لماذا تزيد إصابات البنات بـ«الرباط الصليبى»؟!
تكشف الأسباب: سهام حلوة
فى الوقت الذى انطلقت مباريات دورى الكرة النسائية منذ أسابيع شهد أرقامًا غريبة للغاية ليس فى كثرة عدد الأهداف أو الانتصارات أو الانسحابات أو إلغاء المباريات بسبب عدم وجود سيارات الإسعاف، ولكن كانت الأرقام الأغرب هى كثرة الإصابات عن المعدل الطبيعى بالنسبة للاعبات ومن بينهن إصابات فى الرباط الصليبى، التى لحقت بعدد غير قليل من اللاعبات.
ومع تزايد شعبية كرة القدم النسائية محليًا بمشاركة فريقى الأهلى والزمالك للمرة الأولى فى تاريخهما بدورى السيدات وتسليط الضوء على البطولة المحلية تعرضت 3 لاعبات للإصابة بقطع الرباط الصليبى للركبة قبل بدء الجولة الثانية للبطولة.
وشهدت ملاعب كرة القدم النسائية صراخًا وبكاءً شديدًا من اللاعبات بسبب سقوطهن مصابات بإصابات بالغة ليس بسبب الخشونة بين اللاعبات وبعضهن البعض، ولكن بسبب آخر أبرزه سوء حالة الملاعب التى تخوض عليها اللاعبات المباريات، حيث تقام على الملاعب الفرعية وغير المعتمدة، ما يتسبب فى التواءات لللاعبات وإصابتهن فى الركبة، مما يبعدهن على الأقل نحو العام عن الملاعب، لتشهد الملاعب على أحزان شديدة تتحول فيها اللاعبات من الملاعب إلى المستشفيات وغرف العمليات وبدلاً من ممارستهن ومواصلتهن التدريبات ابتعدن بشكل تام ليبقين على الأسرة وممنوعات من السير إلا بالعكاز.
وسقطت اللاعبات أمل محمد لاعبة المقاولون العرب، و شهد مكرم لاعبة الزمالك، وأمنية سمير لاعبة الأهلى، والأغرب أنهن يشعرن بالتفرقة بسبب عمل الجراحات لهن فى مصر وليس فى الخارج مثل اللاعبين المصابين بالرباط الصليبى كأنهن لاعبات فئة ثانية.
وتهدد الإصابة «المتكررة» بقطع الرباط الصليبى لاعبات كرة القدم أكثر من نظرائهن الرجال، وفق تقرير رياضى إسبانى سلّط الضوء على هذه «الظاهرة» التى تكررت مع العديد من نجمات اللعبة فى العالم وليس فى مصر فقط.
وذكرت صحيفة «ماركا» (marca) الإسبانية فى تقرير لها أنه أصبح واضحًا أن لاعبات كرة القدم يعانين من إصابات قطع الرباط الصليبى للركبة بشكل متكرر أكثر من اللاعبين الذكور، مشيرة إلى أن أفضل 16 لاعبة فى كرة القدم النسائية حول العالم تعرضن لهذه الإصابة فى الفترة ما بين يونيو 2022 حتى أبريل 2023.
ومن بين هؤلاء اللاعبات اللاتى تعرضن لهذه الإصابة القاسية أليكسيا بوتياس نجمة برشلونة الحاصلة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة فى العالم فى آخر نسختين، وكذلك الهولندية فيفيان مديما لاعبة أرسنال وزميلتها فى الفريق الإنجليزية بيث ميد.
كما عانت الأمريكية ميجان رابينو التى تُصنف على أنها أسطورة كرة القدم النسائية فى بلادها خلال مسيرتها من 3 إصابات بالرباط الصليبى، الذى أصاب أيضًا أكثر من ربع قوام الفريق الأمريكى.
وعن سبب تعرض النساء لهذه الإصابة أكثر من الرجال أشار التقرير إلى أن الأمر فى الأساس يعود إلى الاختلافات فى الطبيعة الجسدية للجنسين.
وحسب دراسة أبرزتها «ماركا»، فعندما تهبط اللاعبات إلى الأرض بعد الارتقاء للكرة تتحرك الساق إلى الداخل أكثر، وهو ما يتسبب فى زيادة الأحمال على الركبة الأمر الذى من شأنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بالرباط الصليبى.
ولا يتوقف الأمر على لاعبات كرة القدم فقط، إذ إن النساء اللاتى يمارسن رياضات تحتاج إلى تحولات سريعة مثل التنس الأرضى يرتفع لديهن الخطر بالتعرض لهذه الإصابة.
أما السبب الثانى، حسب الدراسة، فإن النساء أكثر من الرجال عرضة لما يُعرف «بالهيمنة الرباعية»، وهو خلل يحدث عند استخدام عضلات الفخذ الرباعية.
ولا تستخدم النساء عضلات مؤخرة الساق مثل أوتار الركبة والأرداف وتضع الحمل البدنى الأكبر على الجزء الأمامى من الفخذ وهذا عنصر مؤثر فى التعرض للإصابة.
وتؤكد «ماركا» أنه يُجرى فى هذه الأيام العديد من الأبحاث والدراسات لإيجاد وسائل وقائية تساهم فى التقليل من خطر إصابة اللاعبات بالرباط الصليبى.
فيما نشرت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية دراسة مطولة مؤخرًا، حول نفس الظاهرة أجرتها جيليان وير، وهى خبيرة فى الميكانيكا الحيوية لفريق نيويورك يانكيز، حول إصابات الرباط الصليبى الأمامى: قالت فيها: «تزيد احتمالات إصابة اللاعبات بالرباط الصليبى بنحو ثمانى مرات عن الرجال ويعتقد أن ما يصل إلى 37 لاعبًا غابوا عن كأس العالم العام الماضى بسبب ذلك».
وبرز عامل آخر حسب الدراسة وهو أحذية كرة القدم المصممة لأقدام الرجال التى ترتديها النساء وتشكل مشكلة أيضًا، حيث ترتدى معظم لاعبات كرة القدم أحذية مصممة لأقدام الرجال والتى تم تصغيرها للتو مع تغيير اللون، مما يدفع السيدات إلى إضافة نعل داخلى أو قطع ثقوب لتوسيعها عند الكعب.
وقال الباحث أوكهولم كريجر فى تصريحات للصحيفة البريطانية: إن أحذية كرة القدم تضغط بنسبة 35% أعلى على مقدمة القدم مقارنة بأحذية الجرى القياسية، حيث يجب أن تكون الأحذية ملائمة بشكل مثالى لتثبيت القدم وحركة الطرف السفلى وتم تصميم أحذية كرة القدم فى المقام الأول حول تشريح القدم الذكرية، والمشى، وحركية الجرى، وهذه الخصائص مختلفة تمامًا عن تلك الخاصة بنظيراتها من الإناث.