الإثنين 10 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ببركة الجامع والشيخ.. محمد سعد يتخلص من ذنوب «الدشاش» وعفريت «اللمبى»

عمليا وبحسابات شباك التذاكر، نجح محمد سعد فى فيلم «الدشاش» فى إخراج عفريت اللمبي نهائيا «من دماغه» ومشروعه السينمائي بعد 10 سنوات كاملة، حاول خلالها التخلص منه فى المسرح والتليفزيون، حتى فيلم «الكنز» بجزأيه مع المخرج شريف عرفة، وهو أول من حضر عفريت اللمبى فى فيلم «الناظر»، ولكنه لم يفلح فى صرفه بحسابات الإيرادات.



 

محمد سعد بعد آخر محاولة «لمباوية» سينمائية فى فيلم «حياتي مبهدلة» 2015 التى قدم فيها آخر مشتقات اللمبى، استسلم لمحاولات استغلال «لمباويته» فى برنامج «وش السعد»، ثم فيلم «تحت الترابيزة» ومسرحية «صبح صبح» على أطلال شخصية «تتح» وفيلم «محمد حسين» ومسرحية «فوق كوبرى ستانلى» ثم فيلم «اللمبى فى الجاهلية» ومسرحية «على بابا» على جثة شخصية «بوحة»، حتى مسلسل «إكس لانس» واستنساخ شخصية الحناوى التى قدمها فى فيلم «كركر».. كل هذه الأعمال استنفدت رصيده بعد فشلها جماهيريًا.

التخلص من متحورات اللمبي 

فى فيلم «الدشاش» استعان محمد سعد وبمساعدة المنتج محمد رشيدى بالمخرج سامح عبد العزيز والمؤلف جوزيف فوزى، ونجح الرباعى فى الاستقرار على خلطة شعبية جديدة ترتكز فى الأساس على تيمة الانتقام وتخلو من متحورات اللمبي، اعتمدت فى الحقيقة على شخصية إمام المسجد الشيخ فاروق «رشوان توفيق» الذى نجح فى تخليص محمد سعد من عفريت اللمبى وذنوب الدشاش معًا.

تدور أحداث الفيلم حول الدشاش صاحب ملهى ليلى وصاحب نفوذ كبير على رجاله والراقصة التى تعمل معه «نسرين أمين» التى تتطلع إلى أن تكون شريكة حياته فى البيت والملهى، رغم زواجه من «نسرين طافش» التى من ناحية أخرى لا تطيقه بحجة حرمانها من الإنجاب وتعيش معه شقيقته «مريم الجندى» ويمارس عليها الدشاش نفوذه وتسلطه، ثم رفضه للعريس الذى تقدم لها «أحمد الرافعي»، بينما يواجه الدشاش تطلعات صديقة طفولته «زينة» ورغبتها فى الزواج من واقع ذكريات الطفولة، وفى الوقت نفسه يراقب تحركات منافسه فى تجارة الممنوعات «باسم سمرة». 

 

 

 

وسط هذه الأجواء يوهمه طبيبه «خالد الصاوى» بأنه مصاب بورم خبيث فى المخ وأنه سيموت بعد 4 أشهر، فيلجأ الدشاش إلى المسجد طالبا التوبة والتطهر من ذنوبه، فينصحه إمام المسجد «رشوان توفيق» بالتوبة، وبالفعل يقرر التنازل عن الملهى للراقصة شريطة أن تحوله إلى دار للخير، ويطلق زوجته ويتنازل عن الفيلا التى تسكنها معه ومبلغ مالى لتأمين مستقبلها، ويمنح شقيقته ميراثها الذى تحت سيطرته ويعطى رجاله أموالًا لشق طريقهم، وبينما يقوم بأعمال الخير بالمسجد يسقط ويحاول البسطاء حوله إنقاذه، وفى المستشفى يفاجئه الطبيب ليس فقط بشفائه، بل بأنه سليم وخالٍ من الأورام. 

ثم يكتشف أنه وقع لمؤامرة كبيرة أطرافها طبيبه وشقيقته ورجاله وزوجته التى تتزوج من منافسه، فيقرر الانتقام منهم جميعًا مستردًا ثروته وأمواله على مزاج الجمهور! من كل هذه التفاصيل التى صاغها بمهارة السيناريست والكاتب «جوزيف فوزي»، نجح فى كسب تعاطف الجمهور وبإيقاع سريع صاغه على الشاشة بتمكن المخرج سامح عبد العزيز، رغم نمطية الخلطة التى ترى فيها ملامح من سينما الخمسينيات وفيلم «أمير الانتقام» لأنور وجدي وشخصية حسن الهلالي وفيلم «الأسطى حسن» لفريد شوقي، خصوصا فى شخصية الشيخ فاروق التى جسدها باقتدار الفنان العملاق رشوان توفيق.

توبة الدشاش

اعتمد المؤلف والمخرج على عقيدة «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وأن الله يغفر الذنوب جميعا لإخراج محمد سعد من فخ شخصية الدشاش الذى بنى ثروته من الأعمال غير المشروعة منذ الطفولة بسرقة السيارات حتى الاتجار فى الممنوعات وتسهيل الدعارة فى الملهى الليلى، وبدا من المشاهد الأخيرة بلجوئه إلى الجامع بعد الانتقام من المتآمرين عليه واستعادة ثروته، ولهذا لمعت شخصية الشيخ فاروق وهى اللاعب الأساسي فى الأحداث.

 

 

 

كما مرحت قدرات محمد سعد فى شخصية «الدشاش» مع تقديم لمحات كوميدية غير لمباوية اعتمدت على الموقف، وتألقت الموهوبة «مريم الجندى» فى دور «منى» الشقيقة ومعها المتمكن «أحمد الرافعى» أو «معتز» الذى كان طرفًا من أبرز المشاهد الكوميدية فى الفيلم لحظة تقدمه لخطبة شقيقة الدشاش، الذى كشف كذبه وطمعه فى ثروتها، بينما احتفظ خالد الصاوى «الدكتور عونى» بالأداء النمطى الثابت فى دور الطبيب، وسبق أن جسده كثيرًا من قبل ومعه «باسم سمرة» أو «فهد» الذى لم يختلف دوره عن شخصيته فى مسلسل «العتاولة»، رغم موهبة وبراعة «خالد وباسم». 

فى حين لمعت نسرين أمين فى دور الراقصة «ولعة» ومعها نسرين طافش «لبنى» الزوجة، وتفوقت «زينة» أو «صفاء» بدور مهم وإيجابى وسط الأحداث، رغم تعرضها للظلم لصغر مساحة دورها مع أهميته، فبينما تغرق معظم شخصيات الفيلم فى التطلع للمال ولو بطرق غير مشروعة، تعزف زينة مقطوعة الحب الخالى من الأطماع، لكن رسالة الفيلم وصلت للجمهور فى إطار السيناريو المرسوم لخدمة البطل للخروج من مصيدة اللمبى.

فيلم «الدشاش» بالنهاية التى وضعها الثلاثي سعد وسامح وجوزيف القابلة للمد وبعد النجاح الكبير بإيرادات وصلت حتى الان إلى 35 مليون جنيه وهو رقم قابل للوصول إلى 50 مليون يغري لتقديم جزء ثانٍ.. والسؤال المطروح الان هل يكرر محمد سعد ثوب الدشاش أم يخلعه ويقدم نموذجًا جديدًا ويعلن بالتالى تعلمه من درس اللمبى؟.. الاجابة تكشفها الأيام القادمة.