الجمعة 14 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جود سعيد: هذه حكاية سلمى

من خلال شغفه الأكبر وهو عالم السينما كانت قضيته الأعوام الماضية هى تسليط الضوء على أحوال وأوضاع وطنه وقضاياه، والمشاكل التى يمر بها، وذلك برؤيته وأسلوبه السينمائى المتميز.



جود سعيد المخرج السورى الشاب صاحب أعمال درب السما، نجمة الصبح، رحلة يوسف وسلمى بصحبة عدد كبير من النجوم خاضوا معا رحلات عبر قضايا المجتمع السورى وما ألم به فى السنوات العشر الماضية.

جود سعيد صاحب رؤية وتكنيك مختلفين، يميل إلى تخفيف وطأة ما يقدمه بطرح كوميدى.

فرغم قسوة ما يحمله العمل، يميل دائما لتخفيف وطأتها بكوميديا سوداء تسخر من الواقع، جود سعيد ما زال لديه تساؤلات يطرحها وبحاجة إلى إجابات.. وفى حواره اعترف بأنه بالرغم من جنون عالم السياسة إلا أن الفن أكثر جنونًا، وإلى نص الحوار، ونبدأ بفيلمه الأخير سلمى الذى عرض فى مهرجان القاهرة السينمائى.

 من هى سلمى؟

- سلمى هى سيدة عانت ما عانته فى حياتها ومشاكل واجهتها حولتها إلى بطل نسرد حكايتها وعلاقتها بمحيطها ومن ثم صراعها مع السلطة ضمن قالب كوميدى ساخر رغم أن الحياة لم تكن منصفة لها ولكنها واجهتها بقوة وشجاعة.

 هل استخدام الكوميديا السوداء فى العمل كان هدفه تخفيف وطأة قسوة حدوتة سلمى وما قد تحمله من قسوة؟ 

- أعتقد أن هذا يرجع فى الأساس لطبيعة الشخصية، فمن هى سلمى ما هى طبيعة سلمى؟! هى امرأة تحمل بداخلها حس سخرية موجودا فى الأساس وهذا جزء لا يتجزأ من الكثير من البيوت والأسر التى تحمل حالة معرفية عالية وهم إما يكونون ثقال الظل وإما مهضومين ويتمتعون بخفة ظل شديدة.

ونحن اخترنا أن تكون عائلة سلمى تتمتع بخفة ظل شديدة تميزها، وعلاقتهم ببعض تحمل شيئا من السخرية، وتبدأ من الجد إلى صديق العائلة ثم إلى سلمى. 

 ماذا عن سلاف فواخرجى بطلة الفيلم والعمل معها خاصة أنه كان هناك مشاهد لها حقا صعبة؟

- سلاف فنانة محترفة وكان هناك عدد كبير من المشاهد الصعبة وهناك مشاهد اضطررنا إلى استخدام الدوبلاج فيها بعد فترة ومن احترافيتها قامت بأدائها مرة أخرى بنفس المشاعر.

فهناك ممثلون لا يمتلكون هذا التكنيك وأتحدى أى أحد يعمل بالصوت يكتشف هذه المشكلة فبعد انفعال سلاف فى هذا المشهد استعنّا بالدابينج وقامت بإعادة هذه المشاهد مرة أخرى بعد أكثر من سنة وهذه شهادة فى حق سلاف فواخرجى أنها فنانة تستطيع أن تسترجع وتستعيد مشاعر ولحظات عاشتها الشخصية بعد أكثر من سنة بنفس الصوت والتون وترجع إلى سلمى مرة أخرى.

 

 

 

 الوضع السياسى فى العالم الآن جنونى ومرتبك، كمخرج ومبدع كيف ترى دور الفن الآن، هل هو ضرورة لنقل الواقع أم أصبح رفاهية فى الوضع الراهن؟

- أنا أفكر فى أسئلة أبعد من الحروب وأبعد من الوضع الحالى أنا أفكر فى أسئلة لها علاقه بالإنسان والهوية تسكننى وأحاول دائما أن أحكى حكايات تدور حول هذه الأسئلة أما بالنسبة إلى السياسيين فمجانين لكن نحن الفنانين أكثر جنونا ونضطر أن نتعاطى ونعمل على هذه المواضع ونشتغل عليها.

طبعا اليوم التطرف الفكرى على كل الأصعدة يسيطر فى الدنيا فالفن دوره أن يرجع ليُذكر الإنسانية بإنسانيتها هذا هو أحد أدوار الفن وللأسف صوته يخفت أحيانا ويعلو صوت ما هو ترفيهى.

 سلمى هو المشاركة السادسة لك فى مهرجان القاهرة، ما الذى مثله لك هذا التواجد؟

- وجود أى فيلم بمهرجان القاهرة يعطيه دفعة للأمام، ومصر دائما رائدة فى قيادة المشاريع الثقافية والسينمائية فى العالم العربى وأنا أعتبره بيتى وأسعدتنى جدا ردود الفعل يوم عرض الفيلم من امتلاء صالة العرض وتفاعل الجمهور. 

 ما طموحك لفيلمك «سلمى» بعد عرضه فى القاهرة السينمائى؟

- القاهرة السينمائى هو واحد من أهم المهرجانات والفعاليات الفنية فى الوطن العربى وبعدها الفيلم سيشارك فى مهرجانات أخرى الفترة القادمة وأتمنى عند عرضه فى سوريا أن أرى صالات العرض ممتلئة ويصل الفيلم لكل الناس.