خفض التصعيد بالشرق الأوسط
متابعة: ياسمين خلف
على هامش مشاركته بقمة «بريكس» بقازان الروسية التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وعدد من الرؤساء والزعماء المشاركين بالقمة؛ لبحث العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول، والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
فقد التقى الرئيس، مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين؛ حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، رحب خلالها الرئيس بوتين بزيارة الرئيس السيسي إلى روسيا، معربًا عن سعادته بالمشاركة الأولى لمصر كعضو بتجمُّع البريكس، ومؤكدًا أن انضمام مصر للتجمع يمثل إضافة لمسارات عمله، ويسهم فى تعزيز دوره كمنصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين الدول النامية.
وبدوره أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للمشاركة فى القمة التى تستضيفها روسيا والتى تأتى فى إطار الحرص المصرى على الانخراط فى فعاليات وأطر التجمُّع، مثنيًا على الجهد الذى بذلته روسيا خلال فترة رئاستها للتجمُّع، مشيرًا إلى الأهمية التى توليها مصر لتعزيز التعاون مع موسكو، ليس فقط على المستوى متعدد الأطراف؛ ولكن على مستوى العلاقات الثنائية التى تشهد تطورًا كبيرًا فى مختلف المجالات؛ استنادًا إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الموقّعة بين البلدين فى عام 2018، كما ثمّن الرئيس التعاون بين البلدين فى العديد من المشروعات المشتركة؛ خصوصًا مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وشهد اللقاء تباحث الرئيسين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية؛ حيث تم الاتفاق على الأهمية القصوى لخفض التصعيد بمنطقة الشرق الأوسط فى ظل ما يحمله الصراع بالمنطقة من تداعيات سلبية إقليميًا ودوليًا، ودعا الرئيسان إلى ضرورة التوصل لوقف إطلاق نار فورى فى غزة ولبنان، وخفض التصعيد وتفادى الممارسات والإجراءات التى من شأنها أن تدفع بالإقليم نحو مزيد من التأزم، وفى هذا السياق؛ شدد الرئيس على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، فضلًا عن دعم لبنان وتأكيد احترام سيادته وأمنه واستقراره.
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين إلى عدد من القضايا الدولية المُلحة، من بينها الأزمة «الروسية - الأوكرانية»؛ حيث أكد الرئيس موقف مصر الداعى للحلول الدبلوماسية والتسويات السياسية للأزمات من خلال الحوار، على النحو الذى يحفظ السلم والأمن الدوليين، ويصون مقدرات الشعوب.
والتقى الرئيس مع الرئيس الإيرانى «مسعود بزشكيان»؛ حيث اتفق الرئيسان على أهمية الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، كما تبادلا وجهات النظر حول التطورات بالمنطقة؛ حيث أكد الرئيس أهمية نزع فتيل التوتر الإقليمى وتفادى التصعيد غير المحسوب، الذى قد يدفع المنطقة برمتها إلى مواجهات خطيرة ذات تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار الإقليمى.
واستعرض الرئيس السيسي فى ذات السياق؛ الجهود والاتصالات المصرية المكثفة لمحاولة دفع مسار التهدئة والتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، مؤكدًا ضرورة حشد الجهود الدولية لحث جميع الأطراف على التعامل بإيجابية مع المساعى الرامية لاستعادة التهدئة بالمنطقة، بما يسمح بمعالجة الكارثة الإنسانية التى يعيشها المدنيون فى فلسطين ولبنان.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس، مع الرئيس «شى جين بينج»، رئيس جمهورية الصين الشعبية؛ حيث استعرض الرئيسان مجمل العلاقات الثنائية وسُبل تطويرها فى مختلف المجالات، وكذا تعزيز التنسيق بين البلدين فى الأطر متعددة الأطراف؛ لا سيما تجمُّع بريكس، مثمنان التطور الملحوظ والمحطات الإيجابية التى تشهدها علاقات البلدين منذ تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما فى عام 2014، مؤكدين حرصهما على البناء على الزخم الناتج عن زيارة الدولة التى قام بها الرئيس للصين فى مايو 2024. وأعرب الرئيس فى هذا الصدد عن تقديره لمشاركة الصين فى العديد من المشروعات الاقتصادية الكبرى فى مصر؛ لا سيما فى مجالات البنية التحتية والنقل والسكك الحديدية، وتطلع مصر لمواصلة التعاون المثمر مع الصين فى التصنيع ونقل التكنولوجيا لمصر.
وبحث الرئيسان التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الأوضاع فى الشرق الأوسط؛ حيث أكدا أهمية العمل الفورى على خفض التصعيد ومنع توسع الصراع تفاديًا لنشوب حرب إقليمية من شأنها أن تلقى بآثارها السلبية على جميع الأطراف، كما طالب الزعيمان بضرورة التوصل لحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية عبر إطلاق مسار سياسى يفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه الحل الأمثل لضمان الأمن المستدام بالمنطقة..
حقوق الفلسطينيين
والتقى الرئيس السيسي بالرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)؛ حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت الداعم للسلطة الفلسطينية، ولضرورة توحيد الجهود للحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطينى، وحقوقه المشروعة فى إقامة دولته وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، ورفض مصر أى مساعٍ أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.
كما بحث الرئيسان جهود وقف الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى بقطاع غزة والانتهاكات فى الضفة الغربية، وأهمية أن يتخذ المجتمع الدولى موقفًا واضحًا وحاسمًا تجاه تلك الممارسات، على نحو ينهى الكارثة الإنسانية التى تعصف بالمواطنين الفلسطينيين بالقطاع.
وأعرب الرئيس «أبو مازن» عن تقديره لجهود مصر المستمرة والدؤوبة لمساندة حقوق الشعب الفلسطينى، والتحركات التى تبذلها مصر على مختلف المستويات لدعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة.
كما التقى الرئيس السيسي، بالرئيس الجنوب إفريقى سيريل رامافوزا، وأكدا اهتمامهما بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتكون مثالًا يُحتذى به لما يُمكن إنجازه على المستوى القارى، والاستمرار فى تعزيز وتنويع أطر التعاون على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية بما يعكس العلاقات التاريخية الوطيدة التى تجمع البلدين الشقيقين.
وتناول اللقاء الأوضاع الإقليمية؛ حيث تم استعراض جهود مصر وجنوب إفريقيا تجاه دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وأكد الرئيسان مواصلة التشاور والتعاون فى هذا الصدد على جميع المستويات بهدف التوصل لتهدئة بالمنطقة ووقف إطلاق النار بغزة ولبنان، ومنع الانتهاكات بالضفة الغربية، ودعم مسار إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.
وفى ذلك السياق؛ أكد الرئيسان ضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، وأعرب الرئيس الجنوب إفريقى عن تقديره لدور مصر الجوهرى فى هذا الصدد.
وبحث الرئيسان سُبل الدفع بأولويات التنمية الإفريقية على الأجندة العالمية، وفى إطار تجمُّع بريكس الذى انضمت مصر لعضويته بشكل كامل؛ حيث أكد الرئيسان حرصهما على مواصلة العمل المشترك لتحقيق مصالح الشعوب الإفريقية والدول النامية.