الجمعة 6 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرواية التاريخية توثيق للماضى أمْ ترند للشهرة؟!

ريشة: جون مراد
ريشة: جون مراد

منذ سنوات قليلة والرواية التاريخية تتربع على قوائم الأكثر مبيعًا تخصص لها دور النشر المسابقات الأدبية، تعطيها الأفضلية والأسبقية للنشر، يقبل عليها القراء بنهم.



والرواية التاريخية ليست حديثة العهد؛ فلدينا عظماء كتبوها وأضافت لهم الكثير، من بينهم الأديب الكبير العالمى نجيب محفوظ، الذى كتب ثلاثية مصر القديمة «عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة» وثلاثية «غرناطة» للكاتبة رضوى عاشور، كما لدينا عدة روايات ليوسف زيدان منها «عزازيل والنبطى وفردقان»، ولدينا كتابات لجورجى زيدان والذى اشتهر برواياته التاريخية أهمها «المملوك الشارد وأرمانوسة المصرية».

لكن بزوغ الرواية التاريخية بقوة هذه الفترة وتهافت دور النشر عليها قد يضع بعض الكتّاب فى موقف لا يحسدون عليه.

 

 

فالأدب التاريخى له مقومات محددة ومن يكتبه لا بُد أن تتوافر فيه شروط عدة لا تقتصر على جماليات السرد والخيال فقط لكن عليه أن يكون باحثا ومدققا للتاريخ، يستقى معلوماته ممن عاصروا الفترات التى يريد أن يكتب عنها. ما يحدث فى السوق المصرية قد يبشر بأزمة إنتاج تاريخى غزير لا يمثل قيمة حقيقية عن الرواية التاريخية ومن المؤهل لكتابتها ومستقبلها فى مصر، وكيف يتخلص الكاتب من أيديولوجيته ليكتب بحيادية.. فى هذه السطور نستعرض ونستطلع آراء المبدعين للتحدث عن الروايات التاريخية.

 

 

 

المتون والنصوص 

الروائية الكبيرة المبدعة سلوى بكر الرائدة فى الرواية التاريخية صاحبة الرواية الشهيرة «البشمورى وشوق المستهام» والتى ترجمت أعمالها لأكثر من لغة، قالت عن سبب اتجاهها للروايات التاريخية إنها تحب التاريخ وقارئة جيدة له، وتتعامل مع النصوص التاريخية التى كتبها المؤرخون باعتبارها أعمالا إبداعية أدبية.

وتتابع فى تصريحات لـ «صباح الخير»: لكن من خلال قراءتى المستفيضة للتاريخ تساءلت عن وقائع وحوادث التاريخ، هذا التساؤل هو ما دفعنى للبحث وكتابة الرواية التاريخية، فبين المتون تكمن النصوص.

وأضافت: الرواية التاريخية لديها إشكاليات عديدة أولها تعريف ماهو التاريخ؟ هل هو جملة الوقائع المسجلة والمدونة من قبَل المؤرخين، أمْ أن التاريخ يحتمل وقائع لم تسجل ولم ترو من قبَل المؤرخين؟

 

 

 

هناك المسكوت عنه تاريخيًا وهناك التدوين الخاطئ إذا جاز التعبير أو التدوين بمنظور أحادى من قبَل المؤرخين؛ حيث يكتب المؤرخ أيديولوجيته ووجهات نظره وما يراه. وقد يحجب عن القارئ مادة تاريخية هو يرى أنها يجب ألا تكون موجودة، لذلك فإن من يقترب من الرواية التاريخية عليه أن يقرأ إشكالياتها فى البداية.

ثانيًا الرواية التاريخية تحتاج قراءات متعددة تتعلق بذات الواقعة، فالواقعة الواحدة يكتبها أكثر من مؤرخ ومن أكثر من منظور وقد لا تكتب أصلاً، وعلى من يريد أن يكتب رواية تاريخية عن واقعة محددة أن يضع نصب عينيه كل ما كتب، وهذا سيأتى بقدر أيضًا لأن الكاتب يحمل إيديولوجية خاصة به وكل إنسان بشكل عام يحمل أيديولوجية خاصة به، ستكون أيضًا الوقائع محملة بأيديولوجيته الخاصة، لكن هذا يقرب الكاتب من الموضوعية.

 

 

 

وعندما سألناها هل تقصدين أن الذى يكتب رواية تاريخية عليه أن يكون أديبًا بدرجة باحث فى التاريخ؟

فقالت: ليس باحثا فقط؛ بل متسائل. من هنا نخوض مرحلة التساؤل وهو جوهر الكتابة التاريخية.

أرسطو يقول هناك فرق بين الدراما والتاريخ، التاريخ يروى ما حدث لكن الدراما تروى ما يمكن أن يحدث. وهنا يدخل الخيال والإبداع. فضلاً عن أسئلة تتعلق بما لم يتم تدوينه وما تم تدوينه.

