![انطلاقة يناير ٢٠٢٥.. وأسئلة تشغل العالم!](/Userfiles/Writers/333.jpg)
توماس جورجسيان
انطلاقة يناير ٢٠٢٥.. وأسئلة تشغل العالم!
إنها بداية عام جديد. وإذا كنا نريده بالفعل جديدًا فعلينا أن نتحرر بكل ما يكبل قدرتنا أو يلجم رغبتنا فى الإقبال على الحياة. خاصة أن اليأس بشكل عام فى زماننا هذا يعد رفاهية لا نستطيع تحمل تكاليفها الباهظة. وتعبيرات وروشتات مشابهة تتكرر على مسامعى مع بداية كل عام جديد. الجديد بإذن الله بأيامه وأحلامه وآماله وإحباطاته.. وأيضًا العام المتجدد بأصدقائه وأحبابه ورفاق الطريق وشركاء البهجة والونس بكرة وبعد بكرة كمان.
نعم، قيل وتكرر قوله: اهتم ببداية يومك واعمل بهمة وجدية على تحقيق الانطلاقة الصباحية المليئة بالتفاؤل والأمل فى الساعات الأولى لنهارك الجديد. وبعدها ستجد يومك هياخد باله من نفسه.. ومنك أيضًا. وسوف تنطلقان معًا.
وكما نعرف أن الطيران أو التحليق يتطلب تخفيف الأحمال والأثقال من حياتك. وهنا تأتى النصيحة إياها. تخلص من كراكيب حياتك.. المادية والنفسية. تلك الكراكيب القديمة (وأكيد أنت شايفها وعارفها كويس) التى تعرقل تحركك بسلاسة ورشاقة.. نعم صخب الكراكيب وزحمتها التى تبعدك عن رؤية ما هو جميل فى حياتك وما قد يحمله من أمل فى تشكيل أيام أجمل وأحلى مما تعيشه الآن. وإذا كانت كراكيبك كثيرة فاكتب قائمة بمكوناتها لترى بعينيك ماذا تراكم فى حياتك وكركبتها على مدى السنين. التخلص من الكراكيب يحتاج قرارًا وإرادة ورغبة فى التحرك والأهم إصرارًا على الاستمرار فى التخلص منها. ذهنية أو نفسية تحرر لا تنتظر نصيحة من حولها بقدر ما تسعى الاستماع إلى الذات. صوت الداخل الذى له أصداؤه فى الخارج.
انطلق يا عزيزى ودع الحياة تنطلق معك.
فى مديح القهوة.. ومزاج تناولها
لا يمكن بدء صباح جديد إلا مع القهوة.. خير شريك لى ولنا فى معترك الحياة اليومية.
ولعل من أبرز أخبار القهوة فى العام المنصرم أن أسعار البن زادت بنسبة قد تصل إلى أكثر من 60 فى المائة. البرازيل الدولة المصدرة الكبرى للبن وحسب تقرير لبلومبرج للأنباء نبهت المستوردين بذلك وذكرت أن التقلبات المناخية لعبت الدور الأكبر فى هذه الزيادة.
أسعار البن تتزايد وبالتالى شرب القهوة بأنواعها العديدة صار عملية مكلفة. ومع ذلك ورغم ذلك فإن محلات تقديم القهوة تشهد إقبالًا كبيرًا من كافة الأعمار. وبالطبع للقهوة مكانتها الغالية فى تعديل المزاج وتضبيط الدماغ. وأيضًا فى تحفيز النفس وانطلاقها مع كل صباح جديد. يطاردنى القول الأمريكى الشهير منذ سنوات طويلة: استيقظ وشم رائحة القهوة!
