2025 عام الصفقات الكبرى؟!
تقرير وترجمة: خلود عدنان
الحرب العالمية الثالثة بدا مصطلحًا الفترة الأخيرة يتحدث عنه البعض و«البعض» فى هذا السياق تعنى بشكل أساسى الشخصيات السياسية التى تتعمد استخدام تلك اللغة المليئة بالتخوفات وسط تحولات محتملة فى السياسة الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا، والحرب بين إسرائيل وحماس وحزب الله.
فى الأيام الأخيرة، كانت هناك بعض التغييرات الحقيقية فى سياسة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن تجاه أوكرانيا، والتى أدت إلى تضخيم تلك المناقشات الدائمة حول حرب عالمية جديدة.
خلال حملته الانتخابية، ومنذ فوزه فى الانتخابات كما يقول بعض الخبراء إن ترامب وحلفاءه تعجلوا الحديث عن شبح الحرب العالمية الثالثة فمثلا هو من قال فى رسالة لمؤيديه لجمع التبرعات: «يحزننى حقا أن أرى جو كروكيد -أضعف رئيس وأقل كفاءة فى التاريخ- يدمر بلدنا بينما يدفع أمريكا إلى شفا الحرب العالمية الثالثة».
فمثلا استخدم بايدن تلك النغمة بداية من العام الماضى، قائلا: «نحاول تجنب الحرب العالمية الثالثة»، فى إشارة إلى تداعيات الحرب فى أوكرانيا.
ويمكن أن يُعزى قدر كبير من الخطاب المتزايد بشأن الحرب العالمية الثالثة فى الأيام الأخيرة إلى تحركات محددة اتخذتها إدارة بايدن، بعد توسل المسئولين الأوكرانيين إلى البيت الأبيض منذ أشهر للسماح لهم باستخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التى تزودها الولايات المتحدة، والمعروفة باسم أتاكمس لشن ضربات داخل روسيا.
وسارعت بريطانيا إلى اتباع نفس النهج بمنحها تصاريح لإطلاق صواريخ ستورم شادو المجنحة على روسيا. وخشى خبراء من أن تصريح بايدن للسماح لأوكرانيا باستخدام هذه الأسلحة يعنى انخراط الولايات المتحدة الأمريكى بشكل مباشر فى الحرب، أو ربما الأسوأ من ذلك، وهو أن يؤدى ذلك إلى توجيه روسيا ضربة مدمرة ضد أوكرانيا بسلاح نووى.
وفى أحد أحاديثه، لم يشر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى قرارات بايدن لكنه ندد بالتدخل الغربى فى أوكرانيا وحذر من احتمال نشوب «حرب عالمية ثالثة»، وقال فلاديمير دزاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشئون الدولية فى مجلس الشيوخ الروسى، إن قرار واشنطن قد يؤدى إلى حرب عالمية.
وعلق الدكتور فرانك مسمار، الخبير فى السياسة الأمريكية والشرق الأوسط، ورئيس مستشارى جامعة ميريلاند، قائلا: «لا أستطيع أن أوافق تمامًا على أننا سنشهد حربًا نووية أو أن الحرب العالمية الثالثة قريبة وهذه الصواريخ الباليستية قصيرة المدى يمكنها فقط ضرب أهداف على بعد 190 ميلاً برأس حربى يبلغ وزنه نحو 375 رطلا من المتفجرات، ولكنها لا تستطيع السفر لمسافة صاروخ كروز أو صاروخ باليستى عابر للقارات».
وأوضح «مسمار» أن التفويض الأمريكى خطوة تكتيكية لدفع القوات الروسية إلى الوراء وإجبارها على التخلى عن المزيد من الأراضى حتى قرار بوتين بتحديث العقيدة النووية الروسية هو استخدام تكتيكى يهدف إلى إظهار قوة الكرملين فى الرد على الضربات الأوكرانية على الأراضى الروسية بصواريخ أمريكية بعيدة المدى.
وأضاف: منذ اليوم الأول لهذه الحرب، قلت إن هذا الصراع سيٍُحل على طاولة مستديرة باتفاق ينفذه الطرف صاحب اليد العليا على الأرض، علاوة على ذلك، كنت أتوقع أن تنتهى هذه الحرب حتى قبل معرفة نتائج الانتخابات فى الولايات المتحدة وما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون قد فازوا فى الانتخابات لأن الأوكرانيين كانوا منهكين وخسروا ما يقرب من 75% من قوات النخبة لديهم، وكانت لديهم مشكلة فى تجنيد المزيد من الجنود.