الرواية التاريخية هى رواية معنية بأسئلة التاريخ. والوقائع التى تلقينا إجابات عنها لكن قد لا تكون صحيحة تحتمل التشكيك، والرواية التاريخية العربية مرت بمراحل عديدة أولها إعادة تجسيد روائى عبر المتخيل كالروايات التاريخية لجورجى زيدان، وكان هذا فى مرحلة يستنهض بها الروح القومية. وكذلك فعل نجيب محفوظ فى «عبث الأقدار». استرداد الروح المصرية القديمة، وللحقيقة أجد أنها بدايات للكتابة التاريخية، فالرواية التاريخية لا بُد أن تقودنا لمعرفة جديدة وتقدم لنا معرفة مغايرة نتساءل حولها، إذ هناك مهمات للكتابة التاريخية فهى معقدة وليست بالمهمة السهلة. الأصعب هو الزمن وتجسيد الزمن.

وكذلك تجسيد الجغرافيا، جماليات المكان، البيوت والملابس والطعام، لذلك نرجع لكتب مؤرخى هذه القرون التى نريد الكتابة عنها، لغة الزمان مهمة جدًا.. فاللغة جسد حى يتغير مع تغير الأجيال.

 

 

 

وتشير «بكر» إلى أن الرواية التاريخية الحقيقية فى العالم كله هى رواية معرفية...يستقى منها القارئ حقائق التاريخ.. يزيد من معرفة القارئ..مثل رواية «أمبرتو إيكو» اسم الوردة.وكرواية «الهرطوقى» والتى تتيح للقارئ معرفة تاريخ إسبانيا، والتحولات التى حدثت فى الأنماط الإنتاجية فى إسبانيا وأوروبا.

سألتها: ما رأيك فيما ينشر حاليًا تحت مسمى الرواية التاريخية وتهافت دور النشر على هذا النوع من الرواية، وإعلان مسابقات لها ودفع كثير من الأدباء الشباب لمضمار الكتابة عن التاريخ دون تسلحهم بالأدوات والإمكانات والمعرفة؟

 

 

 

أجابت: دائمًا علينا أن نتذكر أنه فى عصر المتنبى كان لدينا مئات من الشعراء.

ماذا تبقى من هذا العصر فى كل المجالات يتبقى ما هو جدير بالبقاء لأن الزمن هو الناقد الأساسى للإبداع.

 دون إخفاء أو إملاء 

الدكتور أسامة عبدالرؤوف الشاذلى واحد من أشهر كتّاب الرواية التاريخية فى الجيل الحالى وله روايتان حظيتا بشهرة كبيرة ورواج بين أوساط الشباب هما «أوراق شمعون المصرى وعهد دميانة» وسيتم تحويل روايته عهد دميانة لمسلسل تليفزيونى- خلال الفترة المقبلة- بعد تعاقد الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية معه، سألناه حول رؤية بعض النقاد أن الرواية التاريخية هى صنف أدبى يحد من التجريب فى الرواية هل تتفق مع ذلك؟

فقال: لا أتفق مع هذا الرأى مطلقًا، فالرواية التاريخية تستند على وقائع فعلية حدثت بالفعل لكنها ليست كتاب تاريخ، فهى تعتمد بقدر كبير على خيال الكاتب، لذلك لا يمكن وصمها بأنها تفتقر للخيال أو الإبداع فكتابتها تستند بشكل كبير إلى خيال المبدع.

 

 

 

ولا ينفى أيضًا عنها الحدوتة والمتعة لأن الحدوتة يجب أن تكون شيقة لجذب القارئ. كما لا ينفى عن الرواية التاريخية أيضًا فكرة التجريب.

أضاف: إذا كنا نقول إن التجريب محصور على روايات معينة كالفانتازيا أو الواقعية السحرية فهذا خاطئ لأن التجريب يكون فى بناء الرواية وأسلوب كتابتها وبناء شخصياتها وعرض أصواتهم.. والتداخل فى الأزمنة.

لكن هل على كاتب الرواية التاريخية أن يتخلص من أيديولوجيته عند الكتابة، وهل الحيادية مطلوبة؟

قال: لا يوجد كاتب محايد، كل كاتب يحمل وجهة نظر تخصه، تكون مستترة ويمررها خلف الكلمات المكتوبة، والمسئولية تقع على القارئ فى تحرى وجهة النظر المطروحة، وما يفرق بين كاتب أمين وكاتب مدلس هو الأمانة فى عرض وجهات النظر.. وعلى الكاتب الأمين أن يعرض عددًا من الشخصيات داخل العمل تحمل وجهات نظر مختلفة.

