الخميس 5 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سلاف فواخرجى: النجاح فى مصر له طعم تانى

النجمة السورية سلاف فواخرجى مهمومة دائما بقضايا وطنها واستكمالاً لرحلتها فى المشاركة فى أعمال تسلط الضوء على قضايا تخص المجتمع السورى وقضايا إنسانية شائكة تخص كل البشر فى كل مكان، عُرض لها مؤخرًا فيلم «سلمى» على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، من إخراج جود سعيد، ويسلط الضوء على معاناة المرأة السورية التى تحاول النجاة بأسرتها بعد فقدان الزوج واختفائه. الفيلم الذى يعكس واقعًا مرًا يعيشه المواطن السورى يحمل فى باطنه مواقف كوميدية ساخرة من هذا الواقع من قلب معاناة «سلمى» والتى تماهت معها سلاف.



عن «سلمى» ومشاركته فى القاهرة السينمائى وعن علاقتها بالجمهور المصرى تتحدث سلاف فواخرجى فى السطور القادمة لـ «صباح الخير».

 

 

 

■ بداية.. ما الذى جذبك لقصة الفيلم هل واقعيتها؟

- هى قصة حقيقية من الواقع من قصص لا تعد ولا تحصى فى سوريا، هى حالة منتشرة فى سوريا وهناك أسر كثيرة فى سوريا تعانى من فقدان أزواجها وأخواتها، وأصبح هذا الفقدان سمة فى المجتمع السورى.

أنا سورية وأعرف وأشاهد الوضع فى سوريا وهناك أسرنا وعائلاتنا الذين نعرف ظروفهم جيدًا، فكل أسرة فى سوريا نالها الضرر والفقدان بأن منهم شهداء، ومن هنا جاء استدعائى للشخصية وتحضيرى لها ولتفاصيلها.

■ ما وجه الشبه بين سلمى وسلاف؟

- بالتأكيد هناك شبه كبير، المرأة فى حد ذاتها كائن قوى تعطى بلا مقابل رغم احتياجها، سلمى امرأة سورية تشبه الكثير من النساء العربيات بقوتها وصلابتها وتحملها المسئولية وكأنها الأرض التى تحمل الكثير رغم هشاشتها، الشبه يكون بينى وبين أى شخصية أقدمها فحتى إن لم أجد هذا الشبه بوضوح فيجب أن أبحث عن نقاط تجمعنا، ليصبح بيننا حالة تناغم بكل تأكيد، سلمى مثلى فى تفاصيل كثيرة فكل امرأة فينا تحمل العطاء ومشاعر الأمومة والإصرار على الحياة، أنا كنت هى وعشت فى عالمها لفترة من الفترات وفهمتها لذا أحببت سلمى بضعفها وقوتها وعنفوانها

■  مشهد المحكمة والانفعال ولحظة الانهيار كان صعبًا جدًا، كيف كان تحضيرك لهذا المشهد؟

- بالفعل هذا المشهد كان صعبًا جدًا ومُحزنًا ومؤثرًا وعانينا جدا فى تصويره، فأنا فقدت صوتى لعدة أيام بعد التصوير، فهذه هى الأوضاع والظروف التى يعيشها المواطن السورى الآن فأصبحنا فى سوريا بضعة أرقام وأوراق.

■ تحدث المخرج جود سعيد عن إعادتك لوضع الصوت على بعض المشاهد بعد مرور سنة وبنفس

المشاعر و«تون» الصوت للشخصية مشيدًا بقدرتك على استرجاع تلك اللحظات والمشاعر بعد عام كامل؟ - أعتقد أن السبب فى ذلك أن الفنان مادام قدم شخصية حقيقية، فهى ليست بشكل استهلاكى يمر مرور الكرام، ولكن هذا الدور أصبح جزءًا لا يتجزأ من الفنان، بالتالى فهو يستطيع أن يستعيده ويسترجع تلك المشاعر التى خاضها وعاشها مع تلك الشخصية.

■ لماذا اخترتم أن تكون قضية سلمى تدور بعد الزلزال الذى ضرب سوريا قبل أعوام وليس بعد الحرب خاصة أنها الحدث الأكثر شمولاً؟

- كل الشعب السورى هم أبطال الحرب وجاء الزلزال وكان كارثة إنسانية صعبة جدا فأصبح وكأن هذا جزء من الحياة العادية فى سوريا فأصبح السوريون فى الحياة العادية أبطالاً خارقين وأصبحت فكرة أن الشعب السورى فى حياته اليومية العادية يعيش بشكل بطولى قد يراه البعض عاديًا، ولكن إذا نظرنا إليه عن قرب نتعجب كيف يستطيع الصمود ويعيش ويُكمل أيامه بشكل عادى.

 

 

 

■ وماذا عن استخدام الكوميديا فى طرح قضية وقصة مؤثرة وتحمل معاناة أسرة ووطن؟ 

- هذا منطقى جدًا وطبيعى جدًا فدائمًا وسط أى حزن هناك لحظة، فى كل حياتنا تحمل مزاحًا وتحمل كوميديا، وهذا الشىء طبيعى فكل مواقف حياتنا يُخلق منها لحظة كوميدية، إضافة إلى أن هذا الشعب البسيط تجد الناس فيه حقيقيين بشكل كبير يغضبون ويضحكون فى نفس اللحظة، هذه هى البساطة والطبيعية فى الحياة، الكوميديا مُتنفس لكل الناس، نحن تعبنا من الحزن والبكاء ولعل هذه الكوميديا تجعل الطرح أخف وطأة من الواقع الذى نعيشه.

■ تفاصيل سلمى وملامحها والشحوب على وجهها، لماذا توصلتم أن تكون ملامح الشخصية الخارجية بهذه البساطة؟ 

- بالتأكيد لأننى أمثل ما أتصور، بل كان هناك أيضًا مكياج لجعل سلمى مجهدة ومتعبة وأكبر فى السن وأكثر شحوبًا، وهذا هو الطبيعى لتجسيد شخصية مثل شخصية سلمى. المشاهد إذا شاهدنا بمكياج أو بشكل مختلف لم يكن سيصدقنى وكان سيذهب كل مجهودنا هباءً.

■ بعد عرضه فى مهرجان القاهرة ما هى أحلامك لـ«سلمى»؟

- أتمنى أن تصل رسالتنا لكل الناس وأن يشاهدوا قصة واحدة من قصص أخرى كثيرة مليئة بالأمل والمثابرة وعدم الاستسلام فى سوريا.

■ كيف لمست استقبال الجمهور المصرى للفيلم؟

- الجمهور المصرى غير أى جمهور، ولاقونا بحفاوة كبيرة بداية من نفاد تذاكر الفيلم قبل ليلة العرض بيوم، ما يدل على ثقة الجمهور، مرورًا بتفاعل الجمهور أثناء عرض الفيلم سواء بالتأثر والدموع أو بالضحك فى بعض المشاهد، وهذا أسعدنى كثيرًا.

أنا سعيدة جدًا أن العرض الأول كان فى مصر بينى وبين جمهورى محبة متبادلة وردود أفعالهم أسعدتنى، فالجمهور المصرى إذا أحبك فهذه شهادة عبور فى حد ذاتها.

■ ماذا بعد سلمى؟

- أستكمل الآن تصوير مشاهدى فى مسلسل «ليالى روكسى» الذى سيعرض فى شهر رمضان المقبل.