الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مسيرة مشتركة

فى زيارة عمل وأخوة، حل الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون ضيفًا عزيزًا على مصر، حيث أجرى والرئيس عبدالفتاح السيسى مباحثات معمقة، تضمنت تأكيد عمق ومتانة العلاقات التاريخية الوثيقة بين مصر والجزائر، وما يجمع الدولتين من أواصر أخوة شعبية متجذرة فى التاريخ، مؤكدين حرصهما على مواصلة مسيرة التعاون المشترك بين الدولتين ودفعها إلى آفاق أرحب، إلى جانب استمرار التشاور والتنسيق المستمر فى مختلف القضايا الإقليمية والدولية. 



شدد الرئيسان على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة ولبنان، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مؤكدين مسئولية المجتمع الدولى عن حماية المدنيين من الاعتداءات الجسيمة التى يتعرضون لها، وأكدا ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

وتناول الرئيسان الأوضاع فى القارة الإفريقية، وأشارا إلى أهمية التنسيق المشترك بما يضمن مصالح القارة ويدعم جهودها التنموية، مشددين على حرصهما على دعم جهود السلم والأمن بالقارة الإفريقية. 

وعقب المباحثات قال الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الجزائرى عبدالمجيد تبون: بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية: أهنئ فخامتك والشعب الجزائرى بهذه الذكرى العظيمة التى كانت بالنسبة لمصر والمصريين محل إعجاب وتقدير واحترام شديد للشعب الجزائرى وتضحياته ونضاله من أجل التحرر والذى قدم أكثر من مليون شهيد.

وقال الرئيس: إن اللجنة المشتركة التاسعة تنعقد فى القاهرة لتضع موضوعات أكثر للتعاون مع الجزائر، لأن حجم التوافق مع الجزائر منذ أول زيارة كان قويًا، وفرص التعاون بين البلدين كثيرة فى الاستثمار.

 

 

 

وأضاف: إن الشركات المصرية تتلقى معاملة كريمة فى الجزائر، ولدينا فى مصر أكثر من خمسة آلاف شركة جزائرية تعمل فى مشروعات بنية أساسية من طاقة ومياه وطرق وكبارى وإسكان.

وتابع: لدنيا حجم ضخم من الشركات تتبادل الخبرة مع الجزائر، ومرحب بهم فى أى وقت، ولدينا فرص استثمار متبادل بين البلدين.

وأوضح أنهما تحدثا عن التطورات والأوضاع فى غزة ولبنان وليبيا والسودان، وأكدا التوافق التام على استعادة الاستقرار بالمنطقة بعيدًا عن التدخل فى شئون دولها.

وشدد الرئيس على أنه فيما يخص غزة فهو موضوع عليه إجماع عربى وتأكيد لأهمية إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين، فهو أمر كلنا حريصون عليه منذ أول اقتتال فى 7 أكتوبر السنة الماضية.

وأكمل: نحن فى مصر نبذل جهدًا كبيرًا فى هذا الإطار، من أجل حتى حجم المعاناة الذى يتعرض له أشقاؤنا فى القطاع لأنه ضخم جدًا، فالقطاع تحت الحصار منذ 4 شهور.. وإننا توافقنا على ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين. 

وكشف: إن مصر خلال الأيام القليلة الماضية قامت بجهد فى إطلاق مبادرة تهدف إلى تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين، ويتم التبادل، بين 4 رهائن مع بعض الأسرى الموجودين فى السجون الإسرائيلية، ثم خلال 10 يتم التفاوض على استكمال الإجراءات فى القطاع، وصولا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات، ونؤكد أن أشقاءنا فى القطاع يتعرضون لحصار صعب جدًا يصل إلى حد المجاعة، ومهم جدًا أن تدخل المساعدات فى أسرع وقت ممكن، مؤكدًا أننا ضد أى محاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لأن هذا أمر لم يكن فى صالح القضية الفلسطينية وفى نفس الوقت نحن نقوم بدور لإيقاف إطلاق النار والحفاظ على القطاع حتى رغم التدمير الكبير الذى يتعرض له القطاع.

وفيما يخص الأزمة اللبنانية، قال الرئيس: إن التوافق موجود مع فخامة الرئيس وأشقائنا فى الجزائر على أهمية عدم امتداد الصراع ومحاولة حصار الأزمة فى لبنان وإيقاف إطلاق النار والوصول إلى حالة من الاستقرار للأوضاع المضطربة جدًا فى منطقتنا، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة مما يعرض الإقليم لحرب أوسع وتنزلق الأمور لمخاطر أكبر مما نشاهدها.

وفيما يخص الأوضاع فى السودان، أكد الرئيس أن هناك توافقًا مع الجزائر على ضرورة وقف إطلاق النار والوصول إلى حكومة فى السودان تؤدى إلى انتخابات حتى تكون الأمور مستقرة مع عدم التدخل فى الشئون الداخلية ومحاولة تهدئة الأمور ما أمكن.

وتابع: إن ذلك هو نفس الموقف فى ليبيا، أن تكون هناك حكومة مسئولة عن إجراء الانتخابات وقيادة شرعية تكون مسئولة عن الدولة الليبية، وتكون محل دعمنا واستعداداتنا للتعاون من أجل وحدة ليبيا واستقرارها، وهذا أمر ثابت من ثوابتنا، إننا نؤكد على سيادة ليبيا وضرورة أن يكون الحل هناك «ليبى - ليبى».