
حازم الكاديكى
ليفربول وصلاح.. حالة عشق لا تنتهى
لا شك أن جماهير ليفربول تعشق محمد صلاح وترغب فى بقائه لفترة طويلة، وكذلك إدارة النادى تشارك هذا الحب، لكن خلف الكواليس تبرز تحديات أخرى أمام تحقيق هذا الهدف.. أصبح صلاح رمزًا للإبداع والنجاح سبق أن قاد ليفربول إلى العديد من الإنجازات فى الدورى الإنجليزى الممتاز ودورى أبطال أوروبا والفوز بكأس العالم للأندية.
ويستمر ليفربول فى التفاوض بشكل سرى مع رامى عباس وكيل أعمال صلاح وهم متحمسون من أجل النجاح فى التجديد لـ«الملك المصرى» ليواصل مسيرته فى «أنفيلد»، والأمر الذى لا يختلف عليه أحد هو أن «صلاح» نفسه يريد البقاء؛ إذ إنه أعرب عن ذلك لجماهير ليفربول.
لكن فى عالم كرة القدم الحديثة لا يعتمد القرار فقط على العواطف، فإدارة ليفربول تعمل على حساب الزمن والمكاسب المادية وأن «صلاح» الذى سيكمل 33 عامًا فى يونيو المقبل يريد نفس راتبه الحالى 350 ألف جنيه استرلينى أسبوعيًا من أجل التجديد، ومع تقدُّمه فى العمر تفكر الإدارة فى عرض راتب أقل.
ومن هنا تأتى استراتيجية النادى فى إقناع محمد صلاح واستغلال رغبته فى البقاء محاولة تجديد عقده لمدة عامين، ولكن براتب قد لا يتجاوز 250 ألف جنيه استرلينى أسبوعيًا.
فى المقابل؛ «صلاح» أكد أن ليفربول بيته، ولكنه أيضًا كلاعب عالمى يستحق التقدير أكثر من إدارة ليفربول، ويرفض أن يتخلى عن راتبه.
فلسفة ليفربول فى التعاقدات، ألا يهتم ولا يعمل تحت الضغوط العاطفية أو الجماهيرية؛ بل كل خطوة بحذر ودقة، فإدارة ليفربول تعلم أن الولاء ليس كافيًا فى عالم الاحتراف الذى تتحكم فيه الأرقام المالية والمكاسب. لأن كرة القدم العالمية صناعة واستثمار.
عندما تريد الاستثمار فى الكرة.. هنا ليفربول نموذج للنجاح، فالمدير الرياضى للنادى له دور مُهم فى هذا الجانب، إذ ليس فى دعم الفريق الأول فقط؛ بل جميع المراحل العمرية كـ «فريق الرديف» واستمرارًا لفلسفة النادى فى اكتشاف نجوم فى أعمار صغيرة. فهو المسئول عن وضع الفلسفة التى يعمل بها النادى، من الفريق الأول حتى فِرَق الشباب والناشئين، ثم يقوم بتحويل هذه الفلسفة إلى خطوات عملية. يجتمع دوريًا مع المدير الفنى لمناقشة نتائج الفريق وأحواله ومعرفة احتياجات المدرب الفنية والتقنية؛ خصوصًا إذا رغب فى ضم لاعب معين أو أحبَّ استجلاب معدات وإعادة تصميم التدريب ويعقد اجتماعات مماثلة مع مدربى فِرَق الرديف والشباب ليتأكد أنهم ينتهجون أسلوب لعب الفريق الأول نفسه ويرصد مَن يتألق من اللاعبين فى هذه الفِرَق بهدف تصعيدهم لاحقًا. وينقل كل ذلك عبر تقارير إلى مدير النادى ويجلس معه للتشاور بشأن ميزانية الفريق أثناء سوق الانتقالات لأنه مَن تُوكل إليه عملية إدارته سواء بالتعاقد مع لاعبين جُدُد أو بيع وإعارة مَن على قوة النادى، وهذا وفقًا للائحة أُعِدَّت بعد دراسة إحصائيات اللاعبين الوافدين والراحلين لمعرفة مدى استفادة النادى من التعاقد معهم أو التخلى عنهم، إضافة إلى اجتماعات تجديد العقود وترويض أطماع وكلاء اللاعبين ومنع تسريب أخبار التعاقدات للصحافة.
الجانب الأهم ربما لم يلفت الانتباه وهو السرية والعمل بعيدًا عن المؤثرات الخارجية، فتسريب معلومة صغيرة قد يُفسد الصفقة أو يسمح لأندية منافسة بالتدخُّل وخطفها.
وفى حالة «صلاح» يعمل المدير الرياضى مع إدارة النادى ليقدم العرض لوكيله رامى عباس مع الأخذ بعين الاعتبار عمر اللاعب.
الجماهير فى أنفيلد لن تقبل بسهولة برحيل «صلاح»، ولكن إدارة ليفربول تحاول ترويضه وقد يكون عدم تقديم العرض الرسمى حتى الآن جزءًا من استراتيجية النادى.