جميل كراس
نصب واحتيال!
هالنى ما أشاهد هذا الكم الغزير من نوعية الإعلانات إيّاها والتى تصل إلى حد الضحك على الذقون، أو التضليل عبر بعض الفضائيات والاستعانة بعدد من الفنانين أو المطربين أو كذلك عامة الناس بالشهادة لهذه السلعة أو غيرها التى تستهدف بدورها المشاهدين بمختلف ميولهم أو ثقافاتهم فى ظل هيمنة وسائل السوشيال ميديا على العواطف أو حتى العقول!
وما بين شكل أو نوعية تلك السلعة وغيرها الكثير من علامات الاستفهام، فهذا هيرمون السعادة تستعيد به شبابك عشرين عامًا ويجدد نشاطك.. إلخ.
أو كذلك تلك العبارة التى يتم بثها عبر الفضائيات إيّاها «وداعًا لمرض السكر نهائيًا دون أقراص أو أنسولين والتخلص من آثاره المدمرة على صحتك وباستخدام العلاج بالأعشاب ومن خير الطبيعة».. وإعلانات أخرى تدعوك للتخلص من التدخين بصفة نهائية باستخدام التدخين البديل الإلكترونى، والأشد ضررًا أو فتكًا بالصحة وقد يصل بك الأمر للإصابة بمرض السرطان بسبب المواد الكيماوية المستخدمة فى التدخين الوهمى، وآخر يخلصك من آلامك المبرحة، إلى جانب وسائل السحر والشعوذة واستعادة العواطف المفقودة بين الأحباء!
وطبعًا المسألة لا تخضع لمعايير محددة أو مقاييس أو تصريحات وقائية من الجهات المختصة أو المنوط بها مثل هذه الأمور، ولكن يبدو أن المسألة تخضع للعرض والطلب فقط.
ويبدو أن الوضع قد اختلف كليًا عمّا كنا عليه من قبل أو فى ظل الثقة المتبادلة بين المنتج والمستهلك وبعيدًا عن جهاز حماية المستهلك بالوسائل المضللة.
أيضًا استغل عددٌ من المحطات الفضائية إيّاها التى تبث أفلامًا سينمائية مجزأة وقيامها بعرض برامج مسابقات وهمية لكسب الكثير من الأموال بالدولار، ومن ثم السطو الكامل على المكالمات الواردة إليهم من خلال سرقة رصيدهم خلال ثوانٍ معدودة، وطبعًا الهدف معروف تمامًا؛ لاسيما أن المُشاهد تصل به الأمور إلى التصديق أو بحُسن النوايا وبمغريات يسيل لها اللعاب، وعلى سبيل المثال فرصتك بأن تربح نصف مليون دولار!
وأيضًا الغش التجارى كان له نصيب من خلال منتجات تحت بير السلم أو السلع المشبوهة، وهذه تمثل خطرًا داهمًا على صحة المواطن أو المتلقى، وهناك من يستخدم خامات غير مصرّح بها وأخرى يتم تقليدها.
وهنا يتحتم على جهاز حماية المستهلك أن يقوم بدوره بالتوعية أو الإرشاد؛ لاسيما بعد الإبلاغ عن هذه النوعية من السلع المضروبة، وكل هذه الأمور تخضع تحت بند النصب والاحتيال من خلال الفضائيات المشبوهة إياها.