الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
فى انتظار رئيس جديد.. حالة قلق وغليان

فى انتظار رئيس جديد.. حالة قلق وغليان

مهما كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية فإن دونالد ترامب كان ولا يزال له أثر فى المشهد السياسى الأمريكى والعالمى. أثر سلبى أم إيجابى؟ هنا قد تتباين الآراء وتتصادم المواقف ولكن لا أحد يستطيع تجاهله أو تجاهل حضوره بشدة فيما يحدث أو قد يحدث فى أمريكا. ترامب الرئيس السابق (78 سنة) ومنذ عام 2016 حاضر بوضوحه الصادم وتصريحاته الطائشة وأيضًا بإصراره وتأكيده على أنه العنصر الوحيد الحاسم والسيف الباتر فى كل الأمور الداخلية والخارجية. هذه هى النغمة المتكررة فيما يقوله. ومهما كان الإعجاب أو عدم الإعجاب بهذه النغمة لا يمكن يتجاهلها ويعمل لها ألف حساب.



وسواء كانت النظرة متفائلة أحيانًا أو متشائمة فى أغلب الأحوال فإن رئيس جديد لأمريكا أمامه (أو أمامها) تحديات لا حد لها. أمريكا فى حاجة ماسة إلى إدارة جديدة لشئون البلاد ومشاكل مواطنيها المتراكمة عبر السنوات، ولعلاقاتها مع جميع دول العالم، خاصة أن علاقاتها تلك قد تدهورت بشكل ملحوظ مع حرب غزة وانحياز أمريكا المطلق لإسرائيل مهما فعلت ما فعلته تحت شعار الدفاع عن النفس كما تدعى.

تحديات كثيرة وكبيرة تواجه أمريكا داخليًا وخارجيًا. عليها أن تتعامل معها واشنطن مركز القرار الأمريكى بأسلوب قادر على احتواء الأزمات والتقليل أو الحد من الخسائر التى تنتج من الصراعات الدولية وسوء تعامل ومعالجة واشنطن لها. بالتأكيد غزة وإسرائيل وأوكرانيا وروسيا لها الأولوية. كيف سيتعامل أى رئيس جديد يأتى إلى البيت الأبيض فى 20 يناير مع هذه الملفات الساخنة والتى تزداد سخونة مع مرور الأيام.

فى الأيام الماضية ومع اقتراب موعد الانتخابات 5 نوفمبر 2024 حرصت كامالا هاريس (60 سنة) نائبة الرئيس بايدن والمرشحة الديمقراطية للرئاسة على التأكيد بأنها لا تعد امتدادًا لإدارة بايدن وأنها قادرة وراغبة فى التشاور مع من يعملون معها من أجل الوصول إلى قرار فيه الصالح العام، وأنها لن تنفرد بالقرار وحدها وأنها على استعداد للتعامل مع كل الملفات الداخلية والخارجية الملحة دون مواقف مسبقة. ولم يكن بالأمر الغريب أن يتم طرح هذا الأمر ماذا لا تقوله كامالا هاريس عندما تتحدث عن نفسها وعن مواقفها وعن تاريخها فى العمل العام؟ فى رأى البعض أنها تتحدث وتجيب عن الأسئلة بطريقة تكاد تريد من خلال الإجابة ألا تخطئ أو تقع فى المحظور فبالتالى تفضل الطريق الآمن ولا تفصح تمامًا عما تراه وعما تريده؟  ولذا برر البعض تردده فى التصويت لها على أساس أنهم لا يعرفونها بما فيه الكفاية.

خلال الأيام الماضية أيضًا لم يتردد العديد ممن عملوا مع ترامب فى ولايته وعلى رأسهم مدير مكتبه الجنرال جون كيلى فى الإفصاح عن تخوفهم من عودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض. تخوف مصدره خطورة ما يمثله من الانفراد بالسلطة وعدم التريث فى إصدار القرار والتحقير ممن له رأى مختلف عن رأيه فى تلك الدائرة الصغيرة المحيطة به. وتوقع البعض منهم  بأن ترامب إذا عاد سيكون أكثر خطورة وأكثر شراسة مما كان. على أساس أنه إذا كان استعان فى ولايته السابقة ببعض من أهل الخبرة بإدارة الأمور وتسيير الأعمال.

وهؤلاء لعبوا إلى حد ما  دورًا فى لجم قراراته الذاتية الطائشة  فإن ترامب هذه المرة كما يعد ويتوعد سوف يستعين بأهل الثقة فقط هؤلاء الذين لا يقولون لا له، ومن ثم سوف يتم تسريع ما يريد تحقيقه فى أكثر وقت ممكن.

 

 

 

ومن يقومون بقراءة واقعية وفاحصة لإدارة قادمة برئاسة ترامب يرون أن كلا من وزارة العدل ووزارة الدفاع هما على رأس قائمة الوزارات التى ستشهد تغييرات سريعة وكبيرة فى الهيكل التنظيمى والقيادات والأفراد تضمن إحداث ما يجب تطويعه من أجل تفعيل وتحقيق السياسات الجديدة لترامب. وهنا يجب التذكير بما قاله ترامب خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بقرارات خاصة لمعاقبة كل هؤلاء الذين وقفوا ضد ترامب (حسب وصفه) وطاردوه سياسيًا وقانونيًا خلال الفترة الماضية منذ انتخابات عام 2020، كما أن التلويح بالتهجير الجماعى للمهاجرين لم يتوقف من جانب ترامب ومؤيديه. ويعد هذا الملف من أكثر الملفات الداخلية سخونة خاصة إذا أخذنا فى الحسبان ما قد يسفر عن هذه الخطوة (التهجير الجماعى) إذا تم أخذها من تبعات اجتماعية وسياسية واقتصادية قد تتحول إلى كوارث أمنية تهدد استقرار البلاد.

ومثلما تم ويتم بث أخبار كاذبة عن هاريس أو ترامب أو بث أكاذيب عنهما وعن تبعات انتخابهما من خلال السوشيال ميديا.. فإن الأكاذيب والأرقام المفبركة حول استطلاعات الرأى (وما أكثرها فى الفترة الماضية) صارت ظاهرة تلفت الانتباه وتقلق المراقب للمشهد السياسى الأمريكى. كل شىء قابل للفبركة ومن ثم تزداد صعوبة قراءة المشهد بوضوح.

‎وفى إطار ما يسمى بالتدخلات الخارجية وتحديدًا فى نشر الأكاذيب وفبركة التقارير والصور ذكرت الصحف الأمريكية نقلاً عن مصادر حكومية أن الصين وروسيا وأيضا إيران لها دور سلبى فى الانتخابات الأمريكية. هكذا يتم اتهام القوى الخارجية وتدخلها فى الشأن الأمريكى!.

إن غدا لناظره.. 

مريب ومقلق!