كيف يتلاعب بعضهم بـالجمعة السوداء
البالـة تهدد BLACK FRIDAY
شيماء قنصوه
مع نهاية كل عام ينتظر الملايين حول العالم شهر «نوفمبر» ليس لأنه sweet November كما يطلق عليه أبناء الجيل الجديد، لكن لأنه شهر تحقيق الرغبات الشرائية تحت خدعة «البلاك فرايداى» الذى أصبح نظامًا رائجًا وبقوة فى مجتمعنا المصرى.
ومنذ اللحظات الأولى للإعلان عن العروض يتصارع الجميع من أجل الوصول للمنتج أولا لشرائه بسعر مخفض عن السعر الأصلى المعروض به طوال العام، والأمر نفسه أصبح مع المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا الخاصة بالمنتج فبعد ساعات قليلة من الترويج للعرض الجديد، إذا لم تتخذ قرار الشراء بسرعة وعدت من جديد لطلب الأوردر ستكون جملة out of stock فى انتظارك.
أكدت دعاء حسن أنها تنتظر البلاك فرايداى كل عام لتقوم بشراء بعض المستلزمات يكون عليها خصم قوى وحقيقى تنتظره بفارغ الصبر، وروت أنها تتابع متاجر مخصصة لبيع العطور تضاعف سعرها بشكل كبير على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن فى نوفمبر يكون العرض مغريًا، خاصة أنها تستطيع شراء 3 قطع بسعر قطعة واحدة فقط.
إسراء مجدى تنتظر البلاك فرايداى هذا العام تحديدا لتكرر تجربة شقيقتها الكبرى التى قامت بها منذ 7 سنوات، فاتفقت مع خطيبها على شراء الأجهزة الكهربائية اللازمة لمنزل الزوجية فى نوفمبر، خاصة أن العروض ستضمن لهما توفير مبلغ يمكن استغلاله فى أمور أخرى من تحضيرات الزواج.
أما سوزان عبد السلام فلها تجارب حقيقية مع موسم البلاك فرايداى وتحضير ملابس الشتاء لأولادها الثلاثة، وأكدت أنها إذا تأخرت فى شراء الملابس فى هذا الشهر يكون شراؤها صعبًا للأطفال بسبب ارتفاع أسعار الملابس الشتوية بشكل مبالغ فيه، وأكدت أن المحلات الكبيرة تقدم عروضًا مميزة فى عدد القطع وليس فى تخفيض السعر نفسه.
كشفت سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس أن البلاك فرايداى مزيج بين الحقيقة والوهم، فالتاجر من الممكن أن يقدم للعميل عروضًا حقيقية على السلع المتوافرة لديه، وذلك بعدما يقوم برفع سعرها قبل موسم التخفيضات المنتظر، وبمجرد البدء فى الموسم يقوم بتخفيض السعر بنسبة معينة فيعود المنتج لسعره الأصلى، وبذلك يكون التاجر قد قدم عرضا حقيقيا لكنه قام بخدعة لإقناع المشترى بذلك.
وأشارت سامية إلى أن الشعب المصرى الآن أصبحًا استهلاكيًا بشكل مبالغ فيه عن السنوات الماضية وذلك بسبب الانفتاح على العالم بشكل كبير، وأصبح التسوق من أجل الشعور بمتعة الامتلاك فقط والترويح عن النفس وليس لرغبة حقيقية فى الحصول على المنتج إلا فى حالات نادرة.
على النقيض الآخر ظهرت فى مجتمعنا بشكل كبير «أسواق البالة» وعلى الرغم من أنها موجودة منذ زمن طويل وتحديدا فى منطقة الوكالة بالقاهرة، لكن الأمر الآن أصبح أكثر رواجًا وانتشارًا، وأصبح يشجع على شراء المنتجات سواء الجديدة أو المستعملة فئة ذات مستوى اجتماعى مرموق، خاصة بعدما قاموا بنشر مقاطع مصورة حقيقية من الوكالة أثناء رحلة الشراء، وبعدها قاموا بتنسيق الملابس بطريقة عصرية تتبع أحدث صيحات الموضة.
أميرة نور بحكم عملها فى واحدة من الشركات الكبيرة تحتاج دائما لارتداء ملابس رسمية كلاسيكية، وبسبب ارتفاع الأسعار كانت تخصص من راتبها الشهرى جزءًا لإضافة قطعة جديدة لدولابها، لكنها تحمست لزيارة الوكالة، وبالفعل وجدت هناك ستايل الملابس الذى تبحث عنه ومن البراندات العالمية المشهورة، والمفاجأة أنها كانت بربع سعرها فى المحلات تقريبا، وأكدت أميرة أن بعضها كان جديدًا والآخر كان مستعملًا ولكنه بحالة جيدة.
الوكالة ليست المكان الوحيد المعروف الآن لشراء ملابس البالة، فأصبحت المحلات المتخصصة فى بيع الملابس بالكيلو أشهر من البراندات، وذلك لأنها تتيح شراء كيلو متنوع من الملابس يناسب كل أفراد الأسرة وبسعر يبدأ من 650 جنيهًا تقريبا.
أكدت نهى سيد أنها بالفعل تتعامل مع واحد من المحلات المعروفة فى منطقتها السكنية متخصص فى بيع ملابس البالة «السوبر كريم» أى الملابس البراند، وفى موسم الصيف الماضى قامت بشراء 18 قطعة لها ولبناتها كانت كافية للظهور بشكل لائق على مدار أشهر الصيف وسط تجمعات الأصدقاء والنوادى والتمارين.