دور الابتكار والشراكات الاستراتيجية.

وعكست هذه الشراكات، استثمارًا كبيرًا فى تطوير البنية التحتية الصحية والتقنية فى مصر، فى إطار استراتيجية التأمين الصحى الشامل، و«رؤية مصر 2030،» كما يعزّز التعاون بين القطاعين العام والخاص، واستخدام الذكاء الاصطناعى، إلى جانب الاستثمار فى الكوادر البشرية، من قدرة مصر على التميز  فى تقديم الرعاية الصحية، وتوفير خدمات عالمية مستدامة.

 

 

 

 خلال 5 سنوات

ساهمت الشراكات والبروتوكولات مع الجهات الدولية والخاصة والأهلية، خلال 5 سنوات من تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، فى محافظات المرحلة الأولى، فى إحداث طفرة فى الخدمات الصحية، وكانت نتيجتها، بدء تطبيق المنظومة عام 2019 من بورسعيد، ثم ضمت 5 أخرى هى: «الإسماعيلية، السويس، جنوب سيناء، الأقصر، وأسوان»، وتسجيل 5 ملايين مواطن فى المحافظات السّت، وقدمت 57 مليون خدمة طبية، منها 19 مليونًا فى بورسعيد، و 20.5 مليون بالأقصر، و12.5 مليون فى الإسماعيلية، مع إجراء 650 ألف عملية جراحية، منها %35 ذات مهارة متقدمة، وتقديم 33 مليون خدمة طب أسرة؛ حيث تقدم %80 من احتياجات المواطنين.

وتم إجراء 3 ملايين فحص طبى شامل، يشمل الفحوصات الروتينية والتشخيصية للكشف المبكر عن الأمراض، إضافة لميكنة %100 من وحدات الرعاية الأولية و%80 من المستشفيات.

 

 

 

وساهمت فى إصدار 54 مليون وصفة طبية مميكنة، وتكويد 4 ملايين دواء ومستلزم طبى بالتعاون مع هيئتىّ الدواء والشراء الموحد، مع إطلاق منظومات رقمية متكاملة منها الغسيل الكلوى، والمعامل، وأرشفة صور الأشعة، وتنفيذ أكثر من 30 ألف برنامج تدريبى لتطوير مهارات العاملين فى المنشآت الطبية، بنسبة رضاء 91% للمنتفعين عن جودة الخدمات الطبية، وتدشين 22 غرفة لإدارة الأزمات والطوارئ.