الجمعة 6 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرئيس يلتقى أمير قطر وماكرون وأمين الأمم المتحدة والمستشار الألمانى ورئيس الوزراء البريطانى

مصر وسط «كبار العالم»

شراكة استراتيجية بين مصر والبرازيل
شراكة استراتيجية بين مصر والبرازيل

على هامش قمة مجموعة العشرين بـ«ريو دى جانيرو»، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدد من قادة وزعماء العالم، للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وآليات تعزيز التعاون الدولى فى مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فضلًا عن جهود استعادة السلم والأمن الإقليميين، بما يحقق تطلعات الشعوب فى الازدهار والتنمية.



وفى مستهل لقائه بالرئيس البرازيلى «لولا دا سيلفا» حرص الرئيس السيسى على توجيه الشكر للرئيس البرازيلى على دعوة مصر للمشاركة فى فعاليات مجموعة العشرين، بما يعكس تقدير البرازيل لثقل مصر فى منطقة الشرق الأوسط وفى قارة أفريقيا.

ومن جانبه؛ ثمن الرئيس البرازيلى المشاركة المصرية الفاعلة فى اجتماعات المجموعة على مدار العام، والتى جاءت داعمة لاحتياجات وأولويات الدول النامية، مشددًا على تقديره لمشاركة الرئيس فى أعمال القمة. 

 

أواصر أخوة وطيدة بين مصر والإمارات
أواصر أخوة وطيدة بين مصر والإمارات

 

وتباحث الرئيسان بشأن الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط، والوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان، مشيدًا بالمواقف البرازيلية التى تدعم القضية الفلسطينية، فيما أكد الرئيس البرازيلى تقدير بلاده الكبير للدور المصرى التاريخى المساند للشعب الفلسطينى وقضيته، وتوافق الجانبان على ضرورة تنفيذ حل الدولتين وتوسيع الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية، ورفض أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

 وأعلن الرئيسان تدشين شراكة استراتيجية بين البلدين بمناسبة مرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل ​وأكدا على التزام البلدين بتعزيز مسارات التكامل الإقليمى الذى يتشاركان فيه، ودفع التجارة والتعاون بين دول الجنوب العالمي؛ معربين عن الالتزام بتعزيز وتوسيع العلاقات الثنائية والتعاون فى جميع المجالات ذات الاهتمام المُشترك.

ومن خلال الشراكة الاستراتيجية سيتم ​تعزيز الحوار والتفاهم من خلال تكثيف العلاقات الدبلوماسية واللقاءات الثنائية وتبادل الزيارات بين المسئولين رفيعى المستوى من البلدين والقطاعات الوطنية الأخرى. والتركيز على احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين، والسعى لتحقيق المنفعة المتبادلة، فضلا عن ​تعزيز المشاورات والتنسيق حول القضايا الإقليمية والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك، على أساس أهداف السياسة الخارجية المشتركة بين البلدين.

 

تنزانيا تشيد بالدعم المصرى لمشروع جوليوس نيريرى
تنزانيا تشيد بالدعم المصرى لمشروع جوليوس نيريرى

 

وتؤكد الشراكة على ​الدفاع عن تعزيز التعددية وإصلاح المؤسسات الدولية، لاسيما الهيكل المالى العالمى والأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن التابع لها، لجعلها أكثر تمثيلًا وشرعية وفعالية، فضلًا عن ضمان أن تعكس الواقع الدولى للقرن الحادى والعشرين.

واتفق الرئيسان على ​تكثيف التعاون فى المجلات السياسية والدبلوماسية ومجالات السلام والأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والبيئة والزراعة والعلوم والتعليم والتعاون التنموى والثقافى والرياضى والسياحي، و​وضع خطة عمل، من خلال القنوات الدبلوماسية، تحدد المبادرات اللازمة لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية. يتم تحديثها بانتظام لتعكس ديناميكية العلاقات الثنائية. 

 لقاءات القمة 

وعلى هامش مشاركة الرئيس السيسى فى اجتماعات قمة مجموعة العشرين بالبرازيل، أجرى سيادته لقاءات جانبية مع عدد من قادة وزعماء العالم من بينهم الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، وأمين عام الأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش»، والرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون»، ورئيس وزراء المملكة المتحدة «كير ستارمر»، ورئيس الوزراء الإسبانى «بيدرو سانشيز»، والمستشار الألمانى «أولاف شولتز»، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى «أورسولا فون ديرلاين»، ورئيس المجلس الأوروبى «شارل ميشيل»، ومدير عام صندوق النقد الدولى «كريستالينا جورجييفا»، حيث تمت مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. 

 كما التقى الرئيس مع الرئيسة التنزانية سامية حسن، حيث تناول اللقاء سبل تعميق علاقات الأخوة التاريخية الوطيدة التى تربط بين البلدين الشقيقين، فى ضوء الحرص المشترك على تعزيز جميع أوجه التعاون، خاصةً فى ضوء الدفعة القوية التى تلقتها تلك العلاقات خلال السنوات الأخيرة، لاسيما فى المجالات الاقتصادية والتجارية، وكذلك على صعيد التعاون فى قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، وبين القطاع الخاص فى البلدين. 

وقد تطرقت المقابلة فى هذا الإطار إلى الجهود المصرية للانتهاء من إنشاء سد «جوليوس نيريري»، وهو سد مقام على نهر داخلى فى تنزانيا، حيث أشادت الرئيسة التنزانية بالدعم المصرى، مؤكدةً الأهمية التى توليها بلادها لهذا المشروع التنموى المهم، ومن جانبه شدد الرئيس على حرص مصر على تقديم جميع صور الدعم الكامل للجهود التنموية فى الدول الشقيقة، وعلى رأسها دول حوض النيل. 

وتم فى هذا الصدد تناول سبل تعزيز التعاون بين دول حوض النيل، بما يعزز من التوافق بين تلك الدول لما يحقق مصالح شعوبها، وذلك فى إطار التنسيق المستمر والعمل الجماعى لتحقيق تطلعات التنمية المشتركة بالشكل الذى يحقق المكاسب لجميع الأطراف دون إضرار بأى طرف.

كما قابل الرئيس السيسى، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، حيث تناولت المقابلة سبل تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين، فى ضوء ما يربطهما من أواصر تاريخية وطيدة على المستويين الشعبى والرسمى، بقيادة  الرئيس وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتم فى هذا الإطار التشديد خلال اللقاء على حرص الدولتين على استمرار التعاون والتنسيق فى مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين نحو التنمية والتقدم.

كما التقى الرئيس السيسى مع رئيس وزراء سنغافورة «لورانس وونج»، حيث تطلعا لأن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التطور، بما فى ذلك الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادى، وزيادة الاستثمارات، وتفعيل آليات الحوار الثنائى على مختلف المستويات.

وتطرقت المقابلة إلى العلاقات الثقافية بين البلدين وسبل تعزيزها، خاصةً فيما يتعلق بالتبادل الطلابي، من خلال المنح الدراسية المقدمة من الأزهر الشريف لطلاب سنغافورة، وكذا المنح المقدمة من مؤسسات التعليم والتدريب السنغافورية للطلاب المصريين، حيث حرص رئيس الوزراء السنغافورى على الإشادة بالدور المهم الذى يقوم به الأزهر الشريف فى مجال التعليم والتعريف بالإسلام الوسطى.

وتناولت المقابلة أيضًا الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث استمع رئيس وزراء سنغافورة لرؤية مصر بشأن الأوضاع فى الشرق الأوسط وتأثيراتها السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، وسبل استعادة الاستقرار الإقليمي، وحرص الجانب السنغافورى على تثمين الدور المصرى المحورى لاستعادة الاستقرار بالإقليم، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة ستكون لها تداعيات جسيمة على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

وقابل الرئيس السيسى الرئيس النيجيرى «بولا تينوبو»، وتناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين فى مختلف المجالات، خاصةً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وقطاع الصحة، فضلًا عن تبادل الخبرات فى موضوعات مكافحة الإرهاب والتطرف.

كما ناقش الرئيسان أوضاع السلم والأمن فى القارة الأفريقية، وسبل تثبيت دعائم السلام والاستقرار القاريين، والحفاظ على أمن وسيادة واستقلال دول القارة، فضلًا عن تعزيز التعاون فى جميع المجالات فى إطار الاتحاد الأفريقى، بما يضمن تحقيق مصالح الشعوب وتطلعاتها، ويسهم فى تنفيذ أجندة 2063، ويدفع القارة نحو التنمية والرخاء.