آفاق جديدة لمستقبل أفضل
متابعة المندوب الرئاسى: ياسمين خلف
فى ثانى محطات جولته الأوروبية، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى مدينة «أوسلو» عاصمة مملكة النرويج.. حيث عقد لقاءات مع جلالة ملك النرويج، ورئيس الوزراء، ورئيس وأعضاء من البرلمان النرويجى، كما أجرى لقاءات مع رؤساء عدد من الشركات النرويجية العاملة فى مصر، وشهد التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.
وشارك الرئيس السيسى فى حفل شاى غير رسمى تلبية لدعوة السيد «يوناس جار ستور» رئيس الوزراء النرويجى، وذلك على شرف الرئيس تكريما لسيادته فى مستهل زيارته إلى أوسلو.
وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير محمد الشناوى إن حفل الشاى الذى نظمه رئيس الوزراء النرويجى يعكس تقدير النرويج لمصر وللرئيس، آخذًا فى الاعتبار أنه إجراء غير معتاد لرئيس الوزراء النرويجى قيامه باستضافة أية فعالية لمسئول أجنبى خلال عطلة نهاية الأسبوع، فضلا عن حرص رئيس الوزراء على استضافة حفل الشاى بمقر إقامته.
واستهل رئيس الوزراء النرويجى اللقاء بالترحيب بالرئيس السيسي، مؤكدًا اعتزازه بالزيارة التاريخية لسيادته كأول رئيس مصرى يزور النرويج، وتقديره الشديد لسيادته.
وثمن الرئيس هذه اللفتة الكريمة من السيد رئيس الوزراء، كونها تعبر عن الآفاق المستقبلية للعلاقة بين الدولتين الصديقتين.
وفى إطار الزيارة الرسمية شهد لقاء الرئيس ورئيس الوزراء النرويجى إشادة بالتطورات الإيجابية والزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، وتم التأكيد على أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتعزيز التعاون على مستوى قطاع الأعمال وغرف التجارة والصناعة، إلى جانب رفع مستوى التبادل التجارى بين البلدين.
وأكد الرئيس اهتمام مصر بالاستثمار والتوسع فى إنتاج الطاقة الخضراء، مشيرًا إلى ترحيب مصر بالتعاون مع النرويج فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وتوافق الجانبان على أهمية الحفاظ على دورية التشاور السياسى وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، خاصة فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، كما تم توقيع مذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسى بين البلدين.
الملك ورئيس البرلمان
عقب ذلك التقى الرئيس، بجلالة الملك «هارالد الخامس» ملك النرويج، الذى رحب بالرئيس السيسى، مشيرًا إلى تقدير بلاده للدور المحورى الذى تقوم به مصر فى إفريقيا والشرق الأوسط، مشيدًا بالزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين فى السنوات الأخيرة.
ووجه الرئيس من جانبه الشكر للملك «هارالد الخامس» على حفاوة الاستقبال، مؤكدًا على أهمية الزيارة كونها أول زيارة لرئيس مصرى إلى النرويج منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ عام 1936، مشيدًا بالعلاقات الثنائية، والتطور الذى شهدته خلال السنوات الأخيرة، كما وجه سيادته الدعوة لملك النرويج لزيارة مصر للمشاركة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير.
وناقش الزعيمان خلال اللقاء سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف فى المحافل الدولية فى الموضوعات محل الاهتمام المشترك، كما تم استعراض الأوضاع فى الشرق الأوسط وجهود التهدئة التى تقودها مصر لاستعادة الاستقرار فى المنطقة.
كما التقى الرئيس، بـ«مسعود قره خان» رئيس البرلمان النرويجى وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالبرلمان، حيث أكد الرئيس على الدور المحورى للتعاون البرلمانى فى تعزيز الحوار بين الشعوب، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وشدد الرئيس على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية فى كل المجالات وبالأخص فى مجالات التجارة والاستثمار، حيث دار نقاش حول فرص تعزيز الاستثمارات النرويجية فى القطاعات ذات الأولوية للبلدين وعلى رأسها الطاقة المتجددة والخضراء. كما تناول اللقاء أيضًا فرص التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بموضوعات تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وتناول اللقاء الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الجانبان أهمية وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالكميات الكافية، وضرورة بذل الجهد للحيلولة دون تدهور الوضع وتصعيد الصراع فى الشرق الأوسط.
ومن جانبهم، أشاد البرلمانيون النرويجيون بالدور المصرى المحورى والحكيم فى الشرق الأوسط، مؤكدين دعم بلادهم للجهود المصرية ذات الصلة. كما تناول اللقاء الأوضاع فى القارة الإفريقية، وجهود تعزيز السلم والأمن بالقارة، خاصةً فى السودان والصومال الشقيقين، إلى جانب استعراض فرص التعاون الثلاثى فى إفريقيا وما تمتلكه الشركات المصرية من خبرات فى هذا المجال.
إلى ذلك شارك الرئيس فى مأدبة العشاء مع سمو ولى عهد النرويج ووزيرة التنمية الدولية، بحضور كبار مسئولى الشركات النرويجية والصناديق الاقتصادية والاستثمارية، ألقى فيها الرئيس كلمة دعا خلالها الشركات والصناديق الاستثمارية النرويجية، لتعزيز التواجد فى السوق المصرية، والبناء على النجاحات القائمة بالفعل، والخاصة بالتعاون بين عدد من كبرى الشركات النرويجية والجانب المصرى.
استثمارات نرويجية
وعلى هامش الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس إلى النرويج التقى بعدد من ممثلى الشركات والجهات الاقتصادية من بينهم الرئيس التنفيذى لشركة «سكاتك» النرويجية، والرئيس التنفيذى لصندوق الاستثمار النرويجى فى الدول النامية، والرئيس التنفيذى لشركة «يارا» النرويجية، والرئيس التنفيذى لشركة «إمباور» للطاقة الجديدة، والرئيس لشركة «جولار» لتسييل الغاز وللوكالة النرويجية للتعاون التنموى وجمعية الأعمال النرويجية الأفريقية.
وشهدت اللقاءات استعراض برنامج التنمية الاقتصادية الطموح الذى تنفذه مصر، مع التأكيد على الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر، بالإضافة إلى دعم الشركات الأجنبية العاملة فى مصر.
وأكد الرئيس أن مصر تنظر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها كأولوية، خاصة مع ما يتوافر بمصر من إمكانيات فى هذا الصدد، سواء من حيث الموارد الطبيعية والبنية التحتية.
وأشار الرئيس فى هذا الخصوص إلى الاستراتيجية الوطنية المصرية لزيادة حجم الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتم استعراض الدور الذى تلعبه الشركات المصرية فى القارة الإفريقية، وإمكانية الاستفادة من الخبرات المصرية لتقديم دعم مشترك وملموس للقارة وشعوبها.