وطالما نتحدث عن هوس القهوة أو إدمان القهوة تشير الأرقام إلى أن الأمريكان يشربون يوميًا نحو 400 مليون كوب قهوة. ويقدر حجم بيزنس القهوة وتقديمها فى كافة الأشكال بنحو 80 مليار دولار. وأن 51 فى المائة من الأمريكيين يشترون كوب القهوة من المقهى على الأقل مرة واحدة فى الأسبوع. وأن 31 فى المائة من الأمريكيين يصرفون ما بين 11 إلى 20 دولارًا فى الشهر لعمل القهوة فى البيت. وتحتل اسبرسو وأمريكانو رأس قائمة القهوة المفضلة لدى الأمريكان. كما أن القهوة المثلجة صارت الأكثر شعبية فى محلات القهوة خاصة لدى الأجيال الجديدة.
![ريشة: أحمد جعيصة](https://sabah.rosaelyoussef.com/UserFiles/NewsInnerImages/2025/01/15/61423/1_20250115104521.jpg)
بعيدًا عن اللهاث وراء الترند
اعتدنا مع الأسف فى السنوات الأخيرة اللهاث وراء الأخبار وإدمان الترندات التى تديرها ببراعة فائقة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى عبر شاشات الهواتف الذكية. هذا الإدمان يجعل منا حسب تصورنا نشطاء قضايا وأصحاب مواقف وخبراء فى التفسير والتحليل السياسي. والمصيبة هى ما تأتى به الأيام من كلام كبير وفتاوى فى كل حاجة.
لذا أرى من الضرورى من حين لآخر الخروج من هذه الدوامة والبحث عن الأسئلة التى تطرح على الساحة السياسية الأمريكية ومشاطرتها مع القراء والقارئات. خاصة إذا كانت هذه الأسئلة تحاول أن تضع وصفًا أدق وأفضل للمشهد العام وتبحث عن تفسير أكثر واقعية لما حدث وأيضًا تسعى من أجل وضع تصور لما قد يحدث فى المستقبل القريب والبعيد.
هذه الأسئلة المطروحة والقضايا المثارة ربما تدفعنا لكى نغوص فى أعماق القضية مهما كانت تعقيداتها. خاصة إذا كان الهدف هو الإلمام بما يحدث وأيضًا تفادى خداع النفس مهما كانت قسوة التعامل مع الواقع المنتظر.
أولًا: عديد من الأسئلة طرحت حول مستقبل علاقة أمريكا مع الصين.. وعن طبيعة المواجهات التجارية والعسكرية التى قد تحدث بينهما. وماذا ستحاول كل من واشنطن وبكين تفادى الانجراف إليه؟ وإلى أين سيذهب التنافس التجارى بينهما؟ وماذا عن مناطق نفوذ كل منهما على امتداد العالم؟
ثانيًا: بما أن الرئيس الروسى بوتين اختار أوكرانيا.. وتخلى عن سوريا، فهل يمكن القول أن حلفاء روسيا الآخرين ربما يستنتجون بأنهم لا يستطيعون الاعتماد على موسكو من الآن فصاعدًا؟
ثالثًا: إيران ونفوذها فى المنطقة. كيف خسرت إيران سوريا ؟ وهل استقرار سوريا ما بعد الأسد فى حاجة إلى إيران ودور ما لها فى تحقيق هذا الاستقرار الأمنى فى سوريا وجوارها؟
رابعًا: طرح أكثر من تصور لما تم تسميته بـ «نظام إسرائيلى فى الشرق الأوسط». ولكن تبقى التفاصيل حول هل سنجد هذا التصور واقعًا فى المنطقة؟ ثم كيف؟ ومتى؟ وهل ستقبل دول المنطقة هذا الواقع الذى بدأ يتشكل خلال 2024؟ وهل هذا النظام الجديد فرصة لإلحاق الهزيمة للرؤية الإيرانية الخاصة بالمنطقة؟ وبالتالى فرصة لتحسين الرؤية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط؟
وأسئلة أخرى تطرح وتحديدًا حول المنتظر والمرتقب فى عهد ترامب بدءًا من 2025 وكيف سوف يتعامل ترامب وإدارته مع الحلفاء والمنظمات الدولية؟ وهل سنشهد بعض المرونة من كلا الطرفين من أجل تسيير الأمور الدولية وتحقيق مصالحهما المشتركة؟
أسئلة كثيرة فى انتظارنا .. مع بداية عام جديد.