نحرص دائما على تقديم سبل الدعم لكل الأشقاء لوقف العنف وتخفيف حدة التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية
نحو مستقبل أفضل
محرر شئون الرئاسة
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، وآنا كلوديا روسباخ، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، فى إطلاق النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضرى العالمى الذى استضافته القاهرة الأسبوع الماضى.
وقال الرئيس: «بسم الله الرحمن الرحيم.. من القاهرة عاصمة الحضارة والتاريخ والسلام نفتتح المنتدى الحضرى العالمى الثانى عشر.. بالتوفيق إن شاء الله».
وقد شهد الرئيس، افتتاح المنتدى الحضرى العالمى، الذى أقيم فى مصر كأول دولة تستضيفه فى أفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار «كل شىء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة»، وذلك بمشاركة وفود أممية ودولية رفيعة المستوى، حيث ضم المنتدى ما يقرب من 600 حدث تركز على توطين أهداف التنمية المستدامة، وخاصة فى معالجة أزمة الإسكان العالمية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وحالات الطوارئ المناخية.
وشهدت فعاليات الجلسة الافتتاحية عرض فيلم تسجيلى عن تحديات السكن، وفيلم تسجيلى آخر عن جهود التنمية الشاملة داخل الدولة المصرية.
وفى كلمته للافتتاح رحب الرئيس بالحاضرين قائلا:
أرحب بكم جميعًا على أرض مصر.. وفى عاصمتها «القاهرة» التى تم تأسيسها منذ أكثر من ألف عام لتكون واحدة من أهم الحواضر وأعرق عواصم العالم مما كان دافعًا لاختيارها لاحتضان النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضرى العالمى بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أفضل الممارسات، حول قضايا التنمية الحضرية بما يُسهم فى تحقيق التنمية المستدامة وتطوير أساليب بناء مدن أفضل لتحسين حياة ملايين من البشر لاسيما فى ضوء ما تشهده المدن والتجمعات السكنية من تحديات غير مسبوقة تتعلق بالنمو السكانى السريع، وتغير المناخ، وندرة المياه، والتنمية المستدامة، وفقدان المسكن، وتوفير التمويل اللازم وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود الدولية لإيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهتها.
وأضاف: تأتى هذه النسخة من المنتدى فى وقت حاسم يواجه فيه العالم أزمات دولية متلاحقة وحروبًا لها تداعيات مدمرة على المدن والتجمعات السكانية وعلى كل مناحى الحياة فيها وهو ما يستدعى حشد الجهود والإرادة السياسية لإحلال السلام ووقف النزاعات والصراعات وتركيز الجهود على مجالات التنمية وإعادة الإعمار والبنـاء إذ يستحيل البدء فى أى خطوات جادة لمواجهة التحديات الحضرية فى مجتمعات تعانى من الحروب والاقتتال والنزوح والمجاعة والمرض.
وتابع: لعل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من حروب وصراعات خاصة الحرب الدائرة فى قطاع غزة ولبنان خير مثال على الخسائر الفادحة التى تتكبدها الدول جراء إعلاء صوت الحرب والصراع على حساب السلام والاستقرار.
واصل: إن المعاناة اليومية التى تعيشها شعوب تلك الدول تتطلب استجابة فورية وفعالة لوقف نزيف الدماء والدمار والشروع فى البناء والتنمية وتحرص مصر دائمًا على تقديم كل سبل الدعم لأشقائها لوقف العنف وتخفيف حدة التداعيات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة عليه.
وأكد الرئيس أنه رغم ما يحيط بنا من أزمات حققت مصر فى السنوات الماضية إنجازات كبيرة فى مجالات العمران والتنمية الحضرية بما يخدم أهداف الاستراتيجية الوطنية «رؤية مصر 2030» حيث تم تنفيذ مبادرات ومشاريع ضخمة على رأسها مبادرة «حياة كريمة»، لتطوير الريف المصرى والمناطق العشوائية ومبادرة «تكافل وكرامة»، لدعم الأسر الفقيرة والأكثر احتياجًا ومبادرة «سكن لكل المصريين»، التى تعد أكبر مشروع إسكان اجتماعى موجه لمحدودى الدخل فى مصر والعالم بأسره.
وأكمل: كما قامت مصر بإنشاء جيل جديد من المدن يتبنى معايير الاستدامة والذكاء الرقمى على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة ضمن اثنتين وعشرين مدينة أخرى تم بناؤها بشكل متزامن فى مختلف محافظات الجمهورية إلى جانب تدشين مشروعات لتطوير العشوائيات، والمناطق غير المخططة وغير الآمنة فضلا عن تحديث وسائل النقل والمواصلات.
وأشار إلى إطلاق «الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية» و«الاستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر» الهادفتين إلى تعزيز الجهود الوطنية القائمة، فى مجالات التحضر استنادًا إلى المعايير الدولية للاستدامة والشراكة.
واعتبر الرئيس أن المنتدى الحضرى العالمى يمثل منصة مثالية لتدشين حوار مثمر وفعّال بين جميع الفاعلين المعنيين حول كيفية تحسين أوضاع التجمعات البشرية وتعزيز التنمية الحضرية وهو ما يتطلب مشاركة فعالة من كل الأطراف المعنية من المجتمعات المحلية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدنى، والجامعات لعقد شراكات وصياغة سياسات واستراتيجيات تعكس احتياجات وتطلعات الشعوب فى حياة كريمة ومستقبل أفضل.
واختتم الرئيس كلمته قائلا: أعرب عن تطلعى إلى أن يكون هذا المنتدى خطوة مهمة على طريق تنفيذ «الأجندة الحضرية الجديدة» وتعزيز الشراكات الدولية من أجل إيجاد حلول مبتكرة وتوصيات عملية تسهم فى مواجهة تحديات التنمية الحضرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.