 

 

 

ففى رواية مثل «عهد دميانة» وهى رواية حساسة جدًا كان لا بُد من عرض آراء الشيعة والسُّنة والأقباط؛ إذ إن عرض وجهات النظر المتباينة يضع القارئ فى منطقة لتبنّى وجهة نظر هو الآخر دون إخفاء أو إملاء من الكاتب.

 

 

 

 البحث عن دار نشر 

روائية من جيل الشباب وهى رضوى الأسود صدر لها رواية تاريخية بعنوان «بالأمس كنت ميتًا» تقول عن روايتها أنها رواية أجيال، تتحدث عن مذابح الأرمن فى زمن الدولة العثمانية، تلك التى وقعت عام 1915، ومتن الرواية ينقسم لحكايتين منفصلتين متصلتين، وهى تتبع نسقًا دائريًا؛ حيث إن آخر مشهد هو عودة للمشهد الأول.

والحكاية الأولى تتحدث عن العلاقة التاريخية التى ربطت الأرمن بالكرد منذ قديم الأزل حينما كان يجمعهم جذر واحد. ويمتد فيها زمن السرد منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى بعد؛ حيث تستعرض علاقة أسرة كردية مسلمة بأخرى أرمينية مسيحية فى زمن الدولة العثمانية وما حدث من إبادة أرمينية والتحولات التى تطرأ على علاقة الأرمن بالكرد وتغيرها للأسوأ بتأليب من الدولة العثمانية لكن تصمد علاقة الصداقة القوية.

وعن مصادر البحث التى اعتمدت عليها تقول: الصعوبة فى كتابة أى رواية تاريخية تكمن فى المصادر التى يعتمد عليها الكاتب، ومدى مصداقيتها وحياديتها.

تكمل: «هناك عملية فرز تستتبع عمليات القراءة والبحث المتأنى المستفيض فى هذه الرواية ارتكزت على كتب ومراجع وشهادات غربية عن الإبادة الأرمنية فى الإمبراطورية العثمانية»، بالإضافة لمشاهدات عدة لأفلام وثائقية عن المذبحة، واطلاعى على شهادات الأرمن وغير الأرمن ممن شهدوا المذبحة أو تحدثوا أو اعترفوا بها بعد ذلك من كبار الساسة الغربيين، كما اعتمدت على صور التقطها مصور ألمانى من قلب الأحداث وعلى أرض المعركة، هذا بالإضافة إلى علاقات صداقة تجمعنى بشخصيات كردية مثقفة كانت سَندًا عظيمًا لى فى إنجاز هذه الرواية.

سألت: هل مَن يكتب الرواية التاريخية يجب أن يكون باحثًا فى علم التاريخ؟

أجابت: بالطبع لا، وإلا فسيتوقف الروائيون عن الكتابة.

أكملت: إذا نظرنا إلى أى رواية فسنجد أنها بالضرورة تتحدث أو تشير أو تناقش حتى ولو من بعيد، أو دون خوض فى التفاصيل على الأقل حدثا أو زمنًا تاريخيًا بعينه؛ أمّا إذا أراد روائى أن يتحدث فى شىء متخصص يكون هو محور الرواية كما فى رواية «بالأمس كنت ميتًا» على سبيل المثال، فيتوجب عليه خوض غمار قراءات مستفيضة ومتخصصة فى الموضوع الذى سيكتب عنه.

قلت: هل عرضت روايتك على مختصين فى التاريخ قبل نشرها؟

قالت: لا، لم يحدث لأننى اعتمدت على مصادر تاريخية متنوعة وحيادية، كما أننى تحدثت بكل صدق عما انتهجته الثلاثة أطراف «الأرمن والكرد والعثمانيين» من أخطاء فادحة، ودوافعهم السياسية والدينية والاجتماعية لذلك.

 ترند يفتقر للإبداع

الكاتب والروائى والناقد سيد الوكيل يقول إن توثيق التاريخ والكتابة عنه ملمح عظيم وذو قيمة وليس بجديد على الوسط الثقافى فى مصر لكن مؤخرًا مع حصول البعض على جوائز للرواية التاريخية وتهافت دور النشر على كتّابها دفع الكثير ليكتب الرواية التاريخية وإن جاز التعبير أصبحت «ترند».

كان لدينا منذ سنوات أحلام مستغانى عندما كتبت الرواية الرومانسية كتب الجميع من بعدها هذا الصنف، ثم الكاتبة التركية أليف شناك بعد ظهور روايتها «قواعد العشق الأربعون» ظهرت أعمال كثيرة على نفس النسق، رضوى عاشور عندما كتبت ثلاثية «غرناطة» فجأة اكتشفنا وجود 18 رواية تتحدث عن المروسكيين.. وهم المسلمون الذين بقوا فى الأندلس بعد سقوط الحكم الإسلامى للأندلس.

وأوضح قائلاً: عندما يكتب الكاتب رواية تاريخية فإنه يبحث فى كتب التاريخ فيتحول لباحث وليس مبدعًا.. يصل لمجموعة من الأفكار يعيد توظيفها فى عمله التاريخى.

ويؤكد أن الإبداع والخيال يخرجان من الذات الساردة؛ فهى مخزن الإبداع والطاقة المتجددة فى المعرفة وتكون أكثر شاعرية فى الأعمال التى تتجلى فيها الذات الساردة، لكن عندما يكون الموضوع مستعارًا وكل ما يفعله الكاتب هو إعادة التدوير والإنتاج لأحداث التاريخية ينضب الإبداع ويصبح مكررًا ومملاً.

وفى النهاية يرى أن الرواية التاريخية مهمة كتوثيق لكنها ليست إبداعًا لأن الإبداع هو خلق جديد، تخلق مسافة بين الذات والموضوع فيتحول لكاتب وليس مبدعًا.. ويفقد تخيله الإبداعى.

أمّا الشاعر والناقد الأدبى محمد عبدالله الخولى فيرى أنّ القارئ الذى يحتفى بالرواية التاريخية، هو نفسه الذى لا يلتفت إلى كتب التاريخ، ولا يميل إليها.

وإذا اصطلحنا على ما يسمى بالرواية التاريخية، وبعد استقراء لنماذجها فى وقتنا الراهن وجدنا أنَّ الرواية التاريخية نوعان: الأول، الرواية التاريخية: (الموضة/ التريند) التى تشكلت من أجل أغراض تجارية ربحية وأهداف تسويقية؛ حيث يريد الكاتب أن يلحق بركب الموضة، ولا يتخلّف عنه، فقصده الأوحد أن يروّج لنفسه فقط، وفق ما يتطلبه الذوق السائد، وما تشترطه بعض الجوائز فى الأعمال الروائية المقدمة إليها، سواء بشكل مباشر، أو وفق أيديولوجيات غير معلنة أحيانًا يفطن لها الكاتب الذى يسعى خلف هذه الجوائز؛ ومن ثم يهمل الجانب الأهم فى العمليّة الإبداعية، وهو الجانب الإنسانى الذى يُبنى على قصد نبيل وغاية شريفة.

وقد طالعنا بعض هذه الروايات التى اتخذت المادة التاريخية مرتكزًا لها وعمادًا؛ فلم نجد فى بنيتها السردية غير وقائع تاريخية محضة، وبشىء من الصنعة، وقليل من الخيال الضحل تكتسى هذه الوقائع بما يشبه السرد الروائى، ولكنه ليس السرد الذى يطمح إليه القارئ الجاد.

أمّا النوع الثانى: الرواية التاريخية الجادة، التى ارتسمت فى مخيلة الكاتب وقائعها، وأحداثها، وشخوصها وفق رؤيته الخاصة، ويكون استدخال التاريخ فى عالم الرواية مدموغًا بأهداف وغايات يقصدها الروائى، فليس استدخال التاريخ فى مثل هذه الروايات إلا لغايات سامية، ورؤى فكرية يتعمدها الروائى، ويرنو إليها.

 سألنا الدكتور أحمد خيرى حافظ أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة عين شمس عن سر تعلق الشباب بقراءة الروايات التاريخية وعن النهم الذى ينتابهم عن كل ما هو فى الماضى؟

فأجاب: هذا الإقبال له ثلاثة أبعاد مختلفة..

أولها أن الواقع الذى يعيشه الشباب حاليًا انهيار النسق القيمى فى مجتمعنا وخلل شديد فى القدوة، فمصر أصبح شبابها يعانى مع تصدر نجوم التيك توك وصناع المحتوى الفارغ المشهد، فضلاً عن مطربى المهرجانات.

المحور الثانى: إن ضغوط الحياة اليومية أصبحت تجعل الإنسان يجد ملاذًا فى الناستولوجى وجماليات الماضى.

المحور الثالث هو تأثير وسائل التواصل على واقع الشباب، فلا أحد يستطيع أن يغفل التأثير السلبى الذى نعيشه؛ حيث تقدم نماذج شديدة الجاذبية تعانى من الخواء والشباب ضائع غارق فى هذا المحتوى الفارغ؛ حيث أصبحت الأسرة المصرية مكونة من بعض الحجرات المغلقة كل واحد يعيش فى جزيرته المنعزلة.

كل هذا نتج عنه أن يصبح الماضى هو الحلم والتاريخ رغم أن الحكومة تفعل الكثير لتيسير حياة المواطن على الرغم من الأزمات المحيطة بنا إقليميًا، لذلك نحتاج لمزيد من تدخل علم النفس والاجتماع لرأب الصدع الموجود بين الشباب وحاضره.