ساعة بقرب العندليب

العندليب الخالد «عبد الحليم حافظ» مع سبق الإصرار والترصد هو المطرب الوحيد ليس فى الوطن العربى بل على مستوى العالم الذى اعتصم عشاق الغناء بحبه سواء من عاصروه أو من هم  ولدوا بعد وفاته وآمنوا برسالته الغنائية رغم مرور 47 عاما على رحيله..

نجوم كثيرة حققوا نجاحات مدوية قبل ميلاد «حليم»  وبعده لم يحظوا  بهذا الشغف وهذا الاهتمام وكل هذا الحب الذى يلاقيه سنويا فى ذكرى رحيله وفى غير ذكرى رحيله ليس فى مصر بل من أنحاء العالم ما يرسخ أن نجاحه ليس موضة أو تقليعة لها عمر افتراضى أو مدة صلاحية ففى كل عام يزداد مريدوه وعشاقه وتتوسع جماهيريته وتتعاظم أسطورته.

هذا العام لم يستطع عشاقه انتظار موعد ذكراه فى مارس المقبل للذهاب لمقبرته بل تعدى سقف المطالب المرفوعة لأسرته فى الأيام الأخيرة لزيارة شقته بالزمالك التى شهدت سنواته الأخيرة وأزمات مرضه الجميع يشتاق إلى «ريحة حليم» ويطمح فى قضاء ساعة بقرب العندليب  فى شقته، مع حفظ حق العملاق فريد الأطرش، صاحب رائعة «ساعة بقرب الحبيب».

 

 

فأمام تزايد الطلب من عشاقه فى مشارق الأرض ومغاربها وبعد حرمان أحبائه منها فى  موعد الذكرى خلال السنوات الثلاثة الأخيرة لظروف طارئة علة الأسرة قررت أسرته المتمثلة فى ابن شقيقة محمد شبانة، والمخرج محمد الشناوى تلبية النداء من منتصف نوفمبر الماضى وتحقيق رغبة محبيه فى 14 ديسمبر الماضى لزيارة شقته وفقا لضوابط وضعتها الأسرة بالتنسيق مع لجنة تخليد ذكرى عبد الحليم حافظ التى تشرف على التنظيم حتى يتمكن أكبر عدد من محبيه والإعلاميين والفنانين من التطلع إلى مملكة العندليب التى يحمل كل ركن فيها ذكريات أوجاعه وإبداعاته الخالدة، وبروفات أشهر أغنياته الطويلة من مداح القمر إلى قارئة الفنجان وبينها أغنيات النصر «عاش اللى قال، وصباح الخير يا سينا»، وعلى خلفية رائعته «أعز الناس» التى تتداعى كلماتها مع زيارة عشاقه:

وبيدور الزمن بينا..  يغير لون ليالينا

وبنتوه بين الزحام والناس.. ويمكن ننسى كل الناس ..

ولا ننسى حبايبنا أعز الناس.. حبايبنا أعز الناس حبايبنا

سنين وسنين تفوت ما نحس بوجودها ولا وجودنا ..

ولحظة حب عشناها عشناها نعيش العمر تسعدنا

ومين ينسى ومين يقدر فى يوم ينسى؟ شعاع أول شرارة حب.

وتتزامن الزيارة الاستثنائية مع فوز عبدالحليم الشهر الماضى بلقب يليق بمقامه وهو الأول من نوعه بتتويجه بجائزة أعظم مطرب فى مصر فى كل العصور حسب موقع «myegypt» وفقا لكتالوجه الغنائى (العاطفى والوطنى والدينى) العابر للأجيال وفى نفس العام الذى احتلت أفلامه جنبات قائمة أفضل 100فيلم غنائى فى تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء مهرجان الإسكندرية السينمائى 2024  وجاءت أفلامه فى صدارة هذه القائمة بجدارة، وتتعاظم قيمة حليم أيضا فى برنامج جديد أطلقه ابن شقيقه محمد شبانة بعنوان «حليم.. السر» ويتحدث فيه عن أسرار فى حياة العندليب منذ ميلاده كما حصل عليها من والده الذى رافق مشوار حليم ووالدته  كاتمة أسراره فى الأسرة وبعض هذه الروايات يضع فيها محمد شبانة النقاط فوق الحروف.

ويكشف كذب الادعاءات التى توالت بعد وفاته والاجتهادات التى أطلقها بعض المقربين منه وتفتقد للحقيقة، ومن المؤكد أن تثير بعض الروايات جدلا واسعا حول قصص حبه وحقيقة زواجه من سعاد حسنى وحقائق أخرى كثيرة.