
جميل كراس
من بين السطور
وجع الدماغ والذى منه؟!
يعتبر الصداع المرتبط بتمدد الأوعية الدموية فى المخ، هو النوع الأصعب لكونه يشن هجومًا واسع النطاق عند منطقة الرأس ومنها الصداع النصفى وهو ما يعنى نوعًا من الصداع الشديد يتخلله ألم مبرح، وقد يكون مفاجئًا مع الشعور بحالة من الغثيان، فضلا عن حساسية شديدة للصوت والضوء معًا.
وفى النهاية ربما تأتى مرحلة ما بعد الصداع وما يتبعه من دوار الذى يتركك فى حالة من الشعور بالإجهاد أو الإعياء ومن الممكن أن يستمر طوال اليوم أو أكثر قليلا.
وهنا يدور التساؤل: ما أسباب الصداع النصفى أو الشعور به؟ وتكون الإجابة ربما يحدث هذا النوع من الصداع نتيجة تغيرات فى جذع الدماغ وحالات من عدم التوازن فى المواد الكيميائية فى المخ مثل عنصر «السيروتونين» الذى يُساهم فى تنظيم الشعور بالألم وتخفيف آلام الصداع النصفى أو التخص منه.
مع العلم بأن هناك عوامل أخرى تقوم بالتحفيز على الصداع وعلى سبيل المثال الروائح النفاذة المثيرة والتوتر والذى منه وقلة النوم أو عدمه والأصوات المرتفعة المزعجة أو الأضواء البراقة أو كذلك التغييرات المناوئة للطقس والانخفاض المفاجئ لمستوى السكر فى الدم وتداعياته من دوار وصداع مع إغفال تناول الطعام لمدة طويلة.
وقد يحدث الصداع النصفى عندما تنشط الخلايا العصبية فى المخ وتكون عادة استجابة لعامل محفز كالتوتر أو غيره وهذه الخلايا العصبية تتضمن مواد كيمائية تؤدى إلى تمدد الأوعية الدموية فى المخ وقد تلتهب مما ينتج عنه الألم أو الشعور بالصداع.
ولتخفيف آلام الصداع النصفى أو علاجه علينا بالقضاء على العوامل المحفزة التى تؤدى إليه وقبل البحث عن التخلص منه عن طريق الأدوية أو حتى تعاطى المسكنات.
كما أن هناك أنواعًا أخرى من الصداع غير النصفى كالصداع الذى يداهمنا بالضغط على جانبى الرأس ومن الممكن أن يستمر لفترة زمنية ليست بالقصيرة وقد تتراوح بين 30 دقيقة أو تمتد طوال اليوم أو أكثر ويمكن أن يحدث صداع نتيجة التوترات العصبية وخلافها.
لذا يجب التخلص نهائيًا من أى توترات وكذلك تماشى الإصابة بالاكتئاب وهناك أيضًا الصداع العنقودى ويحدث هذا النوع من الصداع أكثر من مرة فى اليوم الواحد أو خلال الليل وعادة ما يتركز على جانب واحد من الرأس وغالبًا ما يكون الألم خلف نطاق العينين وكذلك الأذنين.
وكذلك هناك الصداع الذى ينتج عن الجيوب الأنفية ويمكن التعامل معه عن طريق المضادات الحيوية ولأن مشاكل الجيوب الأنفية الناتجة عن البكتريا متعددة الأشكال.
وهناك حالات مرضية قد تكون الأخطر، فقد يُشير الصداع إلى وجود مرض أكثر خطورة كالأورام أو الالتهاب السحائى التى تتسبب فى تمدد الأوعية الدموية. وتعتبر أى من هذه الأعراض بمثابة تحذير فورى يدفعك إلى التوجه إلى الطبيب المختص حتى لا تتفاقم حالتك الصحية إلى الأسوأ أو إلى ما هو أخطر من ذلك.