وأشار أيضاً إلى أن الدعم المالى استنفد ميزانيات الولايات المتحدة وأوروبا، مما يجعل الدعم المستقبلى تحديًا، لذا فإن أى خطة سلام ستستند إلى خط ترسيم الحدود بين روسيا وأوكرانيا الذى يصبح أشبه بالمنطقة منزوعة السلاح، وكل طرف (الولايات المتحدة وروسيا) يلعب الآن لتحديد حجم هذه المنطقة العازلة بناءً على نجاحه على الأرض كما سيضمن الاتفاق احتفاظ أوكرانيا بسيادتها المستقلة، وستحصل روسيا على ضمان الحياد من أوكرانيا، التى لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسى أو بعض هذه المؤسسات الحليفة.
وأكد «مسمار» أن التوقعات بشأن الرد الروسى مبالغ بها، ولن تصل الحرب لمرحلة الحرب النووية، مؤكدًا أتوقع أن يكون عام 2025 عام السلام والصفقات والاتفاقات، والرئيس الأمريكى ترامب رجل عملى يسعى إلى الحلول من خلال السياسة الاقتصادية.
الكرملين والنووى
مؤخرا نجح الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى إرباك الرأى العام الغربى، وتشتت الصحف الأجنبية فى تحديد الهدف من تصريحاته، الموجهة والمختلفة وما إذا كانت هى مجرد دعاية أم تهويل أم تضليل؟.
من جانبها سبق وأعلنت موسكو أنها ستعتبر العدوان من أى دولة غير نووية هجومًا مشتركًا على روسيا، مشيرة إلى مراجعة وتجديد عقيدتها النووية، وذلك عقب تفويض بايدن للصواريخ بعيدة المدى، وتحركات بريطانيا وفرنسا للسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة مماثلة من صنعهما.
وحسب صحيفة «يو إس إيه توداى»، أطلقت روسيا هذا الصاروخ لترهيب أوكرانيا وأنصارها، لكن لا يُنظر إلى هذا السلاح باعتباره عنصرا محوريا فى أهداف الحرب الروسية، فقد أطلع المسئولون الأمريكيون أوكرانيا وحلفاءها المقربين على تفاصيله قبل إطلاقه لمساعدة روسيا على تحقيق أهدافها.
وعلى نهج التصريحات الأمريكية، صار القادة العسكريون فى أوكرانيا، إذ تناولت صحيفة «بوليتيكو» تصريحات القائد العسكرى السابق لأوكرانيا فاليرى زالوزنى، التى قال فيها إن «التورط المباشر لحلفاء روسيا الاستبداديين فى حربها على أوكرانيا يعنى أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت».
مضيفاً: كوريا الشمالية وإيران تقفان إلى جانب الروس، والأسلحة الكورية الشمالية والصينية تهاجم أوكرانيا، حسب «بوليتيكو».
حافة الهاوية
لا يبدو أن أيًا من التحركات الروسية الأمريكية له أثر على الحرب على الأرض حتى الآن.
هكذا ترى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، موضحة أن الضربات الروسية التى تم إطلاقها من ترسانتها المصممة لحمل الأسلحة النووية، وإن كان من دون الرؤوس الحربية النووية على متنها، لم تتسبب فى أضرار كبيرة، ولكنها توجت أسبوعاً زاخراً من ردود الأفعال المتبادلة فى الحرب الروسية - الأوكرانية، ما يشير إلى أنها تخدم غرضاً سياسياً وليس عسكرياً.
وفى تحليلها للقرارات التكتيكية الحربية لروسيا، قالت «نيويورك تايمز» إنه حتى مع التفويض الأمريكى تقترب أوكرانيا بسرعة من نقطة الصفر، إذا لم تعالج قضية القوى العاملة، لأزمة نقص العنصر البشري، فسوف تنهار قواها على جبهة الدفاع، وفقاً لتحليل معهد الخدمات المتحدة الملكى التابع للجيش البريطانى.
وحسب «نيويورك تايمز» أظهرت خرائط ساحة المعركة تقدم القوات الروسية إلى نقاط جديدة على مشارف معاقل أوكرانية أخرى، بينما ندد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى بأن روسيا ستشن هجوماً قبل تنصيب الرئيس الأمريكى القادم، بهدف طرد أوكرانيا من جيب الأراضى الروسية.
ويقول المسئولون الأمريكيون والأوكرانيون إن نحو 11 ألفًا جندى من كوريا الشمالية سينضمون إلى القوات الروسية فى منطقة كورسك بجنوب روسيا، وتم توفير معلومات كافية عن السلاح الروسى فى تقرير لوكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، HUR والذى تضمن أن السلاح طار بسرعة تعادل نحو 11 ضعف سرعة الصوت وقبل الاصطدام أطلق ستة رؤوس حربية انقسمت إلى 36 ذخيرة صغيرة. و الصاروخ لديه قدرة واحدة مرتبطة بالصواريخ المسلحة نووياً ما يعنى القدرة على إطلاق رؤوس حربية متعددة أصغر حجما.
