الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عالم مزدوج المعايير

 ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى الجلسة الثانية لمؤتمر الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى، والتى خصصت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار فى غزة ولبنان، حيث ألقى الرئيس كلمة مصر خلال الجلسة، والتى تناولت الأوضاع فى فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى المنطقة.



وقال الرئيس: نجتمع اليوم فى ظروف بالغة الدقة تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تهديدات جسامًا، حيث أضحت الأحداث الجارية فى المنطقة خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية فى المعايير وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها وتهميش لقواعد القانون الدولى.

وتابع: إذ تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أكثر من عام وامتدت إلى لبنان الشقيق، كما تشهد سوريا الشقيقة، انتهاكًا صارخًا لسيادتها على خلفية استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضى السورية مؤخرًا، وشن اعتداءات على الأراضى السورية وإعلانها من طرف واحد، عن إلغاء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

وأكد أن مصر تدين بأشد العبارات تلك الممارسات وتؤكد دعمها التام لوحدة واستقرار سوريا، وسيادتها وسلامة أراضيها، كما تؤكد مصر دعمها لكل جهد، يسهم فى إنجاح العملية السياسية الشاملة فى سوريا بمشاركة الشعب السورى بكل مكوناته وشرائحه ودون إملاءات أو تدخلات خارجية.

 

 

 

وأضاف: إن ما حدث منذ أكتوبر 2023، تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية فقد تخطت أعداد الوفيات من الفلسطينيين «45» ألف شهيد، غالبيتهم من السيدات والأطفال وأصيب أكثر من «107» آلاف، معظمهم أيضًا من السيدات والأطفال، وبلغت أعداد النازحين «1.9» مليون شخص، وامتدت الانتهاكات الإسرائيلية لتشمل موظفين دولييـن لقوا حتفهـم أثناء تأديـة عملهم، كما تم تدمير أكثر من «%70» من البنية التحتية فى غزة، وكذلك سجلت معدلات الفقر والبطالة والجوع أرقامًا كارثية.

 

وجدد الرئيس التأكيد على محورية دور وكالة «الأونروا» لتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطينى.. وأن حق العودة للشعب الفلسطينى، لن يسقط بالتقادم.

 

وأكمل الرئيس قائلًا: لا يسعنى فى هذه الأجواء سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى غزة ورفع العوائق الإسرائيلية أمام النفاذ الإنسانى بما يمهد لترتيبات ما بعد الحرب. وأذكر فى هذا السياق، أن النجاح لن يكتب لأى تصور «لليوم التالى» فى قطاع غزة إذا لم يتم تأسيس هذا التصور، على تدشين الدولة الفلسطينية متصلة الأراضى على خطوط الرابع من يونيو لعـام 1967 وعاصمتها «القدس الشرقية»، وأؤكد رفض مصر لأى سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس.

 

وأردف قائلًا: مع ترحيب مصر، بالإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ نشدد على أهمية تضافر الجهود الدولية لحشد التمويل اللازم لإعادة الإعمار فى لبنان لاسيما وأن التقديرات الدولية تشير إلى حاجة لبنان إلى نحو «5» مليارات دولار، لإعادة الإعمار على الأقل، مؤكدًا أهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائى، لقرار مجلس الأمن رقم «1701».. وتمكين الجيش اللبنانى، من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية، كما تعيد مصر التأكيد على التزامها الكامل بدعم الأشقاء اللبنانيين من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية فى إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلى.

 

واختتم الرئيس كلمته قائلًا: أود التأكيد على أن مصر لن تألو جهدًا، فى دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية لحفظ سيادتها وسلامة أراضيها، وستواصل مصر جهودها الحثيثة لخفض التصعيد فى المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار والسلام من أجل المضى قدمًا، على طريق التنمية والتقدم وبناء مستقبل أفضل لشعوبنا.