البحر .. والسفارى والطاقة الإيجابية
رحلة كتبتها: بسنت الزيتونى
أصبح اسم دهب يتردد دائمًا ليس فقط فى مجتمعات الشباب الطامحين إلى الهدوء والاستمتاع بالطبيعة من جبال، بحر وشعاب مرجانية فوق الخيال وغطس ومغامرات، لكن أيضًا أصبحت دهب مزارًا للعائلات!
وهو لا شك أثر على شكل السياحة هناك فترى سياحًا من دول كثيرة منها إيطاليا، إلمانيا، أمريكا ودول آسيا من كوريا، الصين واليابان.
تغيرت خريطة السياح، غيرت شكل الترفيه والسهر بهذه المدينة المذهلة والتى تأتى لها السياحة من كل أنحاء العالم.
أرض سيناء كلها لها طابع خاص، مدينة دهب تتمتع بالعديد من المزايا، أولها وأهمها الطاقة الإيجابية الساحرة؛ حيث الهدوء، النقاء، اللون الأزرق يحيط بك فى كل مكان.. سحر الجبال ورهبتها تمنحك طاقة جديدة لتتخلص من ضغوط الحياة وعصبية الأيام التى تدخل دهب وأنت محملاً بها وتغادرها وأنت مشبعًا بـ رواق دهب أو Dahab mood.
عشاق مدينة دهب من قدام زائريها يعرفون جيدًا التغير الذى طرأ عليها منذ سنوات عديدة مضت كانت السياحة بها مزيج من الأجانب من كل أنحاء العالم ومن المصريين الشباب فقط أو معظمهم لذلك كانت المدينة تعج بالسهر والديسكو تيك فى المساء مع رحلات الصيد والسفارى وتسلق الجبال.
الاستجمام للجميع
البحر الممتد بطول طريق الممشى يتسع للغطس، «السنوركليننج» ورياضة السيرف والعوم.
منذ سنوات مضت كان البكينى والمايو القطعة الواحدة هو الأشهر على شواطئ دهب أما اليوم فانضم لهما البوركينى! فى مشهد لم يكن موجودًا من قبل..
مدينة دهب على عهدها تفتح يديها للجميع وتتقبل الجميع ويتعايشون سويًا دون أدنى مضايقة، مدينة دهب تمنح الجميع الاستجمام، ومتعة استرخاء والتأمُّل لذلك مَهما كانت مدة إجازتك تشعر فى آخر الرحلة أن الأيام قد طارت!
أشهر ما فى هذه المدينة الساحرة هو الممشى، فهو شريط طويل ممتد مطل على البحر من جهة والفنادق والمطاعم والبازارات من جهة أخرى.
على مدى الممشى تسمع الموسيقى والغناء، والحقيقة أنه فيما مضى كنا نسمع أغانى منير والموسيقى النوبى، والتى كان يعزفها بحرفة وفن خالد جاميكا أول من ابتدع العزف اللايف للموسيقى بآلات الإيقاع الإفريقية المميزة لكننى لم أجده هذه الزيارة وسمعت أنه اعتزل وافتتح فندقًا صغيرًا «جاميكا هاوس»، أخذتنى قدماى إلى هذا الفندق فوجدته راقيًا ذا طراز نوبى خاص باللونين الأبيض والأزرق مع حديقة صغيرة وطرقات الأوتيل مزينة بلوحات من رسومات الفنان خالد جاميكا شخصيًا، المكان فى غاية النظافة ولكن لم أجد جاميكا وقتها بالمكان وعرفت أن علىّ الحجز قبلها بفترة لكى أجد مكانًا بهذه الجنة النوبية على أرض دهب، ويمكن أن تكون محظوظا وتجد عند الوصول غرفة شاغرة، وجدت بالمكان شققًا فندقية أى غرفتين بهما مطبخ وحمّام لتكون مكانًا مريحًا للأسر التى تفضل إقامة لوقت أطول وبأسعار مغرية.. وهذا النظام للشقق الفندقية وجدته فى عدة فنادق أخرى لأن كما يقولون من يأتى إلى دهب يريد أن يبقى فيها لأطول فترة ممكنة وتكون هذه الشقق الفندقية ملاذًا له ليقيم حياة شبه طبيعية بعيدًا عن حياة الفندق.
