متى يحدث الطلاق؟!
![](/UserFiles/News/2024/12/25/61292.jpg?241225103109)
«الزواج الصحى» مساحة آمنة لطرفى العلاقة، لكن هذا لا يعنى غياب المشاكل والتوترات فى بعض الأوقات.
وتعد كيفية التعامل مع لحظات التوتر أو أحداث الحياة الأكثر أهمية هى التى يمكن أن تحدد طول عمر العلاقة.
وتعد سمة «العصبية» التى تظهر فى الانفعال الزائد وعدم الاستقرار العاطفى، محركًا رئيسيًا للطلاق لدى العديد من الأزواج.
وفى حين أن جميع العلاقات تشهد صعودًا وهبوطًا، فإن الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من العصبية هم أكثر عرضة لتفسير مراحل الصعود والهبوط تلك بطرق سلبية ومدمرة، وفقًا لما ذكره موقع «سيكولوجى توداي» المعنى بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.
![](https://sabah.rosaelyoussef.com/UserFiles/NewsInnerImages/2024/12/25/61292/3_20241225103052.jpg)
وأشار الموقع إلى سببين وراء كون المستويات العالية من العصبية تؤدى فى كثير من الأحيان إلى نهاية الزواج.
التحيز والصراع
أحد الأسباب الرئيسية التى تجعل العصبية العالية ضارة جدًا للزواج هو «التحيز السلبى القوي»، فغالبًا ما يفسر الأفراد العصبيون الأحداث الغامضة أو المحايدة من خلال عدسة متشائمة، مما يؤدى إلى تصعيد الصراعات التى قد تكون بسيطة.
ووجدت دراسة نشرتها مجلة «BMC Psychology» المتخصصة فى علم النفس والسلوك البشرى، أن الأزواج الذين لديهم مستويات أعلى من العصبية يعانون من مستويات أقل من الرضا الزوجى.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن هؤلاء الأفراد يميلون إلى التركيز أكثر على التجارب السلبية، ويفسرون حتى التعليقات أو الأفعال الحميدة من شريكهم على أنها عدائية أو تهديدية.
ويميل الأفراد العصبيون إلى أن يكونوا أكثر حساسية تجاه التوترات، وحتى المضايقات الصغيرة يمكن أن تؤدى إلى ردود فعل عاطفية غير متناسبة.
وفى سياق الزواج، يمكن لذلك أن يخلق «حقل ألغام» عاطفيًا، مما يؤدى إلى الصراع المستمر وسوء الفهم والإرهاق العاطفى لكلا الشريكين.
التفاعل العاطفى
يواجه الأفراد ذوو التفاعل العاطفى العالى صعوبة فى إدارة عواطفهم، وغالبًا ما يتفاعلون بحساسية شديدة، مع خروج بطيء من المشاعر السلبية.
ووجدت دراسة نُشرت فى مجلة «Frontiers in Psychology» المتخصصة فى علم النفس، أن التفاعل العاطفى الشديد يرتبط أيضًا بمستويات منخفضة من «استجابة الشريك المُتصورة» والتى تشير إلى مدى شعور الزوج بالفهم والتقدير والرعاية من قبل شريكه. وحسب الدراسة، فعندما يتفاعل أحد الشريكين بشدة عاطفيًا، يشعر الطرف الآخر بالأذى أو الإهمال أو سوء الفهم، مما يؤدى إلى انخفاض جودة الحياة الزوجية.
![](https://sabah.rosaelyoussef.com/UserFiles/NewsInnerImages/2024/12/25/61292/2_20241225103103.jpg)
ولكى تزدهر العلاقة، يحتاج كلا الشريكين إلى الشعور بأن احتياجاتهما العاطفية قد تمت تلبيتها. والأزواج الذين يستطيعون التغلب على التوتر بهدوء يبنون الثقة والحميمية بصورة أفضل.
وترى الدراسة أن الآثار الضارة للتفاعل العاطفى الشديد يمكن أن تؤدى إلى سلوكيات الانسحاب، مثل تجنب الاتصال الجسدى، أو تجاهل مشاعر بعضنا البعض، أو رفض المشاركة فى محادثات مهمة. ومن دون تدخل، يؤدى هذا إلى خلق دوامة من العزلة والاستياء، وفى نهاية المطاف، الطلاق.