ميلاد المسيح: رسالة حب وفرح وسلام
جميل كراس
تدق أجراس الكنائس فى مصر وفى كل بلاد المهجر لتعلن احتفالها بعيد الميلاد المجيد وتبدأ مراسم وطقوس ليلة العيد مع بداية العام الميلادى الجديد 2025 أو تحديدا يوم 6 يناير وتقام الصلوات فى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة والتى تعد أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط.
وفى هذا اليوم تتزين الكنائس الأرثوذكسية بأضواء الميلاد المفرحة، وفى ظل وجود نموذج مجسم للمكان الذى شهد مولد السيد المسيح بقرية بيت لحم بفلسطين، بالإضافة إلى مشاهد تحكى يوم الميلاد المجيد.
ثانى الأعياد
ويعتبر عيد الميلاد هو ثانى أهم الأعياد المسيحية بعد القيامة، ويمثل تذكار ميلاد المسيح فيما يعرف بدول الغرب بأعياد الكريسماس حسب التقويم الغربى يوم 25 ديسمبر من كل عام رغم أن الكتب لم تذكر تاريخا محددا أو موعدا بالنسبة للكنائس الأخرى.
ويترأس قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة قداس عيد الميلاد المجيد فى مساء يوم 6 يناير بكاتدرائية ميلاد المسيح وبمشاركة لفيف من الآباء الأساقفة والرهبان والقساوسة وأبناء الكنيسة وبحضور كبار رجال الدولة والوزراء والدبلوماسيين وسفراء الدول الأجنبية والشخصيات العامة ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها.
وفى هذا الصدد، أصدر المركز الإعلامى القبطى للكنيسة الأرثوذكسية توجيهات بخصوص المشاركة فى ليلة العيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء يوم الاثنين 6 يناير 2025، حيث أكد أن المشاركة فى هذا اليوم متاحة للجميع، ولكن بعد تقديم البيانات الخاصة بهم، ومن المقرر أن يتم توفير الدعوة الشخصية لهم بالمقر البابوى وسائر الكنائس ولمن تقدم ببياناته الشخصية، وفى ذات السياق تقرر أن تفتح أبواب كاتدرائية ميلاد المسيح يوم 6 يناير ابتداء من السادسة مساء ولن يسمح بدخول أحد قبل هذا الموعد وعلى أن يبدأ الاحتفال بالقداس الإلهى فى السابعة مساء والالتزام بإحضار بطاقة الرقم القومى، وكذلك أصل الدعوة الخاصة مع ضرورة أن تكون الدعوة مختومة.
يوم تاريخى
وفى هذه المناسبة، قال قداسة البابا تواضروس إنه يتقدم بالشكر إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لحرصه الشديد على المشاركة فى أعيادنا وتهنئة الشعب المصرى بعيد الميلاد المجيد يوم 7 يناير وكذلك لكل رجال الدولة وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والوزراء وسفراء الدول والدبلوماسيين ورجال القوات المسلحة والشرطة وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ والشخصيات العامة والإعلام, وسيلقى قداسته عظة الميلاد المجيد التى ينبع من خلالها رسالة سلام للعالم ذاكرا فيها برفع الصلوات من كل قلوبنا من أجل سلام هذا العالم، وبصفة خاصة مصرنا الحبيبة ومن أجل أن يمنح الله الحكمة لكل قادة العالم وأن يستيقظ الضمير من أجل إنهاء الحروب التى تعيشها حاليا وإيقاف الإبادة الجماعية فى قطاع غزة ومثمنا الدور الذى يقوم به الرئيس السيسى من أجل إيقاف الصراع وحل القضية الفلسطينية.
وقال قداسة البابا تواضروس الثانى إن عيد الميلاد المجيد يعد باكورة الأعياد مع بداية كل عام جديد، كما أن الكل عندما يتوجهون بالصلاة إلى الله يختمون صلاتهم بكلمة «آمين» وهى التى تعنى استجب يا رب والله دائما ما يستجيب من أجل الإنسان فى عمل الخير والسلام، ولكن يبقى السؤال الآخر: هل يستجيب الإنسان لصوت الله موضحا أن السيدة العذراء مريم قد استجابت لبشارة الملاك عندما أخبرها بأنها ستحبل وتلد السيد المسيح وهى لم تتزوج، ولكنها عذراء وبتولية.
فضيلة التواضع
وأضاف قداسته أن الملائكة بشروا أيضا الرعاة بميلاد المسيح فذهبوا فرحين مع السيدة العذراء مريم ويوسف النجار وكانت استجابتهم سريعة لنقاوة قلوبهم, موضحا أن قرية «بيت لحم» التى شهدت ميلاد المسيح داخل مزود البقر معبرا عن فضيلة التواضع والسمو بالحياة الروحية، وأضاف أن الكل يتألم لما يحدث فى العالم خاصة فى غزة وفلسطين من مجازر يومية فى الوقت الذى يصم فيه المعتدون آذانهم بعيدا عن سماع صوت الله وهناك وصية إلهية تقول: «لا تقتل»، ولكن لا أحد ينتبه أو يستجيب لذلك، وأحيانا البعض يتكبر وينسى أنه ضعيف، ولكن استجابة الإنسان لصوت الله يعطيه كل شىء، ولذلك قدم الله الرسائل السماوية لكل البشر بمختلف ألوانهم أو لغاتهم وعقائدهم لكى نستمع له من أجل حياة أفضل فى السلام والمحبة وحسن الجوار.
سلام العالم
وقد نوه البابا تواضروس الثانى بأن الكنيسة تصلى دائما من أجل سلام العالم والمتألمين أو المجروحين ولكل أماكن الصراع والحروب كما أن الكنيسة تصلى من أجل كل المسئولين فى الدولة لاسيما أن جميعهم على أعلى درجة من الأمانة والإخلاص فى أداء واجبهم نحو الوطن، فمصر ليست دولة صغيرة وهى مذكورة فى الأديان وهى محروسة وفى قلب الله ولدينا الثقة والإيمان بأننا سوف نجتاز الأزمات ونعبر إلى بر الأمان، وأن بلادنا مصر ستكون فى المقدمة فى كل مناحى الحياة.
أخيرا عبر البابا تواضروس عن امتنانه بيوم ميلاد السيد المسيح فهو بمثابة احتفال للسماء والأرض، فهكذا قالت الملائكة كما أن الميلاد رسالة حب وفرح وسلام لكل العالم.