زمن الحروب والقلق وآل باتشينو

مع اقتراب العام من نهايته السؤال الذى يفرض نفسه على الحديث الدائر: متى سوف تتوقف الحروب الجارية على امتداد العالم؟ وبالطبع يأتى هذا السؤال المصيرى وسط التحديات الكبرى الأخرى التى تواجه سكان الأرض ويطرح مع عودة ترامب لرئاسة أمريكا من جديد. خاصة أنه تعهد بأنه يستطيع ويريد أن يوقف الحروب أينما كانت.

الكل ينتظر ويترقب كيف سوف تتعامل واشنطن (فى عهد ترامب) مع شئون العالم وهل هى مستعدة وراغبة وقادرة على هذا التعامل أو التفاعل مع كل الملفات الدولية الساخنة وضمان خروج شعوب العالم من حالات المواجهة العسكرية والدمار المتبادل والمآسى الإنسانية؟

وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة التى تقدر ميزانية الدفاع بها بنحو 900 مليار دولار سنويًا لها أكثر من 750 قاعدة عسكرية فى 80 دولة على الأقل على امتداد العالم. وذلك حسب ما هو معروف ومعلن طبعًا غير القواعد أو المواقع العسكرية الأخرى التى تتواجد وتعمل سرًا.

علينا أن ننتظر لكى نرى ما يمكن أن تحققه أمريكا أو لا تحققه فى القريب العاجل قبل أن تزداد الأمور سوءًا!!

القلق يحاصرنا.. فأين المفر؟

ليس بالأمر الغريب أن مع وصولنا لنهاية العام يتأكد لنا من جديد أن الإنسان فى زمننا الحالى محاصر بالقلق والخوف. وغالبًا ما يعانى من الأرق أيضًا. وقد صارت من العادات السنوية المتبعة فى وسائل الإعلام أن تخاطب وتتناول فى مثل هذه الأيام القلق هذا الحصار المميت للنفس البشرية. هذا الحصار الذى يكتم على أنفاس الإنسان ويكبل حركته ويضاعف من معاناته ويقلل من رغبته فى الإقبال على الحياة. وفى هذا اسأل المجرب (وما أكثره هذه الأيام) ولا تسأل الطبيب. 

إنها أجواء العصر وأيضًا أجواء الموسم بتقلباته النفسية بدءًا من عيد الشكر ولم شمل العيلة والأصدقاء وصولاً إلى بداية السنة الجديدة وتكرار الحديث عن ضرورة قلب الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة. ثم الاستعداد من أجل الانطلاق بقرارات وتعهدات يتطلع إليها الانسان ويسعى لتحقيقها فى العام الجديد. لسنوات طويلة كانت النصيحة دع القلق وابدأ الحياة. وبتعبير أصح أبعد عن القلق واشترى دماغك وطبعًا الفنون وتحديدًا الموسيقى (مستمعًا أو عازفًا) لها دورها وتأثيرها فى تفتيت القلق بتوابعه. وهنا يأتى تحرر النفس البشرية من قيود وأثقال تحرمنا من الإقبال على الحياة والاستمتاع بها.

ومن قراءات عديدة لهذا الملف الحيوى أجد أن البعض من خبراء النفس يتحدثون عن الكيفية أو الوصفة للخروج من الحصار الذى فرضه القلق عليك.. وكيف ترى فى حالة اللا يقين الذى قد تعيشه فرصة للملمة النفس وترتيب الأولويات من جديد. ولم يتردد البعض منهم أيضًا فى الإشارة إلى الخبرة التى اكتسبها الإنسان خلال حالة اللا يقين التى صاحبته أثناء فترة الكوفيد فى تجاوز القلق وحصاره أو الإفلات من قبضته الخانقة!!

بما أننا نتعامل مع النفس البشرية بكل تعقيداتها فالحديث عن طريقة واحدة أو أسلوب واحد يكون حديثًا غير جاد أو غير مدرك لأهمية التصدى لما نعيشه أو نعانى منه بكل تفاصيله. 

أفلام عديدة.. وحياة واحدة

وهى أفلام وحياة آل باتشينو.. الممثل الأمريكى الساحر الذى أبهرنا بأدائه المتميز منذ بداية ظهوره فى السينما. وقد بلغ عدد أفلامه على الأقل 79 فيلمًا. له أربعة أفلام مع النجم الشهير روبرت دى نيرو.

آل باتشينو واسمه الأصلى ألفريدو جيمس باتشينو يبلغ من العمر 84 عامًا. من مواليد نيويورك وأهله من كلا الوالدين من أصول إيطالية.

صدرت له مؤخرًا مذكراته بقلمه وبعنوان Sonny Boy الولد الصغير. والكتاب يضم 384 صفحة. والنسخة الصوتية لهذا الكتاب مدتها 12 ساعة و 28 دقيقة وقد تم تسجيلها بصوت آل باتشينو. وحرص بعض النقاد السينمائيين على إبداء إعجابهم بأداء آل باتشينو المميز والممتع فى النسخة الصوتية للكتاب. إنها متعة مشابهة عاشها عشاق الفن والسينما العام الماضى فى نوفمبر 2023. مع صدور كتاب مذكرات باربارا سترايسند بعنوان My Name is Barbra اسمى باربارا. والكتاب يضم 992 صفحة. أما نسخته الصوتية بأداء الممثلة والفنانة الشهيرة مدتها 48 ساعة و7 دقائق. 

آل باتشينو بأدواره المميزة خاصة فى الأب الروحى وفى عطر امرأة استطاع أن يحظى بإعجاب عشاق الأفلام. حياته كانت صاخبة وحافلة بنجاحات وأيضًا بإخفاقات متعددة.. وبحالات إفلاس تام وصل إليها باتشينو صاحب المغامرات والمقامرات الطائشة. تم ترشيحه لجائزة أوسكار تسع مرات وفاز بها مرة واحدة أحسن ممثل عن دوره عطر امرأة عام 1992.

صار آل باتشينو أبًا للمرة الرابعة وهو فى الـ 83 من عمره. ففى يونيو 2023 ولد له ابن اسمه رومان، والدته الكويتية نور الفلاح، وقد انفصل الوالدان بعد ثلاثة أشهر من ولادته. وكانت الأم فى الـ 30 من عمرها!! آل باتشينو بالمناسبة لم يتزوج طوال حياته إلا أن له ارتباطات عديدة ومنهن ممثلات شهيرة مثل دايان كيتون وجيل كلايبرج.

آل باتشينو.. عبقرى فى الأداء وفى تجسيد شخصيات جذابة تلفت الأنظار.. أمتعنا وأبهرنا بأدواره وأفلامه.