رغم نجاح المرأة فى تحمل المسئولية إلا أنها فقدت أنوثتها بعد نزولها للعمل
«حــواء» وشاعرية أسماء خورى
أحمد رزق
اللون الوردى رمز لها، إنها تلك الصغيرة فى مهدها المحاط بكل ما هو وردى، الطفلة التى ترعرعت على أساطير الأميرة المدللة التى يقع فى حبها ذلك الفارس المغوار وينقذها من شرور العالم أجمع، فيطوقها الشوق بأن تجرى بها عجلة الزمن لتصبح تلك الأميرة الحسناء فى قصرها الذهبى فى انتظار المحب المنقذ.
وتجرى عجلة الزمن ولكن تفاجئها الحياة بأنها يجب عليها مواجهة كل الصعاب بمفردها ولايوجد من ينقذها.. فارتدت الدرع وحملت السيف.
هكذا قدمت الفنانة التشكيلية أسماء خورى لمعرضها الحالى الذى عنونته بـ«سقوط حواء» بجاليرى «قرطبة».
بضربات فرشاة جريئة وبتعبيرية مدهشة وكتل لونية نابضة بالحيوية وإحساس اللمسة السريعة للألوان الزيتية والتى تنبض بحرارة المشاعر، أقامت أسماء معرضها بمجموعة لوحات قوية التعبير اختزالية للعناصر خاصة السلبية فى رواية الحياة - الأسطورة - المرأة، وبعذوبة شديدة تقدم نموذج حواء العصر الحديث وما تواجهه من قسوة.
وكان لابد من التساؤل عما يعنيه عنوان معرضها والذى يثير التساؤلات.. تقول الفنانة: سقوط حواء هنا لا يعنى السقوط فى علاقة ولكن المقصود بذلك أن المرأة فى طفولتها تحلم دائما بقصص الفارس والأميرة وتتوقع دائما أن تقوم بدور الأميرة ولكنها تكتشف بعد ذلك أن المجتمع جعلها تلعب دور الفارس، فهى لم تجد من يحميها فهى من تتحمل المسئولية وبالطبع هذا ليس دورها. بعض اللوحات تبحث فيها المرأة عن هذا الفارس أو حالة الاحتضان له - وهو غير موجود أصلا - لقد اختفى من حولها ليجعلها تملأ الفراغ الذى خلفه الغياب.
المرأة فى لوحات المعرض حزينة رغم أنها تستطيع تحمل المسئولية ونجحت بالفعل فى ذلك ولكنها لم تحقق ما كانت تحلم به - لقد فقدت أنوثتها فنراها تنزل إلى الشارع - فالمرأة المصرية تحمل كثيرا من المعاناة حتى الزى الأنثوى الخاص بها قد اختفى فظهرت كالمحاربين، هذا هو مفهوم المعرض الذى اتضح وظهر كقصة متتابعة لمراحل حياتها ولكنى ركزت على المرحلة الأخيرة فتوحدت معها وللأسف المرأة حتى تحقق ذاتها تجد أنها فى النهاية قد نسيت نفسها.
وعن معرضها قبل الأخير تقول: المعرض الفائت كان بعنوان «سقوط آدم» الذى تحدث عن قوة المرأة وأنها تستطع أن تسقط الرجل بالحيلة والذكاء فالقوة ليست عضلات فاستخدمت بعض الأساطير مثل «دليلة» التى أسقطت شمشون وكذلك أسطورة «سميراميس» وهنا ارسم المرأة بعمق أكثر.