الجمعة 24 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
اتحاد المجرة

اتحاد المجرة

فى طفولتى كنت أعيش فى منزل يكتفى بتغطية الغرف الخاصة بالسقوف ويمتد بقيته تحت السماء، كان هذا سببًا فى تعلقى بها، حيث كنت أشاهد كل ألوانها وتحولاتها. وفى ليلة ظهر جرم غريب سهرت مع والدى طوال الليل أراه يصلى ويتضرع لله بالدعاء ويسأله الخير ويطلبه المغفرة على ألا يكون هذا من غضبه أو بادرة سخطه، بقى هذا الحدث مجهولاً فى ذهنى، ثم عرفت بعد البحث والقراءة لسنوات أن ما تخبرنى به السماء هو ما يحدث على الأرض بأمر الله وحكمته وتقديره.



أراد الله أن تجتمع دواب الأرض والسماء فى نهاية هذا العام عند ظهور الأجسام المضيئة تمامًا كما رأيت مثلها فى طفولتى والتى تبدو أشبه بالمسيرات أولًا فى ولاية نيوجيرسى -الولايات المتحدة الأمريكية - ثم ظهرت فى نيويورك ويبدو أنها تنتقل بسلاسة حاملة رسالة من السماء إلى العالم.

اتحاد المجرة مصطلح يفسر تحالفًا بين الإنسانية ومخلوقات تشاركنا الحياة فى أكوان أبعد، هذا ما قالته وكالات الأنباء وتخبط الكونجرس فى حقيقته، ثم اكتفى المسئولون بالقول أنها لا تشكل تهديدًا مع أنها تحوم فى سمائهم وتتخطى سيادتهم منذ الحادى عشر من نوفمبر وحتى الخامس عشر من ديسمبر 2024، ثم قرر القائد العسكرى فى ولاية نيوجرسى فرض حالة الطوارئ المحدودة لمعرفة الأسباب والحقائق. المقاطع المصورة للأهالى وثقت خروج المسيرات من البحر وعودتها إليه لتبقى كل التساؤلات مطروحة والإجابات قيد التداول.

لا يمكن نفى وجود مخلوقات فى السماء، بل لا يمكن نفى أى احتمال أمام العلم والمعرفة، حيث التكذيب هو وسيلة جهل وإغلاق غير مقبولة فى هذا الشأن، واكتفى المؤلفون بالحديث عنها فى أفلام الخيال العلمى وأفلام الكرتون، والمعرفة العميقة بها اقتصرت على نخبة العلماء والمفكرين، فتقنيات مثل الهولوغرام والذكاء الاصطناعى كانت التفسير العام للمشهد، لكن التدليس والتزييف لم يعد ورقة رابحة، حيث قربت وسائل التواصل من الآراء وتناول المعلومات.

أرى أن الأرض تتجه لتقارب فكرى ومعرفى من أبعاد كونية أخرى، وقد يكون هذا تأثيرًا لحركة فلكية تجلت هذا العام عندما انتقل كوكب بلوتو المدعو - بالكوكب المظلم - المؤثر بالهدم والتغيير والتحويل ثم البناء الجديد داخل الوعى الجمعى فانهدمت مفاهيم كانت محتكرة وبنيت أواصر متينة من التبادل المعرفى بين كل طبقات المجتمع، وانتقاله البطىء واكتمال دورة مدتها مائتين وأربعين عامًا إلى برج الدلو، وعلى ضوء هذا وذاك نحن المفكرون وصناع الرأى لنا قول يخص كلًا بعلمه ورأيه، وأرى أننا فى مرحلة انتقالية لبُعد كونى جديد.. الشاهد أن الأبعاد الاجتماعية انتهت نحن فى بداية حقبة يتوحد بها الإنسان مع نفسه وخالقه. نحن الآن نفهم حقيقة أن هذه الرحلة الأرضية فردية وأن التعلق بالأشياء والأشخاص تعطيل يحجّم من قوتنا ويستهلك تركيزنا وأن التواجد على الأرض هبة من الله تقتضى أن تكتب آثارك بمجد يليق بك لأن هذا استحقاقك وهذه مهمة روحك.

ومنى إلى كل مخلوقات الأكوان والمجرات ماعلمت منها وما لم أعلم: هذا الكون الفسيح يتسع لنا جميعًا، نحن فى هذا البعد الجديد لا نرفض ولا نستنكر ولا نقاتل، نحن نتعايش ونتشارك ونبنى السلام ونسعى له.