ولكن المحللين الأوكرانيين قالوا إن أوكرانيا ليست لديها أنظمة دفاع جوى قادرة على اعتراض مثل هذه الصواريخ، لذا طلبوا أنظمة إضافية من الشركاء الغربيين لمواجهة الضربات المستقبلية.
وقالت الـ «بى بى سى» إن أمريكا وبريطانيا تجاوزتا الخطوط الحمراء التى حذر بوتين من عبورها، واصفة فلاديمير بوتين بأنه سيارة بلا ترس خلفى ولا فرامل، تنطلق بسرعة على الطريق السريع، ولا تتوقع أن تتباطأ فجأة فى مواجهة ضربات صاروخية أطول مدى على روسيا.
وقد تحدث تطورات أخرى داخل كل دولة فقبل خطاب زعيم الكرملين، كانت هناك مخاوف فى الغرب من تصاعد الحرب الروسية، إذ حذر رئيس جهاز المخابرات البريطانى MI5 من أن الاستخبارات العسكرية الروسية منخرطة فى حملة «لإثارة الفوضى فى الشوارع البريطانية والأوروبية».
وفى يونيو الماضى قال بوتين إن موسكو قد تسلح أعداء الغرب إذا سُمح لأوكرانيا بضرب أعماق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، وسيقوم بتوريد أسلحة روسية من نفس الفئة إلى تلك المناطق حول العالم حيث سيستهدفون منشآت حساسة فى البلدان التى تفعل هذا لروسيا.
الحل الوحيد
وتُرجح صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية أن يتوصل ترامب إلى إبرام صفقة سريعة لإنهاء الصراع بمجرد توليه منصبه، فمن المحتمل أن تنطوى التسوية النهائية على «منطقة منزوعة السلاح» تشمل الأراضى التى تسيطر عليها روسيا حاليًا، وتترك الأوكرانيين يشعرون بخيبة الأمل والخيانة من جانب أنصارهم الغربيين.
ولكن حسب رؤية الصحيفة الأمريكية فإن الاتفاق الفاشل سيكون أسوأ من عدم التوصل إلى أى اتفاق، ولكن إذا ترك ترامب أوكرانيا مقطعة الأوصال، فستنهار الهيبة الأمريكية فى المنطقة تاركة النفوذ الأقوى لروسيا يهيمن على العالم.
وهذا هو الأمر الذى يثير مخاوف الغرب مما يرونه «انسحابا أمريكيا» يصب فى صالح الإدارة الأمريكية الجديدة التى تسعى حالياً إلى محاولة احتواء تهديدات كوريا الشمالية.
وسيكون لذلك تداعياته على تصاعد نفوذ «المثلث الحديدي» روسيا والصين وكوريا الشمالية، فلا يمكن تخيل انسحاب الرئيس الصينى شى جين بينج من أوكرانيا بينما يفكر فى الاستيلاء على تايوان أو الجزر المرجانية فى بحر الصين الجنوبى الغنى بالنفط.
وليس من السابق لأوانه أن نتساءل ونشعر بالقلق عما إذا كان زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الذى لقبه ترامب بـ «رجل الصواريخ الصغير» يعتبر مهمة جيشه ضد أوكرانيا بمثابة استعداد لتحرك عسكرى من جانبه فى شبه الجزيرة الكورية.
وفى تحليل لمواقف الغرب فى هذه الحرب، سيتضح أنه، كانت المساعدات الأمريكية والأوروبية سخية منذ البداية، لكنها غالبا ما جاءت متأخرة ومع الكثير من الشروط، وحتى التفويض الأمريكى بضرب العمق الروسى جاء بعد فترة طويلة بحيث لن يمكنه أن يحدث فرقاً حاسماً فى ساحة المعركة، وفقاً لـ«الواشنطن بوست».
القصد هو أنه لا يمكن السماح لروسيا بالفوز لذلك فإنه منح أوكرانيا ما يكفى فقط لعدم الخسارة. وكانت الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة لأوكرانيا، فقد سلمت أو التزمت بنشر 55.5 مليار دولار (41.5 مليار جنيه إسترليني) من الأسلحة والمعدات بين بداية الحرب ونهاية يونيو 2024.
بينما تُعد ألمانيا ثانى أكبر مساهم فى المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد أمريكا، وهى الآن تحت ضغوط للتراجع عن مقاومتها لتزويد أوكرانيا بصواريخ توروس بعيدة المدى والتى طلبها زيلينسكى فى مناسبات عديدة، ورفض مطلبه المستشار أولاف شولتز لعدم إثارة رد فعل روسيا.
دخان بدون نار
فى صحيفة الجارديان البريطانية، نِشر تقرير عن مزاعم بريطانية من شن روسيا هجوم عسكرى تقليدى ضدها، تحدث وزير العلاقات الدولية البريطانى بات ماكفادن فى مؤتمر للناتو بلندن عن مخاوفه بشأن هجوم إلكترونى روسى يستهدف شبكة الكهرباء. ومن شأن هذا الهجوم السيطرة على وسائل الإعلام والاتصالات، والمؤسسات السياسية والديمقراطية، والبنية الأساسية للطاقة»، وفرض الظلام على لندن وإطفاء الأنوار عن ملايين الأشخاص، حسب الجارديان. ويدعى ماكفادن استخدام قراصنة الإنترنت الكوريين الشماليين الذكاء الاصطناعى لمحاولة إنشاء أدوات قرصنة أكثر تدميرا ضد أوروبا، لذلك تقوم بريطانيا حالياً بتمويل مختبر جديد بمبلغ 8.2 مليون جنيه إسترلينى ويتم إنشاؤه بالتعاون مع وكالة التجسس البريطانية بالإضافة إلى وكالات حكومية أخرى للتصدى المشترك للتهديد.
الانتصار الروسى والناتو
وفى ضوء تقدم القوات الروسية فى الحرب، وتزايد الضغوط الأمريكية لحل النزاع الروسى- الأوكرانى، جاءت أول استجابة من الرئيس الأوكراني، الذى اقترح مؤخرًا إمكانية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ بشكل مؤقت مقابل، انضمام بلاده إلى حلف الناتو فى صفقة للسلام واتفاق لتجميد النزاع حتى عودة ترامب للبيت الأبيض. وحسب صحيفة «الإندبندنت»، زعم زيلينسكى أن أى أراضٍ يتم التنازل عنها يمكن استعادتها فى المستقبل عبر الوسائل الدبلوماسية، مضيفاً أن العضوية فى حلف الناتو يجب أن تُعرض على الأجزاء غير المحتلة من البلاد من أجل إنهاء «المرحلة الساخنة» من الحرب، حيث قد تكون الأجزاء الشرقية من البلاد خارج هذا الاتفاق.
وحذر زيلينسكى من عودة بوتين وتقدمه للجزء الشرقى من أوكرانيا إذا لم يتدخل حلف الناتو لإنقاذ ما تبقى، وحينها ستكون القوات الروسية وقوات كوريا الشمالية والصين فى مواجهة حلف الناتو، ما سيوقف الحرب عند هذه النقطة، وفقًا لـ «الإندبندنت»، وهو الأمر الذى عارضه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، واعتبره بمثابة انتصار روسى للسيطرة الكاملة على شبه جزيرة القرم، معلناً رفضه دعم خطة السلام فى أوكرانيا، وطالب بعدم تقديم كييف أى تنازلات إقليمية لموسكو.
وخلال الصراع، لم يقل زيلينسكى أبدًا إنه سيتنازل عن أى من الأراضى الأوكرانية المحتلة لصالح روسيا، بما فى ذلك القرم التى احتلتها روسيا فى فبراير 2014.
والسؤال: هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها دون أمريكا؟
الواضح أن توازن التزامات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المهمة الرئيسية لحلف الناتو، وهى الدفاع عن أوروبا، يتعرض بالفعل لضغوط شديدة بسبب الضغوط الصينية على تايوان، لذا من المتوقع سحب الموارد العسكرية الأمريكية بشكل متزايد بعيدًا إلى منطقة المحيطين الهندى والهادئ.
ولكن ماذا يعنى هذا فى الواقع؟ حاولت دراسة تحليلية للمركز الإعلامى الأمريكى «بروسل سيجنال» أن تجيب عن هذا السؤال، موضحة أن القتال دون الأمريكيين يشبه جريمة العصور الوسطى المتمثلة فى «موت الملك»، وإظهار أن هناك عالما بديلا دون أمريكا.
وبالرغم من أن واشنطن ملزمة بتقديم دعم قيم بعد القيادة والسيطرة والاتصالات والمراقبة والاستطلاع، وخاصة إمكانية الردع النووى، فى حالة تعرض دول الحلف لأى مخاطر خارجية، فإن خفض الموقف العسكرى الأمريكى فى أوروبا وخاصة خفض عدد ألوية الجيش وأصول القوات الجوية، رغم قوته وأهميته، لن يؤدى فى حد ذاته إلى تدمير دفاعات أوروبا، ولن يحدث فرقاً جوهرياً فى أى من الاتجاهين، ولا يمكننا أن نتوقع من ترامب أن يزيد من بصمته العسكرية لمساعدة أوروبا أكثر من ذلك.