فندق جاميكا
آخر الممشى يوجد فندق جميل يأتى له هواة الغطس، وأثناء سيرى قابلت حنان زوجة الفنان خالد جاميكا والتى سعدت جدًا بمقابلتها وحفاوة استقبالها رغم أننا لم نتقابل منذ سنوات إلا أنها بروحها النوبية الطيبة.
ونحن نتحدث مَرَّ أحد الشباب ورمى عليها الصباح وأضاف إليه كلمة نوبية (أنين) قالت لى إنها تعنى بالنوبية أمى. هكذا يطلق عليها الكثيرون هناك لقب أمى ليس لكبر عمرها، لكن لكبر قلبها الذى يتسع للكثيرين ويقدم لهم الدعاء والمشورة الصادقة.
وهى غطاسة وتعمل فى مركز الغطس المصاحب للفندق والذى يتردد عليه الكثير من الجنسيات، وتؤجر الملابس وتنزل مع المدرب، وهناك أسعار للمصريين وأسعار للأجانب..
دهب مدينة لأى فترة فى العام لكن النصيحة تجنبها أشهر الصيف؛ وبخاصة شهرىّ يوليو وأغسطس حيث ارتفاع الحرارة والرطوبة.
أمّا طول السنة فهى منتجع شعبى رائع تستطيع كل المستويات العيش فيه بحرية. الوقت الأمثل لها هى بداية من شهر أكتوبر حتى شهر مايو، هذه المدينة الساحرة يمكن أن تتناول فيها الفول والطعمية سواء على الممشى أو فى المسبط بأسعار أرخص من القاهرة، وهذا سر من أسرار دهب، أنها مدينة سياحية رخيصة نسبيًا، بالقطع هى لم تعد رخيصة كما كانت فيما مضى لكنها تظل معتدلة الأسعار.
مدينة النهار والليل
تجد فى مدينة دهب حياة صباحية عامرة بالسباحة، الغطس، اللعب مع الأسماك، والجلوس على الصخور البحرية المتميزة، وكل شاطئ فى هذه المدينة له جماله لكنها كلها شواطئ سخرية أو زلط..
شاطئ اللاجئين هو الذى يتمتع بأنه رملى لكن كل البحور بها أسماك ملونة تعوم بحرية بجانبك لذلك عليك باصطحاب نظارة العوم وحذاء البحر، وهناك كل شىء متاح ومتوافر حتى تأجير النظارات!
يعيش بها مجموعة كبيرة من الأجانب، لذلك لا تندهش إذا رأيت فتاة تأتى بمفردها قبل الغروب وتترك أشياءها على الشاطئ بكل أمان وتنزل البحر ساعة ثم تعود وترحل بكل سلام.
الليل وسماه ونجومه وقمره، فى هذه المدينة الرائعة شىء آخر ساحر رائع, بها حفلات الشواء فى الجبل وحفلات متعددة بها ألعاب نارية على المسرح وبالجبل، وبها فن الطنورة والرقص الشرقى وهى سهرة لها مذاق خاص حيث تبدأ بعد حلول الظلام لتستمتع بالألعاب النارية بالجبل وكثيرون من الشباب طبعًا يتسلقون جبل الطويلات وهو جبل متدرج يمكنك أن تتسلقه بسهولة إذا توافرت بعض اللياقة.
السلام للجميع
فى دهب الكل يعيش فى سلام حتى الحيوانات من القطط والكلاب التى تسير وسط الناس وتعيش بسلام ويمكن للأطفال مداعبتها واللعب معها والتصوير أيضًا والكلاب تسير براحتها تمامًا.
هناك اهتمام كبير بالبيئة ومكافحة البلاستيك والمخلفات.. والجميل أن بعض الفنانين عملوا لوحات من المخلفات من البراد والأخشاب والأكواب وكل شىء قد يكون مضرًا للبيئة أو ضد النظافة لكنه يمكن أن يتحول إلى عمل فنى معلق على أحد الحيطان.