
توماس جورجسيان
نفـوذ إيلون ماسك.. و٤٦ مليون ديك رومى
يوم بعد يوم نرى إيلون ماسك حاضرا فى أغلب ما يفعله دونالد ترامب الرئيس المنتخب لأمريكا. ولم تتوقف بالطبع التكهنات والتوقعات حول الدور الذى يلعبه أو الأدوار التى سوف يلعبها الملياردير «ماسك» فى تشكيل السياسات والحياة السياسية خلال ولاية ترامب الثانية. الكل يراقب ويترقب ويحذر وينبه من نفوذ ماسك فى المشهد الأمريكى. ولا شك أن أغلب المراقبين يراهنون على أن هذا الثنائى ترامب وماسك غالبا لن يستمر طويلاً، وأن السؤال الملح هو: كيف ومتى سيحدث الانفصال بما له من تبعات سياسية واقتصادية؟.
ومن ثم جاء التأكيد على أن هذا الانفصال المنتظر سوف يحدث بسبب تضارب المصالح الضخمة لدى الطرفين وتصادم الشخصيات النرجسية التى تهيمن على الاثنين. ولا شك أن مصالح إيلون ماسك فى الصين تحديدا قد يكون لها دور فى تحديد مصير هذه العلاقة المنفعية التى صارت تحتل مساحة كبيرة من وسائل الاعلام واهتمامها. هناك متابعة يومية وجدل قائم ومستمر حول كيف تتشكل الإدارة الجديدة وآليات عملها فى المرحلة المقبلة.. ومن ثم أين إيلون ماسك فى هذه العملية الشائكة التى يتم التلويح بها فى إطار الحد من الإنفاق الحكومى ووضع حد لدور أجهزة الدولة الإدارية فى تصريف الأعمال. تحديات كثيرة وكبيرة تواجه طموحات ماسك وأطماعه!!

الديك الرومى.. وعيد الشكر
احتفلت أمريكا يوم الخميس 28 نوفمبر بيوم تقديم الشكر. وحسب ما تقوله صفحات التاريخ فإن الرئيس جورج واشنطن أصدر فى عام 1863 إعلانا رئاسيا بتخصيص الخميس الأخير من شهر نوفمبر كيوم لتقديم الشكر. هذا العيد يعنى فى العرف الأمريكى بجانب لم الشمل ديوك الرومى والكرم الغذائى والأكلات المتنوعة وبكميات ضخمة.
كما نرى فى المشهد الأمريكى موائد العطاء والمشاطرة والتعاطف الإنسانى. أجواء حميمة ودافئة تتشكل كل عام فى هذا التوقيت بالذات. ويجب التذكير هنا بأن الأكل وأخواته لهم كل الاهتمام والاحتفاء فى الفترة الحالية وأيضا فى الفترة المقبلة والتى تمتد الى أعياد الكريسماس ورأس السنة. بالهنا والشفا. ولا داعى لتعكير مزاجنا بالحديث المتكرر عن إنقاص الوزن والأكلة الصحية.
ويأتى «الديك الرومى» أو «Turkey» كما يسمى هنا فى أمريكا قبل كل شىء ليحتل القمة من المائدة واهتمام الأسرة للاحتفال بهذا العيد. وتكشف الأرقام أن 46 مليون ديك رومى يتم ذبحه سنويا فى هذه المناسبة الأمريكية. ويتم صرف مليار ومائتى مليون دولار من أجل توفير الديك الرومى على المائدة التقليدية. ولا يمكن أن ننسى أن هذا الطائر الكبير الشهير و«لذيذ الطعم» (وإن اختلفت الأذواق تجاهه) يعد «شخصية عالمية» خاصة أن تسميته تباينت بين الديك الرومى أو الديك الهندى.. والتركى والداندى. وهذا يعنى بأن له أكثر من أصل فى ذاكرة الشعوب.
بما أنه كان ولا يزال عيد أكل كل ما لذ وطاب من الأكلات فإن النصائح والتحذيرات الصحية تتكرر كل عام. فالمتوسط من السعرات الحرارية التى يحصل عليها الشخص بسبب الوجبة الكاملة لعيد الشكر يتراوح ما بين 3000 و45000 سعر حرارى لذا فإن الشخص الذى استمتع بطعم الوجبة عليه أن يمارس تمرينات رياضية لمدة 10 ساعات على الأقل لكى يتم إحراق كل هذه السعرات الحرارية. وأيضا بهذه المناسبة يتفنن خبراء الأكل فى شرح وصفات إضافية لما هو الأساسى الديك الرومى من أجل تقديم أكلات ألذ وربما أكثر صحية كما يقولون.
وما يلفت نظرنا حسب ما هو منشور إعلاميا فإن 13 فى المائة من الأمريكيين فقط يختارون أو يضطرون لأكل وجبة عيد الشكر بعيدا عن أفراد أسرتهم الصغيرة أو الكبيرة الشاملة للأصدقاء المقربين.
وإذا كان عيد الشكر مرتبطا فى بدايته فى القرن السابع عشر بتقديم الشكر للحصاد وثماره وأيضا للعام المنصرم بما حمله من خير وبركات لمن يزرعون الأرض.. إلا أنه على مدى السنوات تحول ليوم تقديم الشكر لكل من يستحق الشكر، لمن تراه جديرا ولمن تراها جديرة بهذا الشكر.. سواء كان شخصا بعينه أو مجموعة من البشر. وحسب ما يقال فإن قائمة الشكر الأمريكى فى الوقت الحالى تتصدرها العائلة ووجودهم بخير معه ثم إلى ما يعيشه المرء من الصحة والعافية.
وقد صار هذا العيد وهذا الاحتفال إجازة قومية أقرها الكونجرس عام 1941 فى عهد الرئيس فرانكلين روزفلت.. ولا شك أن الأكل اسما وفعلا ومفعولا به هو الحديث المفضل والأرضية المشتركة التى تشمل الكل وتسعده أو على الأقل تنجح ولو لحين فى لم شمل الكل.
وطبعا يجب التذكير والتنبيه وتحديدا فى زماننا الراهن بأن النصيحة التى تقدم مع موسم موائد عيد الشكر إلى حفلات رأس السنة ما بلاش نتكلم فى السياسة! أو أبعد عن السياسة وغنيلها! وأكيد أنت الكسبان أكلا ومرحا وبهجة وراحة للدماغ ولوجعه المتجدد مع الواقع وهمومه! بعيدا عن زن